{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} إذا تأمل الإنسان سيرى ما أكثر الأصناف، أصناف النباتات، أصناف الحيوانات، أصناف التربة، أصناف الصخور، أصناف متعددة من كل جنس متعدد، أصناف المعادن سخرها. {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الجاثـية: من الآية13) فهي تهديه إلى كيف ينتج، وكيف يصنع، وهي تهديه إلى كيف يزداد خشية من الله, ومعرفة تزيده خشية من الله فينطلق إنساناً صالحاً شاكراً يعمر الحياة على أرقى ما يمكن أن تصل إليه بالصلاح، وعلى أساس التقوى والشكر والعبادة لله سبحانه وتعالى.
ثم لاحظ القوم الذين تفكروا ألم يكتشفوا أن في أعماق الأرض وعلى بعد مئات الأمتار ما حرك العالم كله، ما حرك ظاهر العالم كله وهو البترول؟ الله قال: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} وما في الأرض, فما كان هناك حتى في أعماق الأرض هو مسخر للإنسان.
ولاحظ إذا اكتشفنا فعلاً بأن هناك في أعماق الأرض وعلى بعد مئات الأمتار ما أكد القرآن بأنه مسخر لنا، هل معنى مسخر لنا على النحو الذي يقول الآخرون؛ لنعرف من خلاله عندما نشاهده عقيدة صحيحة, نعرف الله سبحانه وتعالى؟ أليس في باطن الأرض مئات السنين آلاف السنين وهو ما يزال في باطن الأرض؟ فما معنى تسخيره للإنسان؟ وما معنى أن يسخر له؟ إلا ليتفكر؛ ليتفكر فيصل إليه وعندما يصل إليه ترى كيف سيصنع الحياة فيحرك ظاهر العالم، ما الذي حرك ظاهر العالم؟ ما الذي حرك المصانع وحرك الآليات؟ أليس هو البترول؟ البترول أليس في أعماق الأرض؟.
{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} نحن نفهم قيمة التسخير أنه فعلاً بنظرة واحدة الشمس سخرها لنا من أجل أن نتدفأ فيها، من أجل أن لا يكون هناك برد، هذه واحدة مما تعطيه الشمس، الماء نشربه، ونقول: لك الحمد يا الله، ثم نفهم أن كل شيء هو على هذا النحو، نعرف من خلاله ما يفيدنا تلقائياً، فكأنه هذا كل ما يعطيه، هو ما يمكن أن نستفيده منه استفادة أولية.. لكن لماذا لا نفهم من قوله: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}
أليست [في] تعني ما كان في ظاهرها وفي باطنها؟ أن التفكر هو يرشد إلى أن الإنسان المؤمن مطلوب منه اعتقادياً ودينياً أن ينطلق في أعماق هذا الكون، وهو يتفكر وسيصل إلى أعماق الكون وبعد مئات الأمتار وسيرى أن هناك شيئا مسخر له.
مسخر له لماذا؟ ليعرف من خلاله أنه محدَث وأن له محدِثاً؟ هذا ستعرفه من شجرة واحدة.. هذا ما قدم لنا بأن كل ما في الدنيا هذه هو عبارة فقط عن أدلة على الله سبحانه وتعالى على هذا النحو الضيق الذي قدمه أصحاب علم الكلام على هذا النحو الضيق، فعلاً كل شيء مظهر من مظاهر قدرة الله وحكمة الله وعلمه ولطفه ورحمته ورعايته وتكريمه للإنسان، لكن لينطلق الإنسان.
فنحن عندما لم نتفكر جهلنا كل شيء، ثم رأينا من تفكروا كيف غاصوا إلى أعماق الكون، وكيف حركوا ظاهره، كيف حركوا المصانع، وحركوا المركبات، وأصبحنا نحن من تنزل القرآن علينا وبلغتنا متعلقين معهم فقط، ركاب في البر والبحر وفي الجو. ألسنا في جهالة؟
لنعرف من خلال هذا كيف يمكن أن يكون الأثر السيئ للأخطاء الثقافية، وقد تضرب أمة بأكملها وتجعلها تحت الأقدام وهي أمة كان يراد لها أن تكون فوق هامات العالم {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران: من الآية110) لكن هذا الشيء الذي يؤسف الإنسان فعلاً يؤسف الإنسان فعلاً. نحن ضربنا على أيدي من حملوا اسم علم، ضربنا نحن على أيدي المعتزلة والأشعرية وأضرابهم.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة معرفة الله الثقة بالله الدرس الثاني
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ:19/1/2002م
اليمن - صعدة