{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ}، مثلما وصَّى الله الآباء بأبنائهم، وأن يحرصوا على العناية بهم وبتربيتهم التربية الصالحة، وعادةً في واقع الآباء هم يتجهون أصلاً للعناية بتربية أبنائهم والاهتمام بهم فيما يتعلق بالجانب المادي، ترى الكل (يشقى) على عياله -حسب التعبير المحلي- فطرياً وتلقائياً الكثير من الناس يحرص على تربية أبنائه فيما يتعلق بالتربية المادية، وتوفير احتياجات حياتهم الضرورية من: غذاء، وكساء… ومتطلبات الحياة الضرورية، وبحسب ظروف الإنسان وما يستطيعه، هذا يحصل تلقائياً في واقع البشر، ولكن هنا يلفت القرآن الكريم نظرنا من خلال لقمان الحكيم كيف أنه حرص على الاهتمام بالجوانب الأخرى التي يهملها الكثير من الآباء، الكثير من الآباء إذا هو وفَّر لابنه التغذية، الملابس، الاحتياجات الضرورية، العلاج عند المرض، هذه المتطلبات والاحتياجات الاعتيادية في الحياة والضرورية والروتينية في الحياة، يتجاهل الجوانب الأخرى: الجانب العقائدي، الثقافي، السلوكي، الأخلاقي لابنه، يتجاهل كل هذه الجوانب ولا يبالي بها، ولا يركِّز عليها، ولا يحرص عليها، ولا يتنبه لها، ولا يتنبه أن يبني حياتهم على أساس كيف تكون علاقتهم مع الله -سبحانه وتعالى-؛ لأن ذلك هو الأساس لصلاحهم حتى تجاه الآباء، أنت عندما تشدهم إلى الله -سبحانه وتعالى- وتربيهم تربيةً إيمانية، الله يوصِّيهم تجاهك، لن تخسر كأب، يعني: لاحظوا بعض الآباء يهمه كيف يكون ابنه جيداً تجاهه، إذا نجحت في أن يكون ابنك جيداً نحو الله سيكون جيداً نحوك؛ لأن الله يوصيه بك، الأم كذلك إذا نجحت في أن تربي أبناءها تربيةً إيمانية سيكونون أبناءً صالحين وجيدين تجاهها؛ لأن الله يوصِّي الأبناء تجاه الوالدين.
{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ}، وصية من الله مباشرةً، ويؤكد على أهمية هذا الموضوع، وسيأتي ما المطلوب في هذه الوصية، سيأتي التوضيح ما هي هذه الوصية {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ} الأب والأم {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ}، وهذه توصية أيضاً خاصة بالأم، يعني: الله وصى بالأب والأم، وإضافةً إلى ذلك عزز هذه الوصية تجاه الأم، ولفت الانتباه إلى معاناتها يوم حملت بك فكانت كلما مضى الوقت في حملها وعظم حملها، كلما زادها ذلك وهناً، وأضعف صلابتها، وأتعبها، وحمَّلها المشقة حتى وصلت إلى الولادة كرهاً: بمشقة بالغة، ثم في فترة الرضاعة وما فيها من معاناة ومتاعب حتى في نومها وفي كل أحوالها، {وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ}، فما هي هذه الوصية؟ {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ}، هنا أتى بالشكر للوالدين مع الشكر لله -سبحانه وتعالى- وبعد الشكر لله؛ لنعرف أولاً عظيم حقهما علينا، ليعرف كل إنسان عظيم حق الوالدين عليه، وفي ذلك أيضاً حق الأم، وفي نفس الوقت أنه بعد حق الله، بعد حق الله -سبحانه وتعالى- فالمطلوب هو الشكر {وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}، إلى الله -سبحانه وتعالى- المصير، إذا خالف الإنسان هذه التوصية، لم يلتزم بها، فهو سيحاسب على ذلك، التوصيات من الله هي إلزامية، الإنسان إذا فرط بها وتنكر لها ورمى بها عرض الحائط سيحاسب على ذلك وسيجازى.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
قبس من الحكمة
في وصية لقمان الحكيم لابنه
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة السادسة والعشرون. يونيو 5, 2019م