هذا الشعار أيضاً هو يقدم ثقافة ويعالج حالة: إنه يرسخ فينا الثقة بالله والاعتماد على الله وإيماننا بأن الله هو الأكبر في هذا الوجود بكله، هو خالق هذا الوجود سبحانه وتعالى وهو المهيمن والعظيم والمقتدر، وحينما نثق به ونعتمد عليه يمكننا أن نتحرك في واقع الحياة وفي مواجهة هذا التحدي بمعونته وبنصره وبتأييده وأن نسترشد بهديه العظيم والحكيم والمنير فنستبصر في واقعنا مهما كانت عتمة الظلمات.
فالبعض لم يتقبّل هذا المشروع الذي عنوانه الشعار نتيجةً لليأس والإحباط والهزيمة النفسية التي استحكمت وتعمَّقت في نفوس الكثير من أبناء الأمة - للأسف - نتيجة أمور كثيرة: النشاط التثقيفي غير المجدي، غير الفاعل، غير النافع، النشاط التعليمي التثقيفي الذي لم يَصُبّ في الاتجاه الصحيح لبناء الأمة بناءً صحيحًا، بناءً سليمًا، بناءً يجعلها في مستوى المسؤولية، وفي مستوى مواجهة التحديات والأخطار، نتيجةً للحرب الإعلامية والتضليلية التي تسعى إلى تدجين الأمة وتعزيز حالة الذل والهوان والاستسلام والخضوع، الجهود الكبيرة التي تبذل بكل الوسائل وكل الأساليب لتركيع الأمة وإبقائها في حالة الخضوع المطلق لأعدائها جعل الكثير يعيش في واقعه حالة اليأس حالة الإحباط فقد أمله حتى بالله، وفقد أمله في أمته وفي دينه وفي مبادئه، ويعيش البعض حالة الهزيمة النفسية التي كبَّلَته وأقعدته فلم يرفع رأسه إلى الأعلى، ولم يجد عند نفسه أي اندفاع لتحمل المسؤولية، ولاتخاذ الموقف، مثل هذا النوع يمكن أن يعالج واقعه النفسي إذا كان لديه توجه لذلك، إذا كان لديه توجه ليعالج واقعه النفسي، فهناك من الأحداث والمتغيرات والوقائع ما يمكن أن يعزز الأمل، ما يمكن أن يعيد الثقة بالله سبحانه وتعالى.
ومن خلال - أيضًا - الجانب الثقافي، الثقافة القرآنية كفيلة حقًا بأن تعزز الأمل بالله والثقة به، وأن تُخرج الإنسان تمامًا من حالة اليأس والإحباط".