مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}[الأنفال: الآية19]، {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ}، هم خرجوا على أساس أن تحسم المشكلة بينهم وبين المسلمين، وأن يحسموا المعركة لصالحهم، وطلبوا من الله الفتح، وتظاهروا بأنهم هم في موقف الحق بالنسبة لقريش والجيش الذي خرج لمحاربة النبي -صلوات الله عليه وعلى آله-، وطلبوا من الله أن يهلك المبطل من الطرفين؛ فأهلكهم الله -سبحانه وتعالى- وضربهم، وكانت المعركة بتلك الظروف، بتلك الإمكانات، في تلك الوضعية بحد ذاتها، شاهداً على مصداقية النبي والمؤمنين على أنهم أهل الحق، كانت شاهداً للحق، كانت دلالةً على تأييد الله -سبحانه وتعالى-.

 

{وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}، وهذه نصيحةٌ لهم ليكفوا عن محاربتهم، عن عدوانهم، عن إصرارهم على بغيهم، ومن المهم النصح للعدو والتذكير له بأن الخير له في أن يكف، يكف عن عدوانه، يكف عن استهدافه، يكف عن محاربته للحق، فهذا هو خيرٌ له وأسلم له؛ لأنه بإصراره واستمراره لن يحقق النتائج التي يسعى لتحقيقها، ولن يتكبد إلا المزيد والمزيد من الخسائر.

 

{وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ}، عادةً يسعى العدو بعد هزيمة معينة، أو في معركة معينة، إلى أن يرتب من جديد ويهيئ من جديد ويستعد من جديد لخوض المعركة مرةً أخرى، في سياق إصراره وتعنته، أحياناً على مستوى المعركة في ظل حرب مستمرة، وأحياناً على مستوى حرب أخرى، في كلتا الحالتين الله -سبحانه وتعالى- يقدم تهديداً ووعيداً للعدو، ويقدم وعداً وطمأنةً لعباده المؤمنين الذين هم في موقف الحق، فإذا عاد العدو من جديد إلى المعركة، إلى معركة جديدة، أو إلى حربٍ جديدة، فإن الله -سبحانه وتعالى- يعود بنصره، بتأييده، بمعونته لعباده المؤمنين، وهذه طمأنه مهمة للمؤمنين.

 

أحياناً بعد أن تحسم معركة أو تنتهي معركة معينة حصل فيها التأييد والمعونة الإلهية، يعيش المؤمنون والمجاهدون حالة القلق من المعركة القادمة، عليهم أن يطمئنوا، أنهم عندما يستمرون في موقفهم الحق، ويعززون صلتهم الإيمانية بالله -سبحانه وتعالى-، ويستمرون في الأخذ بأسباب النصر المعنوية والعملية، فإن الله -سبحانه وتعالى- لن يتخلى عنهم، لن يتركهم في المعركة القادمة، الله -سبحانه وتعالى- هو القوي العزيز، ومعونته ونصره لعباده المؤمنين المظلومين في موقفهم الحق ليست فقط لمرة واحدة، لن يتعب، هو -جلَّ شأنه- لن يتعب، لن يقول: [مشكلتكم كبيرة، ومعارككم كثيرة، وكم عليّ أن أعينكم، وأساهم معكم، وأتدخل إلى جانبكم، كل يوم وهي معركة، أو كل شهر وهي معركة]. هو -جلَّ شأنه- القوي العزيز، لا يمكن أن يتعب، ولا أن يمل، ولا أن يتغير عليه حال -جلَّ شأنه- هو العلي العظيم، والقوي العزيز، والقاهر المهيمن فوق العباد.

 

ولذلك لإصرار الأعداء وتعنتهم على الاستمرار في موقفهم الباطل، الظالم، المعتدي، الباغي، ضد الحق وأهله، ضد المؤمنين، هنا الله -سبحانه وتعالى- سيمد عباده أكثر بالنصر والتأييد، كلما تعنت العدو أكثر، وكلما طغى أكثر، وكلما تجبر واستكبر أكثر؛ كلما سبب لنفسه سخطاً أكبر من الله -سبحانه وتعالى-، وكلما كان التأييد الإلهي أكبر، حتى كلما كبرت التحديات والأخطار؛ كلما كبر معها التأييد من الله والمعونة من الله.

 

المهم دائماً هو: تعزيز الصلة الإيمانية بالله، هذه أهم مسألة، والالتجاء الدائم إلى الله، والاستجابة العملية، والأخذ بأسباب النصر، هذه هي الأمور المهمة جدًّا؛ ولذلك على المؤمنين ألَّا يشعروا بالوهن، ألَّا يكترثوا وتكبر عليهم مسألة أن العدو يعد لمعركة جديدة، أو يريد شن هجوم مجدداً هنا أو هنا، أو يتحرك عسكرياً من جديد من هنا أو هنا، المهم هو أن يركزوا على تلك العوامل الأساسية للنصر، ولمعونة الله، ولتأييده،

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الرمضانية الحادية والعشرون: 1441هـ 14-05-2020م.

يوم الفرقان (4) الاعتماد على الله والتنكر للذات.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر