[الإنسان المؤمن هو جندي من جنود الله، وميدان تدريبه، ميدان ترويضه ليكون جندياً فاعلاً في ميدان العمل لله سبحانه وتعالى هي الساحة الإيمانية، ساحة النفس، كلما ترسخ الإيمان في نفسك كلّما ارتقيت أنت في درجات كمال الإيمان، كلما كنت جندياً أكثر فاعلية، وأكثر تأثيراً، وأحسن وأفضل أداءً.].
وهذه من أهم ما نحرص على أن يُفهم.
الإنسان المؤمن المؤمن حقاً المؤمن الحقيقي, هو إنسان مؤثر وفاعل, ودوره في واقع الحياة دور مهم, وأثره واضح, بقدر إيمانك سيكون تأثيرك, سيكون أداؤك العملي في سبيل الله سبحانه وتعالى, والجانب الإيماني فيه وعي, وفيه التزام, فيه أخلاق, فيه همَّة, فيه إخلاص, فيه إتقان, فيه جهد عملي قوي, فيه صبر, عندما نتأمل في واقعنا العملي ونقارن مع واقع الأعداء, عندما تلحظ الإهتمام الكبير لدى الأعداء, يفترض بنا في واقعنا الإيماني الجهادي أن نكون أكثر اهتماماً منهم, عندما نرى المجهود العملي الذي يبذلونه ندرك أن علينا كمؤمنين أن نبذل أكثر منهم, إذا صبروا أن نكون أصبر إذا عملوا أن نكون أكثر عملاً وأشد تحملاً في أدائنا العملي, إذا حرصوا هم في أعمالهم أن يكونوا منظمين، دقيقين, نشطين, نحرص نحن على أن نكون متفوقين, عليهم لماذا؟ لأن المقومات الإيمانية تبني الإنسان المؤمن، ليكون هو المتفوق عنده من الدوافع، وعنده من المشروع الإلهي العظيم المقدس، والهداية الإلهية، والعون الإلهي، ما يجعل له فاعلية أكثر منهم، هو عملي أكثر منهم, ومؤثر أكثر منهم, لكن عندما يكون هناك تقصير, إهمال, لا مبالاة, تحرك في الواقع العملي والجهادي تحرك جزئي, اهتمام جزئي, إما عمل بدون اهتمام بالهدى, وإلا قراءة ملازم قراءة روتينية, لا يستوعب منها الإنسان شيء ولا يتحرك من خلالها في واقع العمل.
يعني: لدينا في واقعنا الجهادي، في واقع مسيرتنا القرآنية، ما يجعلنا في الميدان، في الساحة، ما يجعلنا أكثر تأثيراً من الأعداء بكثير، ما يكسبنا نحن النصر حتى في الساحة، في التأثير، في الفعل، في الموقف, وهذه مسألة مهمة جداً, لا يريد الله مؤمن هزيل, مؤمن مهمل, مؤمن مقصر, مؤمن جبان, مؤمن الغالب على نشاطه الاهمال, واللامبالاة, مؤمن لا يدرك الواقع, مؤمن لا ينتبه لما يعمله الأعداء, لا. لا يقبل الله إيماناً من هذا النوع, ولا مؤمناً من هذا النوع.
المؤمن بانتمائه الإيماني ضمن المشروع الإيماني، الهدى الإلهي، الذي يعطيك بصيرة عالية, يزكي نفسك, وكذلك يعطيك وعي عالي تجاه الواقع, تعرف كيف تعمل وتتحرك وأنت تحمل مؤهلات, مؤهلات كبيرة في ميدان العمل, مؤهلات معنوية, وقدرات عملية, عندك الحكمة, عندك الصبر, عندك الإخلاص, عندك الهمة العالية, عندك الفهم الصحيح للواقع, وللناس, والتقييم الدقيق للواقع, تعرف ماذا تقول, كيف تقول, ماذا تعمل, على أي أساس تتحرك, ومدعوم بالعون الإلهي, مدعوم من الله, مؤيد من الله, مسدد من الله.
الإنسان المؤمن يتحرك والله معه, يؤيده, ينصره, يعينه, يسدده, يمنحه النور, يمنحه الهداية, أين تكون المشكلة؟ الخلل في الواقع العملي، القصور الكبير في الإنسان نفسه, في أسلوبه في العمل, في أداءه في العمل, المشكلة عنده هو, المشكلة عنده هو.
فعلاً عندما تريد أن تعمل وتتحرك وأنت نشط لكن تريد فقط وفق نظرتك القاصرة فهمك القاصر فهمك المحدود, لا تعود إلى هدى الله, لا تحرص على أن تحمل الوعي, وأن تبقى على علاقة مستمرة بهدى الله فترتقي دائماً في وعيك, تريد أن تتحرك بنظرتك القاصرة, بفهمك المحدود, حينها يكون أدائك ضعيف, وفيه الكثير من الخلل, وأحياناً تصنع الكثير من الأشياء السيئة والأعمال التي هي أعمال إما أعمال حمقة, أو أعمال غير حكيمة, تصرفات غير سليمة, أو تكون ذلك الإنسان الذي لم يكسب من هدى الله ما يتضمنه هذا الهدى, ما يعزز في نفس الإنسان الاندفاع للعمل, الشعور بالمسئولية, الإخلاص ما يحرر الإنسان من القيود المعنوية التي تؤثر على تحركه إما قيد الخوف, أو قيد الطمع أو اللامبالاة تجاه الواقع أو أي شيء.
مثلاً البعض فعلاً يقرأ ملازم ولكن ليس إنساناً عملياً يقرأ ولا يعمل هذا أيضاً عنده مشكلة من يعمل دون أن يعود إلى هدى الله, هذا عنده خطأ, وخلل ومشكلة يعني: سيكون في كثير من تصرفاته تصرفات سلبية وغير سليمة وأخطاء كثيرة وما إلى ذلك, ومن يقرأ ولا يعمل يظهر اهتمام بالملازم ولكن يتعامل بشكل روتيني, في هدى الله ما يدفعك للعمل فلماذا لم تندفع؟ في هدى الله ما يجعل عندك شعوراً عالياً بالمسئولية وخوفاً كبيراً من الله في التقصير تخاف أن تقصر تخاف أن تهمل فلماذا لم تندفع؟ هذه النوعية أيضاً عندهم مشكلة يقرأ ولا يندفع أو يسمع لهدى الله ولا يندفع عنده مشكلة، لم يستوعب بالشكل المطلوب ولم يتعامل مع هدى الله من منطلق التسليم لأمر الله والاستجابة لله, وأن يكون قد اتخذ قرار بأنه يريد أن يتحرك, لكن عندما تتحرك في ميدان العمل باهتمام ومسئولية ولك ارتباط مستمر بهدى الله, لك ارتباط مستمر بهدى الله بتفهم وفي نفس الوقت تدعو الله تدعو الله وأؤكد على هذه النقطة تطلب دائماً من الله الهداية وتدرك أن اهتمامك لا يكفي لابد مع هذا من الهداية الإلهية والعون الإلهي.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
في ضلال دعاء مكارم الأخلاق – الدرس الأول.
الدرس الأول
ألقاها السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بتاريخ: 8/ربيع ثاني/1434هـ اليمن – صعدة.