يقول السيد حسين رضوان الله عليه:
إن ما حصل في هذا اليوم التاريخي (يوم الولاية) لم يكن مجرد إعلان خلافة فكلمة مولى وكلمة ولي هي أبلغ وأوسع وأشمل من كلمة خليفة، فالنبي (صلوات الله عليه وعلى آله) أعطى الإمام عليًّا (عليه السلام) أوسع من لو قال هذا خليفتكم أو هذا خليفتي من بعدي، كلمة: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه» أشمل بكثير من كلمة هذا هو الخليفة من بعدي، الخليفة من بعدي هو يشير إلى منصب سياسي فقط يدير شأن الأمة إلى أن تنتهي حياته، لا، هنا أعطاه كامل المهمة التي كان يقوم بها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) في حياته إلا النبوة؛ ولهذا كانت الكلمة التي قبلها: «ألست أولى بكم من أنفسكم؟» قالوا: بلى يا رسول الله. ألست أولى بكم من أنفسكم العبارة هذه تشير إلى الآية القرآنية (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ)[الأحزاب:6] أعطى هذه المكانة للإمام علي فهي ولاية، ولاية أمر مرجعية دينية وقيادة سياسية وعلم وقدوة وأسوة وكل ما كان للنبي (صلوات الله عليه وعلى آله) في هذا المجال إلا النبوة، أعطاه للإمام علي (عليه السلام) لم تكن المسألة فقط مجرد قيادة مثل ولاية عهد، لماذا؟ لأن الدولة في نظر الإسلام ليست مجرد تدبير شأن بل هي أيضًا هداية وقيادة، هداية وقيادة، تربية وقيادة وفق الآية القرآنية: (َومِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)[الأعراف:181] هداة في منطقهم، في عملهم، ويعدلون بين الأمة هنا إقامة العدل يعني دولة إدارة وهداية، ترافق هداية وإدارة (أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ).
فلهذا نفهم كم هي قيمة كلمة: (ولي)، هو من يتولى مختلف الشؤون، الشؤون المتعلقة بك في إطار المهمة الكبرى المنوطة بك في مختلف مجالات الحياة وأنت تتحرك. هي نفسها ما أعطاه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) عليًّا (عليه السلام) يوم الغدير عندما قال: «فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه».
دروس من هدي القرآن الكريم.
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.