مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

قدّم السيد (رضوان الله عليه) منظومة متكاملة من الخطط والبرامج العلمية التي أنعم الله بها على عباده, وهداهم إليها في كتابه القرآن الكريم، والتي كانت كفيلة ببناء الحضارة العالمية بشكل صحيح, وسليم, وبشكل أفضل وأرقى ممّا وصل إليه الغرب، ووصلت إليه الحضارة اليوم, كلّ ذلك ممكن أن يحصل من خلال المعرفة التي لا تتأتّى إلاّ من خلال البحث العلمي كما وضّح وبيّن السيد حيث يقول: (يجب أن تفهم أنت منهجية المعرفة، لا تعتقد أن المعرفة معناها أنه في يوم واحد، أو في شهر واحد، شهر واحد يجب أن تعرف كل شيء، هذه هي منهجية غير صحيحة حتى ولو من الناحية العلمية السائدة الآن في الدنيا: أن أهم مصدر في المعرفة هو ما يسمى بالبحث العلمي أن المعرفة تأتي ضمن مسيرة، ضمن حركة، تأتي المعرفة بهذا الشكل، فعندما تتسع دائرة مهام الناس، تتسع ماذا؟ شعورهم بأنهم بحاجة إلى هذا، وبحاجة إلى معرفة هذا، فيكونون أقرب إلى أن يعرفوه، وتكون معرفتهم هذه بالشكل الذي يستطيعون أن يستفيدوا من خلال معرفتهم له، فتنموا معرفتهم في نفس الوقت، أما مجرد أنك تريد تعرف كل شيء، كل شيء في شهر واحد هذا لا يحصل، ولا للأنبياء أنفسهم لماذا؟ لأنه ليست هذه الطريقة الطبيعية للمعرفة) سورة البقرة الدرس التاسع من دروس رمضان.

ويرى السيد بأنّ التنوّع والتعدّد الحاصل في حياة الناس، واختصاصاتهم هو تنوّع إيجابي عندما يكون مبنياً على أسس صحيحة، ويوظّف التوظيف الصحيح، لأنّه يسهم في بناء الأمة، وعمارة الحياة، فيشكل قوةً للأمّة، ويبني أمةً قوية فيقول: (الاختلاف هذا نفسه الذي يقولون هو طبيعي، هي ليست قضية سلبية، هو أصلاً تنوع بالنسبة لعمارة الحياة، هو تنوع، تنوع، لكن إذا تريد تنزل القرآن إلى بين أيدي هؤلاء المتنوعين سيمزقونه كل ممزق، والدين يفرقونه، وكل واحد ينطلق لوحده.

وهذه قضية فيها شاهد من الحياة بالنسبة لنا، ألست مثلاً ستجد في الشعب الواحد ترى الناس مختلفين، مختلفين في مؤهلاتهم، مختلفين في صناعاتهم، مختلفين في أذواقهم، مختلفين في مهنهم، ويأتون بنظام واحد، أليسوا يأتون بنظام واحد يكون نظام لحياة هؤلاء الذين تراهم هذا نجار، وهذا طبيب، وهذا كهربائي، وهذا ملحّم، وهذا بنّاء, وهذا مليّس, وهذا يأكل هذا, وهذا ما يعجبه الأكل هذا, وهذا يأكل كذا, وهذا يعجبه أن يكون شكله كذا, أليس هذا التنوع حاصل عند الناس؟

هذا لا يمكن أن يحصل عندنا نحن البشر، يعني نقول: أنها ليست قضية صحيحة أنه ممكن ننزل النظام، ننزل قانون ونجعله في متناول الناس هم، نقول: أنتم اعملوا لكم قانون، وكل واحد يمشي على ما ترجح لديه! ما هو سيطلع رؤى متباينة؟ يأتي القانون بالشكل الذي لا يخضع للاختلافات هذه، بل هو يحسم، أي يعتبر نظام يجمع هؤلاء المختلفين في صناعاتهم، في أمزجتهم؛ ليسيروا في اتجاه واحد في الحياة؟ يسيروا في اتجاه واحد, وما معناه ليطلعوا كلهم نجارين, أو يطلعوا كلهم كهربائيين, أو يطلعوا كلهم ملحمين, أو بنائين، لا، لأن مجموع البنائين, والملحمين, والكهربائيين, والأطباء, والإداريين, والمعلمين .. الخ, كلهم يبنوا ماذا؟ يبنوا الحياة.

فهنا يجعل كيف يكون عمل النجار بشكل صحيح، يكون رافد في الحياة، يكون له أثر في الحياة، مثل الكهربائي، مثل المعلم، مثل كذا، فيضبط المسيرة هذه المتنوعة، يضبط المسيرة المتنوعة، يضبط الناس المتنوعين في مسيرتهم، ويجعل المؤدى واحد، والغاية واحدة، ويجعل البناء في الأخير بناء واحداً) (عندما تتصور مثلاً أمة تكون قوية، أما كلمة أمة تعني حاجة واحدة؟، تتصور قوة واحدة أليست هكذا؟ تنزل إلى تفاصيل القوى تقول: يجب أن يكون هناك زراعة، يكون هناك تعليم، يكون هناك صناعة، يكون هناك مراكز علمية، ومراكز أبحاث ألست هنا في الأخير ترى تنوعاً؟ لتشكل قوة، وتشكل أمة واحدة؟.

بناء الأمة يتمثل في هذا التنوع الواسع؟ فليضبط المسألة بحيث يكون هذا التنوع الواسع بالشكل الذي يبني الأمة؟ ويكون هؤلاء بالشكل الذي ما يكون بينهم إختلافات، ينطلقون إنطلاقة واحدة وهكذا) مديح القرآن الدرس الرابع.

ويرى السيد (رضوان الله عليه) : بأنّ بناء الأمة يأتي ضمن إختصاصات, ومهام, وأدوار كلها  تحتاج إلى هداية من الله سبحانه وتعالى فيقول: (بناء الأمة يأتي فيه أدوار متعددة, وكل دور هو عبارة عن مهام، كل مهمة تحتاج إلى هداية فيما يتعلق بهذه المهمة) مديح القرآن الدرس الخامس.

ويوضّح الشهيد القائد أسلوب وخطوات القرآن العملية في مهمّة بناء الأمة, مؤكداً أنّه يهدي الهداية الشاملة في مختلف جوانب وشؤون الحياة, يقول السيد (رضوان الله عليه): (مما ضرب القرآن المفسرون الذين يجعلون كلمة: ﴿هُدىَ﴾ و﴿هَدَى﴾ تنصرف إلى مجال العبادات البحتة، يعني إلى صيام, إلى صلاة, إنّ القرآن كتاب حياة, كتاب حياة  شاملة, يهدي الناس في كلّ مجالات الحياة, يهدي الناس في كلّ شئون الحياة,  وليس فقط إلى الجانب الإيماني العبادي الروحي, فجاء المفسرون ليقولوا عن (يهدي) يعني يهديك إلى طريق الجنة، أي إلى ما تعمل به لتصل إلى الجنة، كيف تسبح وكيف تصلى وانتهى الموضوع) محاضرة يوم القدس العالمي.

ويوضّح السّيد أنّ القرآن الكريم هو الكفيل ببناء الأمة بناءً حقيقياً في مختلف شؤون ومفاصل الحياة, وأنّ خسارة الأمة كانت خسارةً كبيرةً وفادحةً عندما ابتعدت عن القرآن الكريم فيقول: (قلنا بالأمس حول آيتين فقط تحدثت عن أهل الكتاب أنها كانت كفيلة، لو كان هناك اهتمام بالقرآن، ورؤية قرآنية، وتأثر بالقرآن، ونظرة قرآنية صحيحة لكان تلك الآيتان لوحدهما، بمفردهما كفيلة ببناء الأمة، وكفيلة بأن تكون هذه الأمة أرقى مما وصل إليه الآخرون: عندما حكى الله عن بني إسرائيل بأنهم ما يودون لنا أي خير، وعندما قال عنهم في آية أخرى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً﴾[البقرة: من الآية109]  لأنه هنا شخّص لك أمة من الأمم، توجهها إلى هذه الأمة الأخرى، الأمة المسلمة، كانت هاتان الآيتان تكفي في الماضي - كما قلنا بالأمس- أن تجعل من يفهمون القرآن الكريم، من يعرفون هدى القرآن الكريم كفيلة ببناء هذه الأمة بحيث لا تصل إلى ما وصلت إليه الآن من هذه الحالة السيئة، الخسارة الكبيرة، خسارة كبيرة فعلاً) سورة البقرة الدرس السابع من دروس رمضان.

ويضيف السيد أنّ هاتين الآيتين من كتاب الله كانتا كفيلتين ببناء الأمّة والنهوض بها لو كان هناك إلتفاتة جادة للقرآن الكريم والعمل به فيقول: (كان هاتان الآيتان كفيلة لو أن أحداً من أسلافنا ممن كانوا في وضعية أحسن مما نحن فيه باعتبار الضغط العالمي، ما كان يوجد بهذا الشكل الذي نحن نعاني منه من قبل الأعداء كان هذا التشخيص لأهل الكتاب يكفي بأنهم يتجهون لبناء أنفسهم، من بديهيات هذا التوجه: أن يحاولوا أن يهتموا بالجانب العلمي، بالجانب العلمي باعتباره قضية من القضايا الهامة في بناء الأمة فحينها سيصلون إلى علوم كثيرة في مختلف الأشياء التي وصل إليها أخيراً بنو إسرائيل، أو أهل الكتاب بشكل عام من اليهود والنصارى) سورة البقرة الدرس السابع من دروس رمضان.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر