عبدالجبّار سعد
بَشَـائِــرُ الفَتْـحِ يَا “بَلْقِيــسُ” فَارْتَـقِبي
أَعــرَابُ “نَجـدٍ” غزونـــا دُونَمَـا سَبَــبِ
وَجَيَّشُـــوا عَرَبًـــا فِــي حِلْفِهِـم بَطَـراً
تَبَّـــا لَهُـمْ مَعشَـرَ الغَازِينَ مِـنْ عَــرَبِ
وَأَحرَقوا “اليَـمَـنَ” الأُمَّ التـي عَلِمُــــوا
وَمَــا رَعَــوا حُرْمَةَ التَّارِيـخِ وَالنَّسَــــبِ
قـوَاصِــفٌ أَمْطَـرَتنَـــا بالـرَّدَى حِمَمًــــا
وَالبَـرقُ وَالرَّعـدُ يُزْجِـيـهَا بلا سُحُـــبِ
بالطَـائِراتٍ وَفَــــوْقَ الـبَـحــــرِ رَابـضَــةٌ
بَوَارِجُ الكُفْــرِ تُــغْـرِي الجَمْـــعَ بالغَلَـبِ
وَدَمَّــرُوا مُدُنًــــا فِــي أَرضِــنَــا وَقــرًى
وَكُلَّ مَـا شَـادَهُ البَـانُـونَ فِـي حِقَــــبِ
وَحَاصَرُونَا “حِصَارَ الشِّعـبِ” وَاجْتَرَحُــوا
فَنَـاءَنَـــا بِسِـلَاحِ الفَـتـــكِ والسَّـغَـــبِ
مَشَاهِدُ “الشِّعبِ” وَ”الأَحزَابِ” حَاضِرَةٌ
وَمِنْ “يَـهُــودَ” نَصـيــرٌ أَحمَـقٌ وَغبِـــي
****
لَو كُربَةً فَرَّجُـوا عَـن “بَيْـتِ مَقْدِسِــنَا”
لَهَـــانَ كُـلّ الـذي أَلْقَــوْهُ مِــنْ كُــرَبِ
لَكِنَّهُـمْ دَهْـرَهُـــمْ حَـربًـــا لإخْـوَتِـنَـــا
“أَهْـلَ الـرِّبَــاطِ” وَأَعْـــوَانًــا لِمُغْتَصِــبِ
****
مِنْ فَتْـحِ “مَكَّةَ” إِذْ جَـاءَ الرَّسُـولُ بِنَــا
وَطَهَّرَ “البَيْتَ” مِـنْ شِـركٍ وَمِـنْ نَصَبِ
لَا زَالَ حِقْـدُهُمُـــو يَـــغْــلِــي وَيَطْلُبُنَـا
وَاليـومَ أَظْفَرَهُـمْ “سَلْمَـانُ” بِالطَّلَــبِ
هَلّا سَأَلْتُمْ جُيُوشَ الفِسْقِ عَنْ يَمَـنٍ
سَاقَتْكُمُـو نَحْــوَهُ “حَمَّالَـةُ الحَطَـبِ”؟
مِـنْ أول الدَّهْـرِ إِذْ كَـانَ الـزَّمَــانُ لَنَــا
كُنَّـــا بِـ “تـبَّـــعَ” أنصاراً لِخَيْـرِ نَـبـي
وَيَـوْمَ بعثَتِــهِ كُـنَّــــا أُسُــودَ شَــــرَى
وَقــدْ حَصَدْنَاكُمُـــو بالنُّبْـــلِ وَالقضـبِ
وَهَلْ سَأَلْتُمْ جُيُوشَ الفَتْحِ مَنْ هَدَمُوا
نِيرَانَ “كِسْـرَى” وَهَدُّوا دَوْلَـةَ الصّلبِ؟
وَلَـمْ يَـزَلْ فِـي دِمَانَـا عَـزْمُ “ذِي يَـزَنٍ”
وَ”أَسْعَـدَ الكامِلِ” الحَامِي “أَبي كربِ”
إِنَّــا هُنَــا وَفِــجَـــاجُ الأرض فَـــاغِــــرَةٌ
أَفْـوَاهَــهَا بالـدـَّمِ الـفَــــوَّارِ وَالعَـطَــبِ
أَسْمِـعْ وَأَبْصِـرْ بنَـــا فِـي يَـوْمِ وَثْبَتِنـــا
إِذا تَـدَرَّعَ جَـيْـــشُ الـثَّـأرِ بـالـغَـضَـــبِ
وَاستَبْشَرَتْ “مَكَّةٌ” فِي يَوْمِ مَقْدَمِنَــا
مَوَاكِـبــــاً تَلْتَظِـي كَالأَبْحُـرِ اللُّجُـــــبِ
لَنْ يُخْمَـدَ الثَّـأرُ حَتَّـى نَسْتَعِيــدَ بنَـــا
جَمَـالَ إِيمانِنَـا فِـي سَالِــفِ الحِقَـــبِ
وَتَنْتَهِــي دَوْلَـةَ الغِلْمَـانِ مَـنْ هَدَمُــوا
أَمْـجَـادَنَــا وَنُـعِـيــــد الغَـابـرَ العَرَبـــي
فَاستبشِـرِي أُمَّـةَ التَّوحِيـدِ وارتَقِبـــي
فَتْـحَ الفُتُـوحِ وَمَا فيـهِ مِـنَ العَجَــــــب