مع هذا احتفظوا بهويتهم؛ لاعتبارات كثيرة، ولتقصير في داخل الأمة أيضاً، لكن في هذا درس للأمة، احتفظوا بهويتهم، لم يتأثر الكثير منهم بالإسلام والمسلمين، ولم يذوبوا في المجتمع الإسلامي، ولم يندمجوا -بالشكل المطلوب- مع المجتمع الإسلامي، يعني: لا يزال اليهودي يعيش جيلاً بعد جيل بعد جيل في المنطقة العربية، وهو يحمل شعوراً أنه ليس من هذه الأمة، ليس منهم، وأنه يرتبط بأمة أخرى، يرتبط بذلك اليهودي الذي في تلك الدولة، أو في ذلك البلد، أو في تلك المنطقة، وليس من أولئك الناس الذين يعيش بينهم، والذين -قد يكون أحياناً- وُلِدَ بينهم، وترعرع بين أوساطهم، ويتكلم بلهجتهم، ولكنه يحمل شعوراً أنه ليس منهم.
ليس هذا فحسب، من أعجب الأمور فيهم أنهم احتفظوا– أيضاً– بعداء شديد جدًّا جدًّا جدًّا لهذه الأمة، يعني: البعض من اليهود مثلاً: عاش في مناطق في العالم العربي والإسلامي في واقع طبيعي جدًّا، لم يكن فيه ما يثير لديه حالة الحقد: لم يُظلم، لم يُضطهد، لم يُذل، لم يُقهر، لم ينلهُ أي سوء من جانب هذه الأمة… فكيف حملوا كل هذا الحقد الشديد؟ ثقافة، ثقافة حملوها، وحافظوا عليها، وتربوا عليها، وآمنوا بها، واعتنقوها، واعتقدوها… صنعت عندهم كل هذا الحقد.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة يوم القدس العالمي 1438هـ.