معاذ الجنيد
حربٌ..؟ لَعَمري إنها الحربُ
فتلقّفُوا الضرباتِ و(انضبُّوا)
و(قِفُوا على رِجلٍ) ولا تسَلُوا
عن ردّنا.. من أين ينصَبُّ
ولتفتحوا لخيالكم أُفقاً
وتفنّنُوا.. ففضاؤنا رَحْبُ
ولتحفظوا تاريخَ خيبتكم
فحياتكُم من بعدهِ كرْبُ
من لم يكُن قد خافَ من زمنٍ؛
فعليهِ أن يجتاحَهُ الرُعبُ
وادعوا أهاليكُم لأنْ يثِقوا
بالخوفِ.. فهو الواقعُ الصعبُ
ولتحرصوا ألا يطيبَ لكُم
نومٌ.. ولا زادٌ.. ولا شُربُ
نادوا لمالِك مُبلِسِينَ: ألَا
يقضي على أنفاسنا الربُّ!؟؟
واصغوا لـ(نصر الله) ثانيةً
بخطابِهِ يتكلّمُ الخطْبُ
فحفيدُ (طه) إن توعّدَكُم
أصغَت لهُ الأقدارُ والغيْبُ
النصرُ مُنحازٌ لهُ أبداً
والمعجزاتُ لأمرهِ تصبوْ
آجالكُم رهنُ التِفَاتتِهِ
والموتُ حيثُ أشارَ ينْكَبُّ
أهدافُ عُمق العُمق في يدهِ
والبُعدُ عند رجالهِ قُربُ
ما كان يمزحُ وهو ينصحُكُم
إن تُخطئوا.. لن يُغفرَ الذنبُ
فتلاومُوا وتساءلوا قلقاً:
يا (صُوْر) هل يتجدّدُ الضربُ؟؟
واستقبلوا الردَّ المُعَدَّ لكُم
وليخرسِ التنديدُ والشجْبُ!!
* * *
يا حائمات الغيم: معذرةً
شبَّ (البِقاعُ).. وهدّكِ الشيبُ
كانت دروبكِ كلّها سُحباً
واليوم غطّى ظهركِ العُشبُ
كُسِرَ الجناحُ وصرتِ سِحليَةً
وغدا يرِقُّ لحالكِ الضَبُّ
عهدٌ علينا: كلُّ طائرةٍ
ستودُّ بعد اليوم أن تحبُوْ
ما عاد (حزبُ الله) مُنفرداً
وبجانبيهِ الجيشُ والشعبُ
(لبنانُ) هذا العصر.. مُتّحِدٌ
بالتضحيات مسارُهُ خصْبُ
الفردُ من أبنائهِ جبلٌ
حُرٌّ، عزيزٌ، شامخٌ، صلبُ
قومٌ إذا ما صاح صارِخُهُم:
هِبُّوا إلى حوضِ الردى.. هَبُّوا
فتظُنُّ إن خاضوا الوغى شغفاً
أنّ المنايا منهلٌ عذبُ!!
فإذا علا تهديدُكُم سخروا:
ما بالُهُ يستأسِدُ الكلبُ!!؟
حُيّيتَ يا (لبنانُ) من وطنٍ
الدهرُ إن ذُكِرَ اسمُهُ يكبوْ
إن خانكَ الأعرابُ وانسلخوا
سيظلُّ يجمعُ بيننا الحُبُّ
سَنُضيءُ يوماً من مواجعنا
ويُشدُّ نحو بِقاعكَ الركبُ
الله مولانا وقائدُنا
وبِهِ اتّحدنا والتقى الدربُ
* * *
فُتِحَت على (اسرائيل) نافِذةٌ
لا الشرقُ يُغلقها ولا الغربُ
وأقامَ (نصرُ الله) حُجّتهُ
فالمُعتدون لنارهم شبُّوا
الردُّ: نُقطةُ بِدءِ مرحلةٍ
حُبلى بحربٍ قطّ لن تخبوْ
حربٍ ترونَ المجرمين بها
يرجون لو أنهتهُمُ الحربُ
فمتى؟ وأين؟ وكيف؟.. أسئلةٌ
سُجيبُ عنها الموتُ.. فـ(انضَبُّوا)