مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

من الأشياء المهمة جداً جداً: العمل على تيسير الزواج وتشجيع الزواج، هذه مسألة مهمة، الطريقة الشرعية، الطريقة التي تحفظ المجتمع المسلم، ثم تجعل مسألة الشهوة في إطارها الصحيح، في إطارها السليم، في إطارها الفطري، الفطري حتى في واقع البشر بكلهم، هذا هو الإطار الصحيح لقضاء الشهوة (الزواج).

 

من الأشياء المؤسفة جداً: صعوبة تكاليف الزواج، صعوبة الزواج عن طريق ارتفاع تكاليفه، المشكلة في هذا تأتي من أين؟ أن البعض من الآباء يعتبر ابنته سلعة، يريد أن يحصل من خلالها على ثمنٍ كبير؛ لأنه يأكل المهر، لو سَلِمَ الناس أكل المهور لانخفضت التكاليف، الكثير من النساء قد ترغب بالزواج، وقد تتفهم هي لأن الزواج هو حاجة للمرأة وحاجة للرجل، حاجة لكليهما، فالكثير من العانسات والمعانيات من بقائهن لفترة طويلة لم يتزوجن، قد تتفهم أن تخفض من التكاليف، يعني: ليست متجهة- الكثير الكثير من النساء- ليس توجهها في هذه الحياة مركزٌ على الحصول على أموال هائلة جداً، هي تريد حياةً مستقلة، هي بفطرتها ترغب في تكوين أسرة، وترغب أن يكون لها أولاد، وترغب أن تعيش حياةً أسريةً مستقرة، فعندما يركِّز البعض من الآباء على أن يحصل من خلال ابنته على مبالغ مالية هذا ظلم لها، ظلم لها عندما يتأخر زواجها كثيراً وتعاني نتيجة ذلك، وظلم لها؛ لأنه سيأكل مهرها، وهو مالٌ حرام، عندما يأكل مهرها هو أكل مالاً حراماً عليها، من المهم أن يتعاون الجميع: من جانب الدولة، من جانب المجتمع، من جانب العلماء، من جانب الوجاهات… للضغط على تخفيف تكاليف الزواج، تيسير عملية الزواج، هذه مسألة مهمة في الإسلام.

 

رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- هو القدوة، كم كانت تكاليف زواجه هو عندما تزوج، وعندما زوج، كم كانت تكاليف الزواج عندما زوج ابنته سيدة نساء العالمين (فاطمة الزهراء) أعظم إنسانة في الواقع البشري بكله، هل كانت قيمتها مرهونةً بثمنٍ مادي، الأرض بكلها لم تكن لتكون ثمناً لفاطمة الزهراء -عليها السلام- العالم بكله ما كان ليكون ثمناً لفاطمة الزهراء -عليها السلام- قيمة إنسانية إيمانية عالية جداً، ولكن المسألة بالنسبة للمهر وتكاليف الزواج لا تعبِّر عن قيمة المرأة، هي عملية إحسان وتكريم وتقدير، تكون بالقدر الممكن، بالقدر المتيسر، بالقدر الذي لا يحول مسألة الزواج إلى مسألة معقَّدة وصعبة لا يستطيعها الكثير من الشباب، الكثير من الناس، وللأسف الشديد يعاني من يريد الزواج المشاكل المادية سواءً على مستوى ما يقدِّمه لولي أمر المرأة، لوالدها أو لأخيها، أو الإشكالية الأخرى المتعلِّقة بالتكاليف: تكاليف العرس، وتأتي مسألة استئجار الصالات، وتأتي مسألة العادات والتقاليد التي يرتبط بها تكاليف مادية أخرى، فتتحول المسألة إلى عقدة كبيرة جداً، يحتاج إلى ما يقدِّمه للزوجة: من حاضر، من تكاليف لأسرتها، لوالدها…الخ. وما يحتاجه هو عنده لإقامة العُرس، ثم ترتبط المسألة كذلك بعادات تصبح مكلفة جداً ومرهقة، وتتعذر على الكثير من الفقراء، وإذا تعسرت مسألة الزواج لذلك آثار سلبية جداً في الواقع المجتمعي، فمن المهم جداً العمل على تيسير الزواج؛ لأن ذلك ما يساهم في الحفاظ على الكرامة، على الشرف، على العرض، مما يساهم في صون مجتمعنا المسلم، والحفاظ على الشباب والشابات من هذه الجرائم.

 

في الواقع الزوجي والحياة الزوجية مهم كذلك تعزيز الحالة الإيمانية، الروابط ما بين الزوج والزوجة، العلاقات، المحبة، واجتناب كل العوامل التي تؤثر سلباً في زكاء النفوس، وفي الميل نحو الحرام -والعياذ بالله- التشريعات الإلهية كافية في ضبط هذه الغريزة، وفي قضاء هذه الشهوة بشكل صحيح وسليم، وفي صون المجتمع المسلم، والله قال عن تشريعاته في القرآن الكريم: {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً (27) يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً} [النساء: 27-28] الله قد قدَّم التشريعات اللازمة التي ترعى هذا الإنسان، والله يعلم بنقاط الضعف لدى هذا الإنسان، فقدَّم التشريعات التي تحفظه، تساعده على الالتزام، على الانضباط.

 

نؤكِّد أيضاً على الشباب والشابات، وعلى الناس جميعاً فيما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي: سواءً في الفيس بوك، أو الواتس… أو كل تلك المحطات التي يتواصلون من خلالها والمواقع بمختلف مسمياتها أن يتقوا الله، أن يحذروا هذا الدخول في علاقات شخصية مباشرة، تدخل في مرحلة التأثير النفسي، وتعزيز روابط غير مشروعة، ثم تدخل أيضاً في مرحلة أخرى من الغزل، ثم تدخل في مرحلة أسوء، مما يوقع الإنسان في الجريمة -والعياذ بالله- المراسلات عبر الجوالات كذلك.

 

الإنسان يصون نفسه: الرجل يصون نفسه، المرأة تصون نفسها عن الدخول في مثل هذه الروابط والمراسلات والعلاقات المفسدة، الخطيرة جداً على الإنسان وعلى نفسيته.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الخامسة عشر

 

جريمة الزنى وآثارها المدمرة للإنسان والحياة

 

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الخامسة عشر

مايو 23, 2019م

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر