الإمام علي - عليه السلام - حظي في مسيرة حياته بمسارٍ متميز يؤهله لهذا الدور لأنه مقام مهم، مقام كبير، ومقام عظيم يحتاج إلى عناية خاصة وتربية فريدة ومتميزة وهذا ما كان، لقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يكون من يتولى تربية علي منذ طفولته المبكرة هو رسول الله - صلوات الله عليه وعلى آله - الرسول - صلوات الله عليه وعلى آله - أراد أن يرد الجميل إلى عمه أبي طالب؛ لأن أبا طالب قام بدور أساس في كفالة النبي وتربيته بعد وفاة جده عبد المطلب، وبتدبيرٍ من الله سبحانه وتعالى تولى رسول الله - صلوات الله عليه وعلى آله - هو تربية وتنشئة الإمام علي منذ طفولته المبكرة، فسلّمه والده أبو طالب إلى النبي - صلوات الله عليه وعلى آله - وكان ذلك ما قبل النبوة، فالنبي تولى هو منذ طفولة علي المبكرة التربية لهذا الرجل وأعدّه إعدادًا متميزًا، وشرح الإمام - عليه السلام - أجواء وواقع هذه التربية والعناية الكبيرة به من جانب الرسول - صلوات الله عليه وعلى آله - فقال: «وَقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وآله - بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ، وَالمَنْزِلَةِ الخَصِيصَةِ: وَضَعَنِي فِي حِجْرِهِ وَأَنَا وليدٌ يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِهِ، وَيَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِهِ، وَيُمِسُّنِي جَسَدَهُ، وَيُشِمُّنِي عَرْفَهُ ، وَكَانَ يَمْضَغُ الشَّيْءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيهِ، وَمَا وَجَدَ لِي كَذْبَةً فِي قَوْل، وَلاَ خَطْلَةً فِي فِعْل». وهذه نقطة مهمة جدًّا، أنه بمثل ما حظي الإمام علي - عليه السلام - بعنايةٍ خاصة من جانب الرسول واهتمامٍ كبير بتربيته وإعداده وتهذيبه .