عندما نعود إلى التوصيف القرآني لطبيعة الخطر النفاقي منذ الأيام الأولى للإسلام وفيما يتحدث به عن الدور النفاقي في كل أسبابه ودوافعه وممارساته وأساليبه تجد وكأن القرآن الكريم يتحدث عن منافقي اليوم بكل أصنافهم وفئاتهم : من يتحرك منهم باسم الدين، أو باسم الوطنية، أو باسم المصلحة .
لأن القرآن الكريم أنزله الله سبحانه وتعالى على رسوله ليكون كتاب هداية ومنهج حق للناس إلى قيام الساعة فيه الهدى الشامل والكامل في كل مجالات الحياة يكشف الظلمات وينير الدروب ويبين الحقائق لكي لا تتيه البشرية فتشقى وتظلم وتهان وتداس تحت أقدام أعدائها ولذلك نراه يقدم الحل والمخرج للبشرية في كل القضايا، يعرّفها على أعدائها ومكرهم وخداعهم ويضع لها الحلول أمام كل المعضلات والمشاكل.
فكما حذر الله الأمة من أعداء الخارج من الكفار واليهود والنصارى حذرها ونبهها ووضح لها أعداء الداخل من المنافقين الذين ينخرونها من الداخل لصالح العدو الخارجي واعتبرهم القرآن أنهم أقذر وسائل العدو الخارجي لضرب الأمة من الداخل.
وسماهم الله بأنهم إخوان اليهود والنصارى فقال سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ﴾ [الحشر: من الآية 11] .
وشهد الله أن الكذب أحد أبرز صفاتهم في قوله سبحانه تعالى:﴿إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قاَلوُا نشَهَدُ إنِكَّ لرَسُولُ اللهَّ وَاللهَّ يعَلمَ إنِكَّ لرَسُولهُ وَاللهَّ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾ [المنافقون 1].
ولعنهم الله في كتابه الخالد وعلى لسان نبيه محمد ( صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) فقال سبحانه وتعالى: ﴿مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً﴾ [الأحزاب 61 ].
أكثر ما يكشف المنافقين هو الصراع مع العدو المنافقون يتحدث عنهم القرآن الكريم كثيراً ولكن أكثر ما يكشفهم هو الصراع مع العدو، أكبر عملية كشف وفضح وتعرية وتبيين للمنافقين هي في إطار الصراع مع العدو، هنا فضحوا وهنا كشفوا وهنا وضح القرآن الكريم مواقفهم المختلفة، والمتباينة مع الإيمان، دائماً مواقفهم بعيدة عن الثبات، بعيدة عن الموقف الصحيح، بعيدة عن التوجيهات الإلهية، ومواقفهم تأتي لصالح العدو، لصالح العدو، في أقل أحواله: التخذيل، والتثبيط، والإرجاف ، في أقل أحوالهم.
ما بالك وهم ينتقدون المؤمنين عندما يتحركون، وينظرون إلى المؤمنين والمؤمنون في حالة الاستجابة لله، والطاعة لله، والثقة بالله، والتوكل على الله، ومن منطلق إيمانهم، المنافقون ينظرون إلى المؤمنين وكأنهم أغبياء كيف استجابوا؟ كيف تحركوا؟ كأنهم أغبياء، وليس وا بحكماء، ولا سياسيين، ولا عندهم التفات إلى مصالحهم، وأنهم أناس سُذج، وأغبياء، ينظرون ....
لـقــراءة الكـــتاب بشـكل كـامـل ، شـاهـد المـرفقات....
الملفـات المرفقة | |
---|---|
كتاب المنافقون أقذر أدوات العدو لضرب الأمة |