أنت إذا ما انطلقت بجد في عمل معلن عمل للدين فإن القرآن الكريم هو من في توجيهاته الكثيرة يعلمنا: أنه إذا اتجهت أنت، وتظن أن بإمكانك أن تسير على هذا الخط، وتكون معرضًا عن أولئك الذين يثبطون الآخرين عن أن يقفوا معك، أو يثبطون من قد دخلوا في العمل الذي أنت فيه، فقعدت عنهم حينئذٍ سترى نفسك تسير بمفردك.
القرآن الكريم في (سورة التوبة) - وسورة التوبة هي من أجمل السور في القرآن الكريم في مجال التعبئة العامة للمسلمين في مواجهة أعدائهم - تناولت كل مواضيع المواجهة، أولئك الذين ينطلقون للتثبيط هاجمتهم مهاجمة قوية، توبيخ عنيف، سخرية منهم استهزاء بهم، تحطيم لمشاعرهم، وفعلًا الإنسان الذي يتجه إلى الحق، ويكون موقفه موقف حق لا تتوقع أن بإمكان الباطل أن يقف أمامك إلا إذا حصل تقصير من جانبك، أو أنت لم تهيئ نفسك بالشكل المناسب في أسلوبك، في تقديمك للحق بأن يكون بالشكل الذي يزهق الباطل. نحن بعد أن رفعنا هذا [الشعار] شعار:
[ الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام].
من المتوقع أن تسمع من بعض الناس هنا، وهناك: يسخر من هذا الشعار، أو يتهرب من المشاركة فيه، أو يخوّف الآخرين من أن يرفعوه، فيتوقع أنه قد يحصل كذا أو قد يحصل كذا، أو ربما، أو احتمالات، وهذا هو من ضعف الإيمان؛ لأننا نجد هذا الشخص هو من ينطلق على أساس الاحتمالات، ويترك اليقينيات، اليقين الذي يأمر بالعمل في القرآن الكريم، الخطر المتيقن العمل المتيقن جدوائيته، يترك اليقين، ويميل إلى الاحتمالات: [ربما يكون هذا الشعار يثير الدولة فيحصل شيء، ربما هذا يثير أمريكا فيحصل شيء!].
وهنا في القرآن الكريم يترك الآيات الصريحة، يترك اليقين، وهو يشاهد أيضًا اليقين من الخطر على أمته وعلى دينه، ولكن هكذا الإنسان الذي يغلط حتى مع نفسه يتجه إلى نفسه فيرسم لنفسه طريقًا معينة يظن أن فيها سلامته، وحتى نتأكد أن هذه النوعية إنما يكونون ممن لا يهمهم أمر دينهم ولا يهمهم أمر أمتهم أننا نشاهد الآن أن الأمريكيين والإسرائيليين اليهود والنصارى هم ليس فقط يرفعون شعارات الموت لنا والموت لإسلامنا، هم من ينطلقون فعلًا ليميتوا الناس، ألم يضربوا الناس في أفغانستان وفي فلسطين وفي مختلف المناطق، هم من يعملون على أن يميتونا فعلًا، هم من يعملون على أن يميتوا ديننا، وقد عملوا فعلًا على أن يميتوا ديننا في نفوسنا وفي واقع حياتنا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 11/2/2002م
اليمن – صعدة