النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- تلقى هنا ضمانة من الله: {وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} في مرحلة الوسط الذي سيقدم فيه هذا البلاغ هو وسط إسلامي، ليس فيه أحدٌ من المشركين، تلك الجموع الغفيرة العائدة من الحج، والتي جُمعت في مفترق الطرق، قبل أن تتفرق نحو الآفاق التي أتت منها إلى الحج، تلك الجموع الغفيرة من المسلمين، ولكن هذا يدل على حساسية المسألة، والتي بقيت حساسة- أصلاً- في الوسط الإسلامي على طول التاريخ، بقيت حساسة دائماً، والنظرة إليها والتعاطي معها بحساسية مفرطة جدًّا جدًّا، هذا يجعلنا مثلاً: نستشعر حساسية تلك الظروف التي عاشها النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- ما قبل تقديم البلاغ، وأثناء تبليغه البلاغ، ولذلك أعطي تأكيداً كبيراً من جانب، يترافق مع هذا التأكيد الكبير ضمانة إلهية بالحماية له، والحماية لمقامه -صلوات الله عليه وعلى آله- في أوساط الأمة، وفعلاً تحقق ذلك، لم يجرؤ أحد على الإساءة إليه بما يؤثر على مكانته في أوساط الأمة. |لا| إن كان هناك مواقف فهي ضعيفة جدًّا، لم يكن لها أي تأثير أبداً، يعني: كان الحالة السائدة ما بعد التبليغ هي حالة الهدوء، لم يترتب على هذا البلاغ وهذا الإعلان أي مشاكل في وسط الساحة الإسلامية آنذاك، الكل هدأ ما بين مرتاح وما بين ساكت، ما ترتب على هذا، مثلاً: كان هناك- ربما- احتمالات أن يترتب على هذا الإبلاغ مشاكل داخلية في الساحة الإسلامية، واحتجاجات من البعض، واعتراضات من البعض، ونزاعات من البعض، لكن |لا| تحققت الإرادة الإلهية والوعد الإلهي بقوله تعالى:{وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}. فالساحة بقيت عادية ومتماسكة ومستقرة وهادئة،
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة يوم الولاية 1438هـ
ثقافة الغدير ومعنى الولاية.