مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ} إن الله يقوي القلوب، هو سبحانه وتعالى متى ما انطلق الناس على هديه {إِذْ قَامُوا فَقَالُوا} قاموا معلنين، صريحين، متحدين: {رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَها} ما هذه عبارة تعبر عن موقف صمود، وإصرار؟ {لَنْ نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا}.

والقرآن الكريم يعرض هذه الأشياء كنموذج للمواقف، وإن كان قد يأتي فيما بعد، في طريق من يسيرون على هديه، أن يكون لهم مواقف، لو لم تعد بهذا التعبير تمامًا؛ لأنه مما يستوحى من القصة: وقوفهم بقوة، إصرارهم، صمودهم المعلن. {إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَها}.

إذًا عندما ينطلق الشباب، ويقوموا بقوة، ويرفعوا شعار كهذا، ما معناه أنه لن نكون كأولئك الخانعين، الخاضعين، الخائفين، القاعدين المرتدين عن دينهم؟ ما معناها هذه وإن كان هذا بعده أمريكا تهدد، وإن كان هذا بعده سجن، وإن كان بعده ما بعده.

هذا هو نفسه من مظاهر الصمود لمن يسيرون على هدي الله، ويبين الفارق بين ضعف نفوس منهم معرضين عن هدي الله، وإن كانوا كبارًا بما يمتلكوه، لكن قد هو يقول للأمريكي: [تمام، غير كيفما تريد، في مساجد، في مدارس، اعمل ما تريد، إذا قد با تسلمنا شرك] وبين من ينطلقون.

أليس ذلك الأول يبدو ضعيفًا؟ ضعيف جدًا ومهزوز، ومن ينطلقون يقولون: لا، [الموت لأمريكا] وسنعمل على أن تموت أمريكا، ونواجه أمريكا، ونحارب أمريكا، ما هذا هو الموقف القوي؟ ما هم ظهروا أقوى من أولئك الكبار، الذين معهم طائرات، ودبابات، وجيوش؟ ثم تصبح في الأخير لا تمثل شيئًا.

لأن القوة قوة النفس. إذا كان الإنسان قويًا في الله، ويسير في طريقة حق ستصبح وسائل بسيطة لديه مؤثرة جدًا، وإذا ضعف الإنسان بسبب إعراضه عن الله، وعن هدي الله، تصبح كل ما لديه من قوات كثيرة لا تمثل شيئًا في الأخير.

وهذا معلوم، أليس واضحًا الآن، طائرات [ميج 29] وطائرات [إف 15، وإف 16] ودبابات متطورة مع العرب من كل بلاد، وجيوش بعشرات الآلاف، لـمَّا كانوا يمتلكون نفوسًا ضعيفة أصبحت هذه لا تمثل شيئًا، أليس هكذا؟ وترى من ينطلقون بقوة، سواء في لبنان، في فلسطين، شباب يهتفون بشعارات من هذه، ما هم في الأخير يكشفون أمريكا؟ ويفضحون أمريكا، ويفضحون من يبدون أقوياء فيما لديهم من إمكانيات، وقلوبهم مهزوزة، وتهتز ضعفًا.

فهؤلاء من يصبح للأشياء البسيطة فاعلية، وأثر كبير، هم من يربط الله على قلوبهم {إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَها} معظم العرب الآن متجهين إلى أمريكا، وكأنها إله، ويطيعونها فيما تريد، ولتعمل ما تريد، وتنفذ ما تشاء، وتفعل ما تشاء، ولا تسأل عما تفعل، هكذا يتعاملون معها فعلًا، كما لو كانت إلهًا!

فالذين ينطلقون في وجهها، معناه: لن ندعو من دون الله إلها آخر كمثلكم، وفعلًا قالوا: هناك حديث - أنا ما قد اطلعت عليه - هناك حديث، أنه (لا تقوم الساعة حتى يعبد العرب بيتًا غير الكعبة) واحد نشره، وأظن بأنه أضافه إلى [كنز العمال]، وحلل هذا الحديث قال: إنه فعلًا يبدو من وضعية العرب الآن متجهين للبيت الأبيض، لم يعودوا يتجهون لبيت الله، المعبر عن ألوهية الله، وملك الله، وتوحيد الله؛ لأن الله جعل البيت مثابة للناس: مرجع، ومن خلاله يكشفون أنهم عبيد لله، وأنهم مربوبين بالله، ومملوكين لله، وأنهم يجب أن يألهوا إلى الله، وهكذا.

{هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} (الكهف15) وهكذا وضع العرب، ما هم بالشكل هذا؟ تراهم اتخذوا من دون الله أمريكا فعلًا، يطيعوها، ويخضعوا لها، ويمكنوها من أبنائهم يثقفوهم كما تريد، ومن مساجدهم، ومن خطبائهم.

 

يعني: أمريكا متجهة الآن بأن تتكلم عن طريق المنهج، عن طريق الإذاعة، عن طريق التلفزيون، عن طريق الصحافة، وتسكِّت عن طريق المسجد، تسكِّت الخطيب لا يتعرض لآيات من هذه، حول جهاد، حول فضح لبني إسرائيل، لا يتحدث مع الناس يذكِّرهم بخطورة القضية، ومسؤوليتهم أمام الله؛ ليسكت هؤلاء حتى تتكلم أمريكا فقط، من خلال المنهج، ومن خلال الصحفيين، والكتاب، والإذاعات، والتلفزيونات، وغيرهم.

إذا لم تصل إلى أن يكون هناك خطباء فعلًا، يكون أسلوبهم بالشكل الذي يهيئ قابلية لأمريكا. ما هذا الذي يحصل؛ لأن مجرد تسكيت الخطباء عن أن يتحدثوا عن القضايا هذه هو يعتبر خدمة أمريكية فعلًا، والدول العربية تتجه لهذا، الدول العربية تتجه إلى هذه فيما ما يتعلق بخطباء المساجد.

ومن العجيب أن العرب الآن لا يأخذون العبرة من بعضهم بعض، تجد أنهم عندنا في اليمن متجهين إلى الفكرة هذه، لا يأخذون عبرة من السعودية أنها أزالت كم من الخطباء، وكم أئمة مساجد، وما فرع فيها من أمريكا.

 

هذا هو العمى، والدبور الذي ما بعده إلا عقوبة شديدة، وتسليط عظيم، متجهين أنه يجي لهم خطباء مصريين، ويتجهوا إلى أنه يعلموا خطباءنا ما يتعرضوا للقضايا هذه نهائيًا، ويخطبوا في مواضيع معينة قد بعضها فعلًا مما يريد الأمريكيون ترسيخه في المجتمع.

فهل أنت متجه لهذا من أجل زعم أمريكا ترضى عنك؟! لماذا لا تأخذ عبرة من السعودية التي أزالت حوالي ألف خطيب، وما فرع فيها من أمريكا!

هي مرحلة كان لو كان عاد عندهم بصيرة، هي مرحلة أن يكون الخطباء في كل جامع يتحدثون مع الناس، يحرضونهم على الجهاد، يذكرونهم بالمسؤولية، يبينون لهم خطورة هذه الوضعية، يبينون لهم أمريكا، ومؤامراتها، كيدها، أهدافها.

ما كان هذا هو المفترض: أن يحرضوا الناس. ما هو يحاولوا يسكتوهم، ولا كلمة، ولو تأتي تسألهم هل سينفع هذا؟ أمريكا سترضى عنكم؟ سيقولون لك: لا، هذا هو العمى فعلًا نعوذ بالله من العمى. {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (الحج46) أما عيونهم فأنت تراها بعضهم مثل عيون الثور، كبار، لكن بصائرهم قد عميت.

أصحاب الكهف هم قالوا: {رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} الله سبحانه وتعالى قال، أو كأنها حكاية لحال القضية، ما كأنه وحي، أي: كأنه قال هكذا سأجعل {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا} (الكهف16) لماذا نقول بأن هذا لا يمكن أن يكون من شخص منهم يدعو به، ولا يبدو أنه وحي؛ لأنه ما أحد منهم كان نبيًا، كما هو معروض في [قصة أصحاب الكهف] أنه يوحى إليه. إن الكلمة هذه دقيقة جدًا لا يمكن أن تأتي إلا من جانب الله، لا يمكن أن أحدًا يعملها في دعاء، ولا يتذكرها في دعاء.

{ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقا} الارتفاق معناه فيما يتعلق بالجانب الأمني، والجانب الغذائي، يعني سأجعل لكم من واقعكم، ومن هيئتكم، ومن وضعيتكم، ما تستغنون به عن الغذاء، وما يحقق لكم الأمن.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

آيات من سورة الكهف

ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ: الجمعة 29/8/2003م

اليمن – صعدة


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر