مناسبة يوم الولاية وحديث الولاية الذي نقيمه كل عام هي مناسبة لها عمقها التاريخي والثقافي والعقائدي والسياسي بالشكل الذي يجعلها أهم مناسبة في حياة الأمة الإسلامية، وهي القضية التي تحتاجها الأمة في كل زمان ومكان، وتمثل الحل والمخرج لها في كل العصور، والآلية التي على أساسها يبنى واقع الأمة الإسلامية بناء قرآنيًّا يجعلها أمة عظيمة قادرة على أداء مسؤوليتها التي كلفت بها وجاهزة لمواجهة أعدائها بكل أنواعهم وأصنافهم بعيدة عن ظلم الظالمين وهيمنة المستكبرين وطغيان المتسلطين.
ولو أن الأمة عادت إلى مثل هذا اليوم وما قدم فيه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) من بلاغ مبين ومن أسس مهمة في ولاية أمر الأمة لما ظلمت ولما تمكن المفسدون والطامعون والظلمة والمستكبرون من الهيمنة عليها وإذلالها، ولكن تهاون الأمة ببلاغ الرسول في هذا اليوم والحلول التي قدمها جعلها أمة تعيش حالة رهيبة من الظلم والاستبداد وبالشكل الذي لم يحصل لأي أمة أخرى حتى ظهرت في الأخير أمة عاجزة عن أداء دورها في هداية البشرية مفارقة لخيريتها التي تؤهلها لتكون أمة جديرة بنشر المعروف في كل بقعة من بقاع العالم وقادرة على إزالة المنكر من هذا الوجود