مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يمثل المنهج الإلهي تنظيماً لواقع الإنسان، وهدايةً للإنسان ليقوم بمسئوليته في الحياة، مسئوليته الكبيرة، بطريقة فيها تكريم، وفيها شرف، وفيها خير، وفيها سعادة، وقد سَخَّر الله له ما في الأرض جميعاً، بل ما في السماء والأرض مسخَّر لهذا الإنسان، ونعم الله على هذا الإنسان نعم واسعة وعظيمة تحقق له الراحة والسعادة والاطمئنان، وتوفر له ما يسد احتياجاته الواسعة التي أرادها الله أن تكون واسعة، ثم وفر وأنعم على هذا الإنسان ما يسدها بكلها مما يتجلى به كرمه وسعة رحمته.

نجد من مظاهر رحمة الله سبحانه وتعالى حينما قال: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (الأعراف:32) هكذا هو دين الله سبحانه وتعالى، أبعد عن الإنسان الخبائث، الأشياء السيئة، وأنعم عليه وأحل له كل ما فيه الخير له وما يتلائم ويتوائم ويتناسب ويتوافق مع التكريم لهذا الإنسان، ومسئولية هذا الإنسان، والسمو بهذا الإنسان، هذا في الحياة الدنيا.

عندما يوفق الإنسان فيسير في طريق الخير، ويستجيب لله سبحانه وتعالى، يحصل على النتائج المباشرة لهذا الاتجاه ولهذه الطريق، ولهذا المنهج، عزةً {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}(المنافقون:8) وكرامةً، وسمواً، ويحس بالسعادة في نفسه، ويحس بالانسجام في نفسه، ويحس بأنه في واقع حياته يتجه الاتجاه المنسجم مع فطرته، ويعيش مع الله سبحانه وتعالى، يدرك رعاية الله له، ونعمة الله عليه، وتكريم الله له، يلتجئ إلى الله دائماً في مواجهة كل شدة، وكل كرب، وكل معاناة، يستقيم، ويتذوق ويتحسس الرعاية الإلهية، فتترك أثرها على نفسه اطمئناناً، وانسجاماً، وارتياحاً، وقناعة، وهو وَعْدُ الله سبحانه وتعالى للإنسان المؤمن {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}(النحل:97) تتحقق السعادة إلى حدٍ كبير للإنسان أمد هذه الحياة.

ثم ما بعد هذه الحياة يبقى على الجميع، على جميع البشر في واقع هذه الحياة جانب معين من المشاق والصعوبات، أو أنها لا تكون إلا على من هم في طريق الحق، أو على من هم مستجيبون لله سبحانه وتعالى.. لا. الآخرون كل البشر يعانون، كل البشر يواجهون المشاق والصعوبات والعوائق، ومظاهر المعاناة بأشكالها وأنواعها، لكنها أقل وطأةً وأثراً على المؤمنين المستجيبين لله سبحانه وتعالى، على عباد الله المتقين، والله يرعاهم ويعينهم ويمنحهم من عونه المعنوي ورعايته الكبيرة ما يجعلهم يشقونها بيسر إلى حدٍ كبير.

أما الآخرون فلا، معاناة، وشدائد، وشقاء، حتى لو توفر لهم الإمكانيات المادية، أو ما شابه، لو توفرت لهم تلك الإمكانيات يمكن أن يعيشوا حالة الشقاء حتى وهم في غنىً مادي كبير، وهذا ملحوظ في دول الغرب، في الغرب الرخاء والإمكانيات المادية متوفرة جداً، مع هذا يشعرون بأنهم يعيشون حالة الشقاء في أنفسهم، بل يحكون مثلاً عن دولة السويد في أوروبا أنها من أغنى الدول، من أغنى الدول وأن دخل الفرد هناك دخل كبير، ولا يمكن أن يعاني مشكلة الفقر، لكنهم يقولون أن أرفع معدلات أو نسب الانتحار في العالم في السويد بالنسبة لفئة الشباب أكثر من أي دولة أخرى، ينتحرون.! بيده المال والإمكانيات المادية، لكنها لم تحقق له السعادة، لم تحقق له الإحساس بوجوده، بأهميته، بدوره في الحياة، في نهاية المطاف هل المهم من كل وجوده أن تتوفر له قائمة كبيرة من المأكولات والمشروبات فيأكل ويشرب وينام وانتهى الأمر؟ لا. في نهاية المطاف إذا كان الأمر يقتصر على ذلك يكون حاله كما حال بقية الأنعام، بقية الحيوانات، لا يحس بالسعادة، أشياء كثيرة تحقق للإنسان السعادة في حياته.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بتاريخ
9/رمضان/1434هـ

اليمن – صعدة.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر