مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

مسؤوليتنا كأمة مسلمة حددها لنا الله سبحانه وتعالى ورسمها لنا، وحدد معالمها، ليست رؤيةً مقترحة قدمت لنا من شخص هنا أو شخص هناك، لا. مسؤولية مرتبطة بإيماننا، مرتبطة بعلاقتنا بالله سبحانه وتعالى، مسؤولية نتحرك فيها من واقع عبوديتنا لله، من واقع انتمائنا للإيمان، من واقع ارتباطنا بكتاب الله وبرسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله، مسؤولية نُسأل عنها ونحاسب أمام الله سبحانه وتعالى في يوم السؤال والحساب، مسؤولية تُمثل شرفاً كبيراً لنا، ولم يجعلها الله عِبئاً علينا، ولا تنكيلاً بنا، ولا ليحملنا أعباء في الحياة هكذا لمجرد أعباء.

الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}(آل عمران من الآية:110) في هذه الآية المباركة حدد الله لنا طبيعة مسؤوليتنا، وعلى هذا التفصيل الواضح والدقيق، يستهل هذه المسؤولية بهذه العبارة المهمة {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} الله يريد لنا كأمةٍ مسلمةٍ مؤمنةٍ أن نكون خير الأمم، خير أمة، وخيريتنا هذه هي عائدة إلى طبيعة القيم والمبادئ والمشروع الرسالي الإلهي الذي نتحرك على ضوئه، ونتحرك من واقعه، ونتبناه، ونطبقه في واقع حياتنا، {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} الله أراد لكم أن تكونوا بين كل الأمم على الأرض الأمة الخيِّرة التي تتحرك بمشروع هو قائم على الخير، فيما يتحرك الآخرون بشرهم، {أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} فلديكم مسؤولية عالمية تتحركون بها، فأنتم كأمة خيِّرة تحمل الخير في مشروعها، تقيم الخير في واقعها، تتحرك في العالمين بمسؤولية عالمية، ولديها كل المؤهلات والمستلزمات المطلوبة لتكون في مستوى هذه المسؤولية، {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} أمةً فاعلةً، أمةً قويةً، أمةً مؤثرةً تنطلق وهي آمِرة، آمِرة تأمر وتدعو وتسعى إلى إقامة المعروف، المعروف بدائرته الواسعة جداً الذي يشمل كلما فيه خير وصلاح للبشرية، يشمل أشياء كثيرة ومهمة جداً في مقدمتها العدل، العدل وإقامة العدل.

المعروف دائرة واسعة في الإسلام فيه كل ما هو خير ويتطابق مع المبادئ والتعاليم الإلهية ويتطابق مع الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها، فيما يعرفونه بفطرتهم، فيما ينسجم مع الفطرة، فيما ينسجم مع التعاليم الإلهية، {وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} أمة فاعلة ومؤثرة فهي تسعى إلى إقامة المعروف، تأمر به، تسعى لأن يكون هو السائد في الحياة، هو القائم في الحياة، تسعى لنشره في العالم، وفي نفس الوقت أمة لها موقف من المنكر، لا تقبل به، لا تذعن له، لا ترضى به، بل تنهى عنه، تسعى لإزالته، تعمِد إلى تطهير واقع الحياة منه.

والمنكر أيضاً دائرة واسعة كل ما فيه شر وسوء وضر ومساوئ في واقع الحياة، يشمل أشياء كثيرة في مقدمتها الظلم، {وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} ثم أنتم تنطلقون من خلال العمق الإيماني، مؤمنون بالله ومرتبطون به، بالمشروع الإيماني بكله، في مبادئه في قيمه في أخلاقه، فتتحركون هكذا وبإيمانكم الذي هو صلة ما بينكم وبين الله سبحانه وتعالى.

وعندما أراد الله لنا أن نكون هكذا، أمةً لها مشروع كبير وعظيم ومهم ومؤثر وفاعل وإيجابي في واقع الحياة، أمةً تترك أثراً إيجابياً بطبيعة مشروعها، أمةً تتحرك وهي تحمل مسؤولية كبيرة وعظيمة ومشرفة، أعطانا الله كل المقومات اللازمة لنكون بمستوى هذه المسؤولية، سواءً على المستوى المعنوي أو على المستوى المادي، فعلى المستوى المعنوي هناك في الواقع الإيماني، في القيم، في التعاليم، في المشروع كلما يؤهلنا لنكون بمستوى هذه المسؤولية، فالإيمان بالله سبحانه وتعالى بما فيه من قيم منها العزة ومنها الإباء ومنها النفسية الخيّرة التي تحب الخير، وتألف الخير، وتنشد الخير، والعزة والإباء، الحالة التي تجعل عند الإنسان نفوراً من الباطل، استياءً من الظلم، لا يقبل بالإذلال، لا يقبل بالضيم، لا يقبل بالهوان، عنده روح العزة ومشاعر العزة ومنعة العزة، وعنده الإباء، وغيرها من القيم التي تجعلنا من الناحية النفسية والتربوية مؤهلين لأن نكون أمة تنهى عن المنكر فهي تكره المنكر لا تقبل به، ولا تقبل بكل ما يترتب عليه، بكل ما يعتمد عليه المنكر من وسائل وأساليب ليثبت نفسه ويفرض وجوده في واقع الحياة.

إضافة إلى التعاليم، ارتباطنا بالإسلام بما فيه من تعاليم وأوامر من الله سبحانه وتعالى، أوامر تجعلنا نرفض المنكر، نعمل على إزالته، نواجهه، لا نقبل به ليسود في الحياة ويهيمن على الحياة، ندرك من خلالها سوئه وضره في الحياة، آثاره السلبية والمدمرة في واقع الحياة، نعرف من خلال تلك التعاليم واجباتنا ومسؤولياتنا.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة يوم القدس العالمي 1433هـ.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر