متابعات../
تواجُدُ القوات الأمريكية العلني في المحافظات اليمنية المحتلّة سخطاً واسعاً لدى الأحرار في بلادنا، متوعدين بعدم السكوت على هذه الغطرسة الوقحة.
وأكّـد نائبُ وزير الخارجية، حسين العزي، أن “تواجد القوات الأجنبية في أي جزء من اليمن، سواء الأمريكية أَو من جنسيات أُخرى، يشكِّلُ تهديداً على كُـلّ اليمن والمنطقة”، متوعداً إياها بالاستهداف في أية لحظة.
وقال العزي في تغريدة على موقع “إكس”: إن “تواجد أية قوة أجنبية سواء أمريكية، أو من جنسيات أُخرى في أي جزء من اليمن، يمثلُ تهديداً كَبيراً لكل اليمن والمنطقة”، مُضيفاً أن “هذه القوات الهمجية تعطي لشعبنا اليمني العظيم كاملَ الحق في استهدافها وبلا تحديد، وعليها أن تتوقعَ ذلك في أية لحظة، سيكونون محظوظين للغاية في حال تمكّنوا من المغادرة بأمان”.
وتأتي هذه التصريحات بعد يومَينِ من خطابٍ ألقاه رئيسُ المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، المشير الركن مهدي محمد المشاط، في محافظة عمران شمالي البلاد، أكّـد فيه أن “بلادَنا تمتلكُ الطائرات المسيَّرة والقوة الصاروخية، ويمتلك قائدًا يده خفيفة على الزناد”، كاشفاً عن عملية نفذتها القوة الصاروخية في البحر الأحمر أربكت القوات الأجنبية في البحر الأحمر، كما أكّـد أن القوة الصاروخية اختبرت أفضلَ التقنيات التي وصلت إليها.
وتؤكّـد تصريحاتُ المسؤولين في صنعاء أن “اليمن وصل إلى مرحلة متقدمة في سياق المواجهة مع العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم، وأن التهديداتِ لا تُطلق لمُجَـرّد الاستهلاك الإعلامي، وإنما سيتبع القول العمل، وما ضربة البحر الأحمر سوى البداية”.
المارينز في المدارس:
وتمضي قواتُ الاحتلال الأمريكي إلى مغامراتها الكبيرة، حَيثُ ظهر عددٌ من الجنود الأمريكيين في مواقعَ خدمية بمحافظة حضرموت المحتلّة، وفي صورةٍ استفزازية، مع طلاب في إحدى المدارس بسيئون، في رسالةِ تَحَدٍّ للشعب اليمني، بالتوازي مع انتشار في مناطقَ متفرقةٍ من وادي حضرموت.
ونقلت عددٌ من وسائل الإعلام أن مسؤولاً أمريكياً، يرافقُه عددٌ من الجنود المارينز، اقتحموا إحدى المدارس الثانوية في مديرية سيئون بحضرموت، وهم مدججون بالسلاح، وبرفقتهم كذلك بعض المدرعات، وقد دخلوا إلى الصفِّ الثالث الثانوي، والتقوا بالإدارة والطلاب، ثم انتقلوا إلى ثانويةِ بنات، والتقوا بالإدارة.
وأشَارَت تلك الوسائلُ إلى أن “المسؤول الأمريكي ومرافقيه لم يكن معهم أيُّ مسؤولٍ، سواءً من التربية أَو من السلطة المحلية، وإنما كان رفيقُه مترجماً، في تأكيدٍ إضافي على حجم تماهي عناصر المرتزِقة في تسهيل وتمكين احتلال الأراضي اليمنية وانتهاك سيادتها لقوات أجنبية عسكرية غازية”.
وأكّـدت وزارة التربية والتعليم التابعة لحكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء، أن “تواجد القوات الأمريكية في عدد من مدارس محافظة حضرموت، الثلاثاء الماضي، بالتزامن مع زيارة السفير الأمريكي للمحافظة يعكس حقيقةَ المستعمر ونواياه في انتهاك الحرمات وترويع الأطفال؛ وهذا ما ظهر فقط وما خفي كان أعظمَ”.
وعبَّرت الوزارة عن الاستياء من الحالة المزرية التي وصلت إليها أدوات العدوان الأمريكي السعوديّ بالمحافظات المحتلّة، وكان أبرز مظاهرها السماح للجنود الأمريكيين باقتحام المؤسّسات التعليمية وهم مدججون بالأسلحة التي أثارت الرعبَ في أوساط طلاب وطالبات المدارس.
وقال البيانُ: “إن تواجُدَ الجنود الأمريكيين في تلك المؤسّسات التعليمية يعبّر عن حالة الذل والهوان التي وصلت إليها أدواتُ العدوان من المرتزِقة والعملاء، وعدم قدرتهم على حماية أبناء الشعب اليمني حتى الطلبة في مدارسهم”.
وأهابت وزارةُ التربية بأحرار وشرفاء المحافظات المحتلّة، وأبناء محافظة حضرموت على وجه الخصوص، التصدي للعدوان ومرتزِقته ومقاومته بكل السبل وعدم الخضوع له حتى يتحقّقَ النصر.
مخطَّطٌ أمريكي بريطاني:
وتأتي الاستعراضاتُ الأمريكية في محافظة حضرموت المحتلّة؛ لتؤكّـد صوابيةَ الموقف الوطني الذي أكّـد مراراً وتكراراً أن العدوان على اليمن هو أمريكيٌّ بامتيَاز، وأن الهدف من ذلك هو احتلال اليمن ونهب خيراته وثرواته.
وإلى جانب العربدة الأمريكية للقوات الأمريكية في حضرموت، يتحَرّك السفير الأمريكي بالمحافظة وكأنه الحاكم الفعلي، كما تتحَرّك بشكل موازٍ قواتٌ بريطانية، في صورة توضح حقيقة المحتلّين للمحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية، وتؤكّـد أن السعوديّة والإمارات ما هما إلا أدوات للأمريكيين والبريطانيين.
وفي هذا السياق، يؤكّـد محافظ حضرموت، لقمان باراس، أن “التحَرّكات المعادية في مختلف المحافظات الجنوبية براً وبحراّ مرصودةٌ من قبل قوات الجيش وأحرار حضرموت”، لافتاً إلى أن “الظهور العلني للقوات الأمريكية في مدينة الغرفة بوادي حضرموت، يكشفُ مدى خطورة التوغل الأجنبي في المحافظة”.
واعتبر محافظُ حضرموت، ذلك الظهورَ تحدياً جديدًا لإرادَة أحرار حضرموت، الذين رفضوا تموضع القوات البريطانية الغازية في مزارع الشين في غيل باوزير شمالي شرق مدينة المكلا، مبينًا أن “أهاليَ الغرفة في الوادي رفضوا التحَرُّكات الأمريكية المستفزة، وأدانوا زيارةَ عناصر المارينز للمدارس الثانوية في المدينة”.
وأشاد بالموقف الوطني المسؤول لسكان مديريات وادي حضرموت، الذين رفضوا المظاهر الأمريكية المستفزة في شوارعهم ومدنهم، داعياً كافة أحرار المحافظة إلى رفض كُـلّ التحَرّكات العسكرية الاستعمارية واستنكارها، كما طالب مشايخَ وأعيان الوادي والصحراء باتِّخاذ موقف مشرِّف تجاه ما يحدُثُ من مؤامرة خارجية في المحافظة.
وشدّد المحافظ باراس على أن “العربدة الأمريكية والبريطانية والسعوديّة والإماراتية في المحافظة النفطية والمحافظات الجنوبية المحتلّة لن تطولَ”، منوِّهًا إلى أن “المخطَّطَ الاستعماري الأمريكي البريطاني أكبرُ من خلافات حضرموت الداخلية، وأن ما يحدث من تباينات صنعها العدوان تأتي في إطار تفكيك المجتمع الحضرمي وإضعافه من الداخل؛ بهَدفِ نهب ثروات المحافظة والتمركز في سواحلها وتحويلها إلى مستعمرة يديرُها سفيرُ واشنطن عن بُعد”.
وحمّل محافظ حضرموت، حكومة المرتزِقة والاحتلال السعوديّ الإماراتي، مسؤوليةَ التفريط بالسيادة الوطنية، مؤكّـداً أن “تعاطي تلك القيادات العميلة مع تحَرّكات السفير الأمريكي والقوات الأجنبية في المحافظة دون اعتراض يضعُها موضعَ المساءلة الشعبيّة والقانونية”.
وجدّد دعوتَه للولايات المتحدة الأمريكية إلى احترام إرادَة الشعب اليمني ووقف تدخلاتها الاستعمارية في المحافظة، داعياً القوات الأجنبية متعددة الجنسيات إلى مغادرة المحافظة بسلام قبل أن تعض أصابع الندم؛ كونها قوات غازية معادية لا حصانة لها.
وحذر محافظ حضرموت من أنه “في حال إصرار تلك القوات على البقاء فستكون محل استهداف مشروع، وسيكون الرد مفاجئاً ومؤلماً لكل الغزاة والمحتلّين في مختلف مناطق تموضعهم المرصودة في حضرموت والمحافظات الجنوبية المحتلّة”.
استهدافُ القوات الأجنبية شرعي:
وكتعبير عن حالةِ السخط من هذا الوجود غير الشرعي للقوات الأمريكية الغازية في حضرموت، انطلقت مساءَ الخميس الماضي عبرَ مواقع التواصل الاجتماعي حملةُ تغريدات بعنوان “مقبرة الغزاة بانتظاركم”، حَيثُ عبّر الناشطون عن امتعاضهم من هذا السلوك الأمريكي المشين، مطالبين القوات المسلحة بالتحَرّك والرد، وطرد الغزاة من الأراضي اليمنية.
وعلى صعيد متصل، أكّـدت رابطة علماء اليمن شرعية أي قرار تتخذه القيادة لاستهداف أي تواجد أجنبي في البر والبحر.
وأدانت في بيان لها الخميس الماضي التواجد الأمريكي في اليمن، معلنة رفض ذلك التواجد على مستوى كامل التراب اليمني وعلى مستوى البحر والجزر، مشدّدة على وجوب التحَرّك الجهادي من كُـلّ أبناء الشعب في كُـلّ المحافظات؛ لدحر التواجد الأمريكي، الذي يمثل احتلالاً صريحاً.
وأشَارَ البيانُ إلى أن “المسؤوليةَ الإيمانية الدينية والوطنية على إخواننا في المحافظات المحتلّة، أوجبُ في مواجهة ورفض التواجد الأمريكي والبريطاني والفرنسي”.
وبارك البيانُ الإنجازَ العسكريَّ والتجربةَ الصاروخيةَ اليمنيةَ في البحر الأحمر، معتبرًا هذا من الإعداد الذي أوجبه اللهُ في القرآن.
صحيفة المسيرة