على العموم الإنسان هو يضر نفسه، مهما شعر بالراحة وهو يتجنى، مهما شعر بالراحة وهو يفتري، مهما شعر بالراحة وهو يطلق الكلام الجارح، والأحكام الجائرة على الناس، ويعمم بالتعميمات السلبية، ويتجاهل القضايا الأساسية، ويتجاهل القضايا المهمة، والمسؤوليات العامة، ويتجاهل القضايا الكبيرة، ويتجاهل الإيجابيات المهمة، هو يجني على نفسه، ويحمل نفسه الوزر، وسيعاقب على ذلك، لن تنفعه عقدته، لن تكون مبرراً له يوم القيامة أمام الله "سبحانه وتعالى".
أيضاً مما يجدر الإشارة إليه والانتباه له في سياق الكلام والقول هو: أهمية أن يحرص الإنسان على الإقلال من القول، وعلى عدم الإفراط والإكثار فيما يقول:
طبعاً من السلبيات الكثيرة، من السلبيات البارزة، من الظواهر السلبية في المجتمعات: الإكثار من القول، وتضييع الكثير من الوقت، مثلاً: في مجالس القات، في مقايل القات كم يضيع من الوقت عبثاً، كم يهدر من الوقت، مع الإكثار من الكلام، كلام كثير، حتى بعض المواضيع، لا تحتاج إلى كلام كثير في الحديث عنها، وقد تعطى وقتاً طويلاً، ويأتي حديثٌ كثيرٌ عنها، لا حاجة له أصلاً:
فيه تضييعٌ للوقت.
ويأتي ضمنه السهو.
ويأتي ضمنه الزفق.
التجاوز.
المبالغة.
النقص في أشياء معينة، وعلى حساب أشياء معينة.
أيضاً في الاجتماعات، حتى في الاجتماعات العملية، ليحرص الناس أن يكونوا حكماء، أن يعطوا الأمور حجمها الطبيعي، فيما يقولون، وفيما يفعلون، وفي تركيزهم على المواضيع، قد يجتمع الناس، وبالذات- كما قلنا- إذا كانت في إطار تخزينة ومجالس القات، ومقايل القات، حتى لو كان اجتماعاً عملياً، يكثر الكلام حول أبسط الأمور كثيراً وكثيراً، حسب التعبير المحلي هدرة هدرة، كثيرٌ جداً من الكلام، وتعليقات كثيرة، وتطويلات تضيع وقتاً طويلاً، الوقت ثمين، الوقت نعمة، التركيز على الأولويات مسألة مهمة، ويأتي الحرج للإنسان الذي لديه حرص، ولديه اهتمام بأعمال، ولديه مسؤوليات، فيحرج ليصغي لهذا الإنسان الذي قد يتحدث حول قضية معينة.
طبعاً نعاني نحن من هذه المشكلة، البعض يتصل بنا من أجل موضوع بسيط قد يكفيه خمس دقائق، فيتحدث ساعة، يتحدث نصف ساعة، يتحدث ساعة ونصف، يحرج الإنسان، يتألم، يشعر الإنسان بالضيق؛ لأن هناك بانتظاره قضايا أخرى، قضايا مهمة، قضايا حرجة، مسؤوليات مهمة، التزامات عملية، ثم الآخر، والآخر ينتظر منك أن تسمع له ليتحدث كثيراً جداً.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
سلسلة المحاضرات الرمضانية، بتاريخ 29 رمضان 1442هـ