نشأ موسى في قصر فرعون، تربى في قصر فرعون، وموسى عندما نشأ كيف كان ينظر إلى نفسه وينظر إلى الآخرين؟. - وفي هذا درس يجب أن يهتم به كل طالب علم، كل من يريد العلم - نبي الله موسى لم يقل: الحمد لله أنني هاهنا في هذا القصر آمن والآخرون يُقتلون، كان يهتم بأمر الآخرين، كان يهتم بشأن المستضعفين، كان لا يرى كل ذلك النعيم الذي هو فيه، وذلك الأمن الذي هو فيه، وذلك المقام الرفيع الذي هو فيه لا يراه شيئاً أبداً مقابل ما يرى من ظلم للمستضعفين، مقابل ما يرى من جبروت فرعون.
فعندما كان على هذا النحو، لديه اهتمام بأمر الآخرين، يهمه أمر الناس، يهمه أمر المستضعفين من عباد الله قال الله عنه: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (القصص:14) {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} هذه العبارة تعنى أنها سُنَّة إلهية، أنه يمنح الحكمة والعلم من توفرت فيه هذه الصفة فكان من المحسنين.
ما هو الإحسان؟ هل هو ما يقال: [أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك]. هذه، عبارة [تعبد الله] عبارة واسعة ومهمة، لكن الإحسان في القرآن الكريم قد تناوله القرآن في عدة مواضع كلها تبدو أنها اهتماماً بأمر الآخرين، اهتمام بأمر الدين، والدين مرتبط بالآخرين. {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (القصص:14).
حتى تعرف أنه محسن، وتعرف أن الله منحه حكمة، ومنحه علماً، لاحظ كيف أنه عندما رأى رجلين يقتتلان واحد من الفئة المستضعفة في المجتمع وواحد من الفئة المستكبرة، هاجم هو ذلك القِبْطِي الذي هو من الفئة المستكبرة من الفراعنة {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} (القصص: من الآية15). ثم هل ندم على ما صنع؟ باعتبار أنه أضر بمصالحه، وأنه عرض نفسه للخطر، وأنه.. وأنه.. ما الذي حصل لديه؟. قال فيما بعد - عندما رأى نفسه أنه اتخذ موقفا هو الذي ينبغي لمثله أن يتخذه، أنه وقف موقف حق - عدّها نعمة كبرى من نعم الله عليه: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ} (القصص:17).
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
مسؤولية طلاب العلوم الدينية
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 9/3/2002م
اليمن صعدة