مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجهاد معناه: بذل الجهد في كل المجالات لإقامة دين الله، لم يعد يعتبر الموقف من العدو نفسه إلا موضوعاً من مواضيع إقامة دين الله الذي يبدأ من داخل الناس أنفسهم هم، استقامتهم فيما بينهم، ألم نتحدث عن هذا سابقا؟ القضايا الأساسية لأمة تتحرك لأن تجاهد أن تقدم نفسها نموذجا فعلا في التعامل فيما بينهم، في صدقهم مع بعضهم بعض، في إخائهم، في تآلفهم، في قوتهم، في منطقهم، في حكمتهم. بمعنى: العمل لإقامة دين الله، هذا هو الجهاد في سبيله، يشمل الكلمة، ويشمل القلم، ويشمل أشياء كثيرة جداً، ويشمل السلاح بمختلف أنواعه، فالجهاد هو هذه القائمة الواسعة، تتحرك فيها لا تنظر إلى مجال دون مجال، لا تنظر إلى مجال الكلمة، وتنسى موضوع إعداد القوة، قوة السلاح؛ لأنك ستخسر، كلمتك تتبخر في الأخير، لا تركز فقط على موضوع إعداد السلاح دون أن تعرف القضايا الأخرى التي يجب أن تعدها، القضايا النفسية، والمعنوية، والتربوية، والثقافية.. إلى آخره، هذا هو الجهاد في سبيل الله، لا أن تقول الجهاد كذا، أو الجهاد كذا.

{يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ} أليس هنا ألغى موضوع: قومية، وطنية، تربة وطن، حجار وطن، وأشياء من هذه، لن يكون لها فاعلية على الإطلاق، لن يكون لها فاعلية، هم ينطلقون يجاهدون في سبيل الله، من أجل الله، وفي الطريق التي رسمها للمجاهدين، يوجد سبل كثيرة تحمل عنوان: الجهاد، وهي سبل عوجاء، أما كلمة: جهاد في سبيل الله ـ ويمكن أي واحد يدعيها ـ هنا يبين لك سبيله، طريقه، هي طريق هو رسمها هو للمجاهدين من أجله أن يسيروا عليها في جهادهم.

مثلما قلنا سابقا: أنه تجلى من خلال قصة طالوت وجنوده، تلك النوعية التي انطلقت في سبيل الله، هي فعلا التي تحمي الأوطان والأعراض، أليست هي التي ستحمي الأوطان والأعراض؟ أما من يرفعون عبارات: وطنية، وقومية، أحيانا هم من يبيعون الأوطان والأعراض هم، أو حتى لو كان مخلصًا ستكون القضية قابلة للثغرات، يأتي العدو يدعم جهة معينة، وترفع شعارات قومية متفوقة على شعاراتك، وترى وكأنها تضرب العدو ضربات رهيبة، مثلما عملوا لاحتواء الثورات في القرن الماضي، آخر مثال لها [أرتيريا] تحرك المجاهدون المسلمون مساكين مقاتلين خلال فترة طويلة، رآهم الصهاينة وإذا هم ربما سينجحون، ربما تقوم دولة مسلمة، وعناوين ـ هم ليسوا فاهمين هذه: أهمية الارتباط بسبيل الله ـ من أجل الوطن، تحرير الوطن، إخراج المحتل، وأشياء من هذه.. جاء [أفورقي] هو ومجموعته، ومنظمته، وإذا هم وطنيون أكثر منهم، وإذا هم أيضا لديهم إمكانيات يستطيعون أن يضربوا، وإذا هم فرحوا بهم، فرحوا، نعمة أنه قد صار معنا ناس، وفي الأخير وإذا هو ماذا؟ نوعية ثانية، وإذا المجاهدون المساكين الذين قتل كثير منهم، ودمرت بيوتهم وأموالهم، وإذا بهم قد صاروا معارضة هناك، وإذا أرتيريا صارت بلداً مرتبطا بإسرائيل!

لكن في سبيل الله لا يمكن على الإطلاق أن تزيف المسيرة، لا يمكن لأحد أن يزيفها إلا إذا فهمنا أن سبيل الله مجرد عنوان، سبيل الله يعني: من أجله، لا ترفع شعارا آخر على الإطلاق، سبيل الله، تجاهدون في سبيل الله، وتفهم سبيله وفق الطريقة التي رسمها هو، أين رسمها؟ في القرآن، أليست في القرآن مرسومة؟ هذه هي الطريقة التي لا يمكن أن تخترق، ويخترقها مزيفون، ولو رفعوا عناوين: جهاد في سبيل الله، لا يمكن على الإطلاق، وإلا فالمرحلة خطيرة جداً، مرحلة قد يزيف لك الأمريكيون حركة معينة ويقولون: في سبيل الله، وجهاد في سبيل الله، وقد عملوا هذه في الماضي، ألم يعملوها؟

لهذا يجب أن يكون هناك وعي تام، وإلا فقد تتحرك وأنت لا تدري، وباسم في سبيل الله عندما ترى منظمة أخرى أكثر فاعلية، وتحمل جهادًا في سبيل الله عنوانا، ثم تبدو في الأخير وإذا هي وهمية تتحرك متى ما أرادت أمريكا، وتجلس متى ما أرادت، في الأخير تراها إنما كانت [فخ] من أجل ماذا؟ من أجل تذوب كل الانفعالات ضد أمريكا في ماذا؟ في بؤرة لا تشكل خطورة عليها نهائيا، ثم في الأخير يظهر وإذا أولئك المجاهدون يتبخرون لا يوجد هناك شيء، ولا ترى بعد إلا أمريكا في وطنك، أو إسرائيل.

هذه القضية هامة، الآية تعطينا منهجا متكاملا متكامل في كيف نكون نحن، وكيف نعمل بعون الله وتوفيقه، يحاول واحد يتعامل مع الله، يدعوه، وفي نفس الوقت كيف يكون توجيهنا للناس، لا نستخدم عبارات: وطن على الإطلاق، ونحن قلنا في هذه سابقا، عند آية طالوت وجنوده قلنا: إن الله ضرب مثلا لنا من داخل بني إسرائيل، عندما يقولون الآن: لا نريد عداء دينياً، نقول: أنتم وجدناكم في مرحلة كنتم مستضعفين، وقد أخرجتم من دياركم، وأبنائكم اتجهتم إلى نبي من أنبيائكم تقولون: ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله، أليس هكذا؟ فنحن نعمل مثلكم فقط، نرفع نفس الشعار الذي رفعتموه، وقامت بعده أعظم دولة لبني إسرائيل في تاريخهم إلى الآن.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

[الدرس الثاني والعشرون – من دروس رمضان]

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ: 22/ رمضان 1424هـ

الموافق: 16/11/2003م

اليمن ـ صعدة.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر