مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

هناك ثلاثة عناوين رئيسية للحق، الذي يمكن على أساسه بإذن الله "سبحانه وتعالى" الذي وهب الحياة، وحرم الاعتداء عليها، هناك ثلاثة عناوين رئيسية يمكن أن تنحصر فيها العوامل التي يجوز على أساسها القتل، ويكون بالحق:

 

 

 

الأول: هو الحد: الحد الشرعي، الحد الذي حكم الله فيه بالقتل مقابل جرائم معينة، الحد هذا ليس إلى أي إنسان نهائياً، حتى في إطار المؤمنين، ليس إلى أي مؤمن أن ينفذ عقوبات الحد، الحد هو إلى ذي الولاية الشرعية في الإسلام، من أناط الله به المسؤولية العامة، وإدارة المسؤولية العامة، لتنفيذ الشرع الإلهي، وإجراء الحدود والإجراءات الإلهية، وفق ضوابط الشرع الإسلامي، ولذلك ليس متروكاً المجال فيه لمن هب ودب أن يأتي لينفذ، وأن يتصرف على وفق ما يريد هو، باسم أنه يريد أن ينفذ الحد، هناك جرائم معينة، بشعة جداً، فيها عدوان كبير على المجتمع، مثل جريمة السحر، مثل: جريمة الردة عن الإسلام بكل ما يترتب عليها من خروج على نظامه في الحياة، وعلى قيمه، ومبادئه، وأخلاقه، والتزاماته الدينية، ومثل كذلك جرائم الإشاعة للفساد الأخلاقي، والاستباحة لها، وانتهاك الحرمات والكرامة، مثل ما هو حال الديوث.

 

 

 

هؤلاء هناك إجراءات، وضوابط شرعية، واستتابة، والمسألة ليست إلى الناس، هي منوطة بذي الولاية الشرعية في الإسلام، ويتعلق بها ضوابط شرعية، وأحكام، واستتابة وإجراءات وتقديرات معينة، وضوابط معينة، ليس المقام مقام أن نتحدث عن تفاصيلها.

 

 

 

العنوان الثاني: هو القصاص:

 

 

 

القصاص ممن قتل عدواناً، ظلماً، تعمداً، فالإنسان إذا قتل بغير حق، عدواناً، ظلماً، تعمداً، وليس خطأً فهناك حق القصاص منه، منه شخصياً، وليس الثأر من أقاربه، أو من قبيلته، أو من أي شخصٍ آخر، مع أنه لا يزال هناك مجال لمعالجة الكثير من القضايا التي لها ملابسات، لها ملابسات، لها ظروف، لها وضعية معينة، مجال هناك للعفو، والدية... وأمور أخرى يعني.

 

 

 

ثم العنوان الثالث: هو الدفع:

 

 

 

الدفع يبدأ من الواقع الشخصي، والإنسان إذا اعتدى عليه شخصٌ آخر يريد قتله عدواناً، ظلماً، بغير حق، اعتدى عليه عدواناً، ظلماً، تعمداً، يريد قتله، ولم يستطع أن يدفعه عن نفسه إلا بالقتل، فهنا يأتي هذا الحق.

 

 

 

أو أمة، أو شعباً معيناً، عليه عدوان من طرف آخر، دولة أخرى، جهة أخرى، جماعة أخرى، كيان آخر، يعتدي عليه بغير حق، يستبيح دمائه، يقتل أبناؤه، يريد السيطرة عليه، يريد احتلال أرضه، يبغي عليه بغير حق، مثلما هو حال العدوان الأمريكي السعودي اليوم على بلدنا، حال عدوان القوى التي تعتدي على شعوب أمتنا، وبلدان أمتنا، هم يعتدون عدواناً شاملاً، هؤلاء عدوان على دين، وقيم، ومبادئ، وأرض، وعرض، وحياة، ويرتكبون أبشع الجرائم، في إطار الدفع، هذا هنا مشروعية قرآنية للناس: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}[الحج: الآية39]، مواجهة البغي، البغاة الذين يعتدون ويشنون حروباً ظالمة، بغير وجه حق، ومن يقف في صفهم، {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ}[البقرة: من الآية251]، ولأن الأمة لديها مسؤوليات كبيرة في الجهاد في سبيل الله، والتصدي للأشرار، والطغاة، والمستكبرين المجرمين، وأعداء الأمة، ومن يقف في صفهم، فهي بحاجة إلى الاستقرار الداخلي، بحاجة إلى السلم الأهلي، وبحاجة إلى الأمن والاستقرار الذي تحتاج إليه في شؤون حياتها كافة: في وضعها الاقتصادي، في وضعها المعيشي، في اطمئنانها الداخلي، وفي أن تتظافر جهودها في التصدي لأعدائها.

 

 

 

{ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}، (ذَلِكُمْ): كل هذه القائمة من المحرمات التي حرمها بتعبيرات واضحة، وبعبارات واضحة، وكلمات بينة، في قائمة: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ}[الأنعام: الآية151]، كل هذه القائمة، والقائمة لا يزال فيها أيضاً محرمات ستأتي؛ إنما يأتي هذا التأكيد هنا للتأكيد على حرمة ما حرمه الله في هذه القائمة، والتوصية من الله هي تأكيد جداً؛ لأن البداية: {حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ}، قائمة محرمات، من ينتهك هذه المحرمات فهو: فاجر، ظالم، مجرم، مجرم بكل ما تعنية الكلمة، عدو الله، منحرف عن هذه المبادئ والقيم الإلهية، منتهك للحرمات، {ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ}، فـ(وَصَّاكُمْ بِهِ) تأكيدٌ كبيرٌ على الالتزام بطاعة الله "سبحانه وتعالى"، واتقاء هذه الحرمات، {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}، بعد أن يأتي التوضيح والتبيين الكافي من الله "سبحانه وتعالى"، يجب أن نستوعب هذه التوصيات، وأن نفهمها جيداً، وأن ندرك أهميتها، وأن نعي نتيجة الالتزام بها على المستوى الإيجابي، وخطورة التفريط فيها، وما يترتب عليه من مساوئ وعواقب وخيمة في الدنيا والآخرة، فنلتزم في هذه التعليمات، والتوصيات، والتوجيهات.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية، بتاريخ 27 رمضان 1442هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر