فهذه المناسبة العظيمة وما جرى فيها لها قيمتها الكبيرة؛ لأنها التي تقدم لنا الرؤية الصحيحة من ثقافة القرآن، موقف الإسلام تجاه مسألة الولاية، من نتولى وإلى أين يكون ولاؤنا؟ من يحكمنا، من يتحكم في شؤوننا؟ قائمة على الرحمة، قائمة على الحكمة، قائمة على العزة، قائمة على الخير، قائمة على السعادة في الدنيا والآخرة، يترتب عليها أن نكون أمة غالبة، يكون الله معنا ينصرنا، يعزنا، يؤيدنا، يكون بذلك فلاحنا وخيرنا؟ أو الاتجاه الآخر الذي يوجد دفع للأمة فيه بشكل غير مسبوق، تجاهه بشكل لا نظير له، تُسخر من أجله كل الإمكانيات، إمكانيات الشعوب نفسها، ثرواتها المادية، إمكاناتها كلها تتجه فيه الحكومات العربية بكل ثقلها وبكل إمكاناتها، مع أنها في نهاية المطاف هي ستكون خاسرة، الحكام العرب، الزعماء العرب أنفسهم في نهاية المطاف سيخسرون كل شيء؛ لأنه اتجاه يترتب عليه الخسران ويترتب عليه الندم كما أكده القرآن الكريم.
وإننا في هذا العصر في هذا الزمن في هذه المرحلة نحتاج إلى أن نتفهم موضوع الولاية أكثر من أي وقت آخر، وبالذات في ظل الوضع الراهن الذي يتسابق فيه معظم المسلمين -في مقدمتهم الأنظمة والحكام -يتسابقون في الانضواء تحت ولاية اليهود والنصارى بدلاً من ولاية الله وولاية رسوله وولاية الإمام علي (عليه السلام) التي هي امتداد لولاية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
يقول السيد حسين رضوان الله عليه في (حديث الولاية):
إن جهل الأمة في ماضيها بولاية الأمر، وأهمية ولاية الأمر هو الذي جعلها ضحية لسلاطين الجور، وإن الجهل الذي امتد من ذلك الزمن، وفي هذا الحاضر هو نفسه الذي سيجعلها ضحية لأن يملك تعيين ولاية أمرها وتثقيفها بمعاني ولاية الأمر فيها، وتعيين من يَلِي أمرها، هم اليهود الصهاينة من الأمريكيين والإسرائيليين.
إن الأمة أحوج ما تكون إلى ثقافة صحيحة بكل ما تعنيه الكلمة، ثقافة «حديث الغدير»، ثقافة «حديث الولاية» «أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله». إن هذا الحديث مع تلك الآية القرآنية تعطي ثقافة كاملة لهذه الأمة تحصنها من الثقافة التي تُقَدَّم إليها لتكون قابلة لأن تُفرض عليها ولاية أمْرٍ يهودية.
ونحن في هذه المسيرة نتحرك بوعي وببصيرة عالية من هذا العمق الاستراتيجي، من هذا الانتماء، من هذا المبدأ، مبدأ الولاية لله سبحانه وتعالى، الإيمان بهذه الولاية وما هو امتداد لها، التحرك على أساس الوعي لهذه الولاية والتحرك في إطارها والانطلاق على أساسها، واثقين من أن النتيجة هي النتيجة التي ذكرها الله في القرآن الكريم }إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ{ (المائدة:الآية55-56)، نؤمن بأن النتيجة هي هذه النتيجة }هُمُ الْغَالِبُونَ{ هذا التوجه وهذا التحرك من خلال هذا المبدأ يوصل حتماً ويقيناً إلى هذه النتيجة، إلى أن نكون الأمة الغالبة في مواجهة هذه الأخطار، أن نخرج من واقعنا كأمة مستضعفة مستذلة مقهورة إلى أمة عزيزة، إلى أمة غالبة، إلى أمة منتصرة بإذن الله الواحد القهار، وحسب وعده الصادق الذي لا يتغير ولا يتبدل ولا يختلف أبداً.
اللهم إنا نتولاك ونتولى رسولك ونتولى أمير المؤمنين علي ونتولى من أمرتنا بتوليهم من أهل بيت نبيك.
اللهم إنا نبرأ إليك من أعدائك ومن أعداء رسولك ومن أعداء الإمام علي ومن أعداء أهل بيت نبيك فتقبل منا يا أرحم الراحمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.