ولـذلك ينبغي أن تكون أمتنا في الموقف الفعلي الحقيقي ضد العدو الإسرائيلي، ضد العدو الإسرائيلي، بما يردعه عن تحقيق أطماعه؛ لأن تبني سياسات أخرى:
- سياسة الاستسلام لن تجديها شيئاً، التخاذل والاستسلام لا فائدة لها أبداً لردع الأمريكي والإسرائيلي تجاه تلك الأطماع.
- وكذلك التعاون مع الأمريكي والإسرائيلي، هو إسهامٌ في تمكينهما من تحقيق أهدافهما بأقلِّ كلفة، ولذلك هي سياسات خاطئة جداً.
يفترض بأمتنا أن تكون بادئ ذي بدء في الموقف الفعلي، القوي، الصحيح، ضد العدو الإسرائيلي، لنصرة الشعب الفلسطيني، الذي هو في الخندق الأول، كلما وقفت هذه الأمة بمختلف شعوبها وبلدانها، وفي البدء البلدان المحيطة بفلسطين بشكلٍ أقوى مع الشعب الفلسطيني؛ هي تحمي نفسها بذلك، وهي تؤجِّل- على الأقل- تؤجل المخاطر التي تتهددها، لو قد فرغ العدو الإسرائيلي، واستكمل معركته في فلسطين بشكلٍ نهائي لا سمح الله؛ كان سيتفرَّغ لتلك البلدان، وكان خطره عليها سيكون أكبر بكثير مما هو في ظل الظروف الراهنة، التي هو منشغلٌ فيها بالمواجهة مع المجاهدين من أبناء الشعب الفلسطيني، الأحرار، الأعزاء، الصامدين، لكن في ظل الظروف الراهنة، والسياسة القائمة لدى معظم الأنظمة العربية، والتي هي سياسات تشجِّع العدو الإسرائيلي، تسكت، وبعضها تتواطأ معه ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ولا ترقى إلى مستوى موقف بعض البلدان غير العربية، وغير المسلمة.
يعني: كان في هذا الأسبوع من المواقف التي ظهرت في بلدان أخرى، لا هي عربية، ولا هي من ضمن العالم الإسلامي، مواقف أكثر جرأة، وسبقها مواقف كذلك أخرى، مثلما هو الحال في البرازيل، في البرازيل كان هناك تحرُّك لمواقف قضائية ضد الجنود الإسرائيليين، المجرمين الإسرائيليين الذين يذهبون إلى البرازيل بهدف النزهة والسياحة، كان هناك تحرُّك قضائي لملاحقتهم، وأمتدَّ هذا إلى بلدان أخرى، مثلما هو الحال أيضاً في تشيلي، وسريلانكا، وهذا عملٌ متقدِّم، وموقفٌ جريء، يجعل العداء والمجرمين الصهاينة في حالة خوف من السياحة في معظم البلدان، يلاحقهم الخوف إلى معظم البلدان، يشعرون بالحصار والعزلة، هذه الخطوة لا تجرؤ على مثلها بعض الأنظمة العربية، ولو في هذا المستوى من الموقف، وهذا شيءٌ محزن!
النَّجاة هي في الموقف الصحيح، هي في التحرك الواعي، المسؤول، هي في الجهاد في سبيل الله تعالى؛ ولـذلك نشاهد الفاعلية العالية، والصمود العظيم لإخوتنا المجاهدين في قطاع غزة، في كتائب القسام، وسرايا القدس... وبقية الفصائل المجاهدة في القطاع، وهم يستمرون بعد خمسة عشر شهراً من العدوان الإسرائيلي الشامل، المدمر، والحصار الطويل منذ عقود، والخذلان العربي، يستمرون في عملياتهم المنكِّلة بالعدو الإسرائيلي.
كتائب القسام نفَّذت في هذا الأسبوع أكثر من عشر عمليات منكِّلة بالعدو، متنوعة:
- منها الاشتباك المباشر من مسافة الصفر.
- منها تدمير آليات للعدو الإسرائيلي.
- منها قصف للمغتصبات في ما يسمى بغلاف غزة.
من العمليات النوعية لكتائب القسام في هذا الأسبوع: الاستهداف لمروحية أباتشي بصاروخ وسط قطاع غزة.
عمليات أيضاً لسرايا القدس، التي تنوَّعت ما بين تفجير عبوات ناسفة، واشتباك مباشر، وقصف صاروخي لمغتصب [سديروت]، تسببت في أضرار، وفزع كبير في وسط المغتصبين الصهاينة.
هناك أيضاً عمليات في الضفة الغربية، منها: عملية بطولية شرق قلقيلية، ألحقت خسائر قتلى وجرحى في صفوف العدو.
هذه العمليات الجهادية البطولية، هي التي أعاقت العدو الإسرائيلي عن تنفيذ أهدافه، بدءاً بأهدافه في قطاع غزة، ما الذي يريده العدو الإسرائيلي حتى ما قبل كل هذه الجولة من التصعيد في قطاع غزة؟ يريد أن يسيطر عليها بشكلٍ كامل، في الضفة كذلك، في البلدان العربية المجاورة الأخرى كذلك، ويمتد إلى ما هو أكثر، هذا ما ينشده العدو الإسرائيلي ويسعى له، لكن تمثل هذه العمليات، وهذا الصمود العظيم، أكبر عائق أمام العدو الإسرائيلي.
فواجب المسلمين أن يدعموا بكل أشكال الدعم هؤلاء المجاهدين في قطاع غزة، وفي فلسطين، أن يقفوا مع القضية الفلسطينية وقفةً جادة، هذا لمصلحتهم، والأمة تتحمل مسؤولية كبيرة تتعاظم، وتتعاظم تبعات التفريط فيها، كلما طال أمد الإجرام الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
تلك المأساة الكبيرة والمظلومية، التي لا مثيل لها، لا يعفي العرب تنصُّلهم عن المسؤولية في تحمُّل التبعات، والآثام، والعواقب الخطيرة في الدنيا والآخرة، ويوم القيامة، كلما تنصَّلوا عن المسؤولية، وتجاهلوا؛ لا يفيدهم ذلك.
الوعيد الإلهي حتى في الدنيا، {فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}[التوبة:24]، والحالة الخطيرة عندما يصبح العدو فيها مسلَّطاً على أنظمة وعلى شعوب تخاذلت، وفرَّطت في مسؤولياتها.
الأمريكي، كان هناك تصريحات لـ [ترامب] في هذا الأسبوع: بفتح أبواب الجحيم، إذا لم يتم الإفراج عن أسرى العدو الإسرائيلي قبل وصوله إلى البيت الأبيض، طبعاً هو تصريح طغيان، وتكبر، وعنجهية، وغطرسة، وهكذا هو السلوك الأمريكي: سلوك استكبار، سلوك طغيان، وكذلك غطرسة على المستضعفين وعلى الشعوب الأخرى، ولكنه لن يكسر من إرادة الشعب الفلسطيني ومجاهديه.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي
حـــول آخـــر التطـــورات والمستجـــدات الأسبوعيـــة
الخميس 9 رجب 1446هـ 9 يناير 2025م