مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

محمد فاضل العزي
لم يكن أبو عبيدة مُجَـرّد صوتٍ عسكريٍّ يقرأ بيانًا، بل كان زلزالَ وعيٍ هزّ عروش الكذب، وفضح عُريَ الأنظمة، وعرّى زيف القمم، وأسقط أوراق التوت عن وجوهٍ اعتادت الاختباء خلف لغة البيانات الباردة.

خرج بصوتٍ واحد، فكان أعظم أثرًا من عشرات القمم العربية والإسلامية التي اجتمعت، ثم افترقت، ولم تجتمع يومًا على فعلٍ يرقى إلى مستوى الدم المسفوح في فلسطين في غزة.

صوتٌ أقوى من القمم

أيّها التاريخ، سجّل:

إن صوت أبي عبيدة، وهو محاصرٌ تحت القصف، كان أعلى وأصدق وأفعل من قاعاتٍ فخمة، ومنابر مزيّنة، وخطاباتٍ مصاغةٍ بعنايةٍ لتبرير العجز.

قال كلمته صادقًا بلا مواربة، فحرّك ضمير الشعوب وأحرار العالم، بينما عجزت القمم، بكل عدّتها وعديدها، عن تحريك بيانٍ واحدٍ خارج دائرة الإدانة اللفظية.

لقد تكلّم رجلٌ واحد باسم دمٍ حيّ، فارتجف العالم، واجتمعت أنظمة بأكملها باسم أُمَّـة كاملة، فلم يسمع أحد سوى الصدى الكاذب.

 

إقامة الحجّـة وفضح التواطؤ

حين قال أبو عبيدة: «أنتم خصومُنا أمام الله يوم القيامة»، لم يكن شعارًا عاطفيًّا، بل حكمًا أخلاقيًّا وتاريخيًّا.

لقد سمّى الأشياء بأسمائها، ووضع الأنظمة العربية والإسلامية أمام مرآة الحقيقة:

– صمتٌ ليس حيادًا.

– وتطبيعٌ ليس واقعيةً.

– وتخاذلٌ ليس حكمةً.

بل هو تواطؤٌ مغطّى بلغة النفاق السياسي، وخيانةٌ مغلّفة بمصطلحات المصالح.

بهذه الكلمة، سقطت كُـلّ المبرّرات، وانكشف أن العدوّ الصهيوني لا يقاتل وحده، وأن الحصار لم يكن صهيونيًّا فقط، بل عربيًّا وإسلاميًّا بالصمت، وبإغلاق المعابر، وبخنق المقاومة سياسيًّا وإعلاميًّا.

 

من ناطقٍ إلى رمزٍ للأُمَّـة

أبو عبيدة لم يتحدّث باسم فصيل، بل استعاد صوت الأُمَّــة المغيّبة.

صار رمزًا؛ لأَنَّ الناس وجدوا فيه ما افتقدوه في حكّامهم: الصدق، والوضوح، والشجاعة، وتحمّل المسؤولية.

لم يساوم، ولم يناور، ولم يخفِ الحقيقة خلف عباراتٍ رمادية.

قال: نحن نقاتل، وهؤلاء يقتلون، وأنتم تشاهدون.

وهكذا، صار حضوره كابوسًا على العدوّ الصهيوني، وفضيحةً مدوّيةً للأنظمة التي عجزت حتى عن حماية كرامة مواقفها.

 

نتنياهو ومن خلفه.. انكشاف بلا رتوش

في الجهة الأُخرى، وقف نتنياهو ومن معه عارين من المصداقية، يتخبّطون في الروايات، ويشترون المواقف بالضغط والمال، ويستجدون التعاطف عبر دمٍ ليس دمهم.

ومع كُـلّ كلمةٍ صادقةٍ من أبي عبيدة، كانت ماكينة الكذب الصهيونية تتآكل، وكان العالم يرى الفرق بين من يقاتل؛ مِن أجلِ أرضه، ومن يقتل ليبقى في الحكم.

 

المعركة التي خسرها المتخاذلون

أثبت أبو عبيدة أن المعركة ليست فقط في الميدان، بل في الضمير الإنساني.

انتصر، حَيثُ هُزمت الأنظمة:

– انتصر بالكلمة حين خانت القمم معناها.

– وانتصر بالصدق حين تلطّخت البيانات بالنفاق.

– وانتصر بالثبات حين سقطت عواصم في وحل التطبيع.

 

ختامًا

سيُكتب في سجلات الأُمَّــة أن صوتًا واحدًا صادقًا كان أبلغَ من جيوش إعلام، وأقوى من تحالفات، وأنقى من قممٍ اجتمعت بلا إرادَة.

وسيُكتب أَيْـضًا أن أنظمة كثيرةً اختارت السلامة مع العدوّ، والخصومة مع شعوبها.

أما أبو عبيدة، فسيبقى: حجّـة قائمةً، وصوتًا لا يُشترى، ومرآةً كشفت الحقيقة.. يوم نطقت المقاومة، وصمتت العروش.

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر