جاءت الرسالة الإلهية شاملة لمكارم الأخلاق وتزكية الإنسان ليكون عنصر خير في الحياة، وليقوم بمسؤوليته في الأرض على أساس تلك الأخلاق والقيم، والرسالة الإلهية هي: مشروع تنويري لإخراج الناس من الظلمات إلى النور من خلال الرسول والقرآن؛ لأن الله جل شأنه رحمة منه بعباده وتكريمًا لهم يستنقذهم من ظلمات الجهل، وظلمات الضلال والخداع، وظلمات الباطل بنوره الذي يكشف الحقائق ويبدد كل الظلمات قال الله تعالى:
{ اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ }[النور:35]
ولذلك فمن أعظم مظاهر رحمة الله وتكريمه لعباده: أن جعل لهم من نوره ما يكشف تضليل وأباطيل وخداع الظلاميين المضلين المخادعين، فكما جعل الشمس سراجًا وهاجًا منيرًا كونيًّا تستفيد منه البشرية من نورها ودفئها وترى ما غطاه الظلام كما قال الله تعالى:
{ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا }[نوح:16]
جعل الرسالة والرسول نورًا للقلوب وكاشفًا لظلمات الضلال، منيرًا للهدى والحق والحقيقة كما قال:
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا }[الأحزاب:45، 46]
وبالقرآن الكريم تحرك الرسول ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› لإخراج الناس من الظلمات بتصحيح العقائد الباطلة والمفاهيم المغلوطة الظلامية إلى رحابة وضياء النور والهدى والحق كما قال تعالى:
{ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }[الحديد:9]
وقال تعالى:
{ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ }[إبراهيم:1].