مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

كذلك التحرك العسكري، هم كانوا بعد ما يصلون إلى فلسطين، يتواجدون بشكل نشط هناك في كل أشكال الحياة، وحرص البعض منهم على شراء أراضٍ، أو ممتلكات…الخ. ولكن نشطوا عسكرياً، وحملوا الروح العسكرية، وكانوا يتشكلون ضمن مجموعات مقاتلة في البدء عمليات، تفجيرات، واغتيالات أيضاً، وفيما بعد نشاط عسكري واسع: اقتحام لقرى، واقتحام لمناطق… وتنامت، وتضخمت، وكبرت هذه التشكيلات العسكرية، حتى أصبحت تشكيلات كبيرة (بالآلاف)، وكانوا يغزون القرى الفلسطينية، ويهاجمونها عسكرياً، ويقتحمونها، ويقاتلون… فيما البعض يسعى -دائماً وأبداً- إلى تدجين أمتنا: ألا نحمل الروحية الجهادية، ألا يكون لدينا استعداد لقتال أعدائنا أبداً، يعني: في مقابل الروح العسكرية لديهم، ولديهم نشاط مستمر (اليهود)، يعني: لاحظوا، اليوم البلد الوحيد في المنطقة بكلها، الذي يشهد مناورات حربية شاملة، في فلسطين المحتلة من جانب اليهود، اليهود وحدهم في المنطقة من يجرون مناورات حربية، يدخل فيها من يعتبرونهم هم من مواطنيهم ضمن هذه الإجراءات وضمن هذه المناورات، ويحرصون على أن يعيشوا في واقعهم الداخلي -بشكلٍ مستمر- حالة الجهوزية للحرب، والاستعداد النفسي والفعلي للحرب، هم يحرصون؛ فحالة التعبئة العسكرية هي: جزء أساسي من ثقافتهم، من أنشطتهم، من سياساتهم، من توجهاتهم، وجزءٌ أساسيٌ –أيضاً– من ممارساتهم التعبئة العسكرية والاستعداد العسكري المستمر، وهذه حالة هم يحرصون بكل جهد، وبكل جد، على أن تنعدم في واقعنا نحن، وكأننا أمة ليس لها أي عدو في هذا العالم، وكأننا أمة لا تواجه أي تحديات أبداً، ولا أي مخاطر أبداً، وكأننا أمة لا بأس علينا، ولا خطر علينا، ولا هناك من يمكن أن يخدشنا حتى بسكين… نحن الأمة التي تستهدف أكثر من أي أمة أخرى في العالم، يعني: ما هناك في الأرض أمة هي مستهدفة بقدر ما نحن -كمسلمين وعرب- مستهدفون، هذه حقائق واضحة، تشهد عليها الأحداث، ويشهد لها كل شيء، ونحن أولى الناس في هذا العالم، وأحوج الناس في هذه الدنيا، وأمس الناس- اضطراراً- في هذه الأرض؛ بأن نحيي في واقعنا -كأمة- الجهوزية العسكرية، الروحية الجهادية، الاستعداد العسكري؛ لنواجه كل هذه التحديات والأخطار التي نعاني منها، والتي تستهدفنا من جانب الإسرائيلي والأمريكي، ومن جانب قوى الشر المصطنعة والمشكّلة من داخل أمتنا كـ(الدواعش، والتكفيريين).

 

فلاحظوا –هذه دروس مهمة جدًّا– اليوم لا يتثقف الإسرائيليون في مناهجهم الدراسية، وأنشطتهم العامة، وسياساتهم (في كيانهم) بثقافة ترك العنف، والسلام، والاطمئنان، وأن يكون الإنسان في هذه الحياة حملاً وديعاً، وإنساناً لا يمتلك أي قدرات عسكرية، أن تكون أمة مجردة من كل قدراتها العسكرية، وأن نكون ننظر إلى العالم كله بنظرة سلام، وأن الناس كلهم في هذه الدنيا أطياب وجيدين… فقط، نحن لا نثير مشاكل في هذا العالم، ننتبه، إذا لم نثر مشاكل في هذا العالم؛ فكل الأمور تمام، وسلام… هذه لا توجد -أبداً- لدى الأطراف الأخرى، كل الكيانات في هذا العالم: اذهب إلى الأمريكي، اذهب إلى الأوروبي، اذهب إلى الإسرائيلي، اذهب إلى الصيني، إلى أي كيان في هذه الدنيا… كل الناس، كلٌ منهم يحرص على أن يكون كياناً قوياً بما تعنيه الكلمة، وكلٌ منهم له في ثقافته، في سياسته، في استراتيجيته التي يبني عليها واقعه بكله، وهناك تحديد واضح لمخاطر تشكل تهديداً، ويجب السعي لامتلاك القوة اللازمة لمواجهة هذه المخاطر والتحديات، وهناك سعي لأن يكون كياناً قوياً.

 

فقط العرب، العرب الذين يقال لهم من الكثير والكثير: [كونوا أمة وديعة، كونوا في هذه الدنيا أُناساً لا يمتلكون أي عامل قوة لا في روحيتهم، ولا في ثقافتهم، ولا في توجهاتهم، ولا في سياستهم… كونوا أمة لا تحظى بذرة من المنعة، ولا القوة، ولا تقدر على أن تحمي نفسها أمام أي أخطار، ولا في مواجهة أي تحديات…].

 

فنشطوا عسكرياً، اليهود نشطوا: قاتلوا، حملوا السلاح، امتلكوا السلاح، وفروا السلاح، جلبوا السلاح… ومنذ ذلك اليوم إلى اليوم وهم يتشغلون على هذا النحو: تعبئة عسكرية، تدريب عسكري، وتجهيز عسكري، روحية عسكرية، امتلاك للسلاح، وسعي دؤوب لامتلاك أفتك أنواع السلاح… ونفذوا اعتداءات كبيرة جدًّا، وجرائم رهيبة جدًّا، قتلوا وجرحوا وشردوا الملايين من الشعب الفلسطيني، وآنذاك برعاية بريطانية.

 

في مقابل ذلك تخاذل كبير في الواقع العربي، يعني: كان التحرك محدوداً، في الداخل الفلسطيني حقيقةً، وفي الواقع العربي بشكل عام، لم يرق هذا التحرك إلى مستوى الخطر، ما هناك قراءة صحيحة، حتى اليوم، اليوم أمامنا أحداث كبيرة، ومخاطر حقيقية، ولا يزال الإسرائيلي يشكل خطراً في واقع الأمة، وتهديداً، والأمريكي من هناك، ولكن الكثير -دائماً- ينظر إلى مثل هذه الأخطار بنظرة ناقصة، أو نظرة مغلوطة بالكامل؛ فلا يكون هناك التشخيص اللازم لمستوى التحدي، وما يتطلبه هذا التحدي وهذا الخطر: من مواقف، من تحرك عملي وفعلي من داخل الأمة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة يوم القدس العالمي 1438هـ.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر