فيما عند الله كطمعنا في هذه الدنيا ومظاهرها، والأشياء المادية الكثيرة فيها. هذا جزاء عظيم، وقبله أيضا عقاب شديد وأليم. ألم يتحدث عن أولئك؟ {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} وهنا يقول: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ} وهو يتحدث عن أوليائه هؤلاء {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. لأنه هكذا الحال عند الله سبحانه وتعالى وفي حكمه، وحكمته وعدله.
{أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ} (السجدة:18) كلها استحقت بأعمال هي لأولئك {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}(السجدة: من الآية14) وقيل لهؤلاء العظماء: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(السجدة: من الآية17) إنها أعمال أعمال انطلقت من أبرار، وأعمال أخرى انطلقت من فجار، وهؤلاء ليسوا في ميزان الله سواء، ولا يمكن أن يكون هناك تسوية بينهم {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ} (السجدة:18) وهذه آية تصرخ في وجوه أولئك الذين يقدمون عقيدة ينسبونها إلى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) تقضي بالتسوية بين المجرمين أهل الكبائر، وبين المؤمنين، فيحضون جميعاً بالجنة، وبالقرب من الله، وبدخول الجنة التي جعلها الله خاصة لأوليائه وأعدت للمتقين من عباده أليست هذه تسوية؟.
إنسان هنا يعمل في الدنيا الكبائر بعد الكبائر من سفك الدماء، وانتهاك الأعراض، وظلم الناس، والتحريف للدين، والصد عن سبيل الله، ثم يقال له: لا تخف ستلقى رسول الله هناك وهو من سيشفع لك، ولأمثالك من أهل الكبائر، فترى أنت نفسك أنت من كنت في هذه الدنيا تعاني من كبائر ذلك الشخص وأنت من ظلمت، وأنت من سفك دمك، وأنت من انتهك عرضك، وأنت من صبرت وتحملت العناء في سبيل الله، وفي الدفاع عن دينه، وكان العناء كله من قبل أولئك أصحاب الكبائر، فترى نفسك أنت وهم سواء تدخلون من باب واحد، والملائكة يدخلون عليك وعليهم من كل باب سلام عليكم بما..؟ كيف سيقولون لأولئك؟ بما صبرتم؟! غير صحيح، كيف يمكن أن يقول الملك وهو يتذكر ماذا يقول: سلام عليكم بما ارتكبتم الكبائر فنعم عقبى الدار؟.
تحية الملائكة نفسها التي ذكرها الله لأهل الجنة هي من النوع الذي يصرخ أيضا في وجه أولئك الذين يتحدثون عن تلك العقيدة السيئة إنهم يقولون: {سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ}(الرعد: من الآية24) ما هو الصبر الذي تحمله أولئك المجرمون في هذه الدنيا؟ صبر على ماذا؟ صبر على طاعة الله؟ أم استرسال وراء الشهوات وراء المطامع؟ وكل ما طلع في رأسه نفذه، ولتكن الضحية مالك أو دمك أو عرضك أو الدين بكله.. ما هو الصبر الذي صبروه؟
هذه تسوية, ستكون تسوية الملائكة أنفسهم لا يقبلون هذه التسوية هم ماذا سيقولون لأولئك إذا دخلوا على أحدهم من باب فيما لو افترض ودخلوا الجنة، والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ماذا سيقولون لهم؟ التحية التي ذكرها الله لأوليائه هي هذه التحية التي يقولها الملائكة، ولو كان هناك تحية أخرى للمجرمين ربما لقالها لنا, لكن أليس الملك هو نفسه من سيستحي عندما يدخل أن يقول: سلام عليك بما.. ولا يجد ما يمكن أن يكون لائقا أن يجعله تحية لذلك، إن قال: بما أجرمت، فمن الذي يعتبر التحية له بالإجرام أنها تقدير؟ عندما تقول لشخص - ولو كان ظالما - سلام عليك يا عدو الله، أليس سيعتبر هذه سبة؟ سلام عليك يا مجرم، سلام عليك يا صاحب الكبائر، هل سيعدها سبة أم يعتبرها تحية؟ سيعتبرها سبة حتى وإن كان مجرما.
والملائكة هم يحيون لا يجدون ما يحيون به أولئك؛ لأن أولئك لن يكون لهم وجود في الجنة على النحو الذي ذكره هؤلاء، يرتكبون الكبائر لا يتخلصون منها، لا يتوبون إلى الله منها، لا ينطلقون في الأعمال الصالحة بعدها، لا يصلحون ما أفسدوا هؤلاء لن يكونوا من أهل الجنة إلا إذا تابوا على هذا النحو؛ لأنه {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ}.
إذاً أين حديث: شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي من هذه الآية، وأمثالها؟ يتبخر مثل هذا الكلام، ولا يمكن أن يكون من رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) على النحو الذي يروونه، ويذكرونه، لأن رسول الله كان هو من يلتزم بالوحي، كان هو من يتحرك في مواقفه، كان من يحكم منطقه كتاب الله {إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ}(الأنعام: من الآية50) لا يمكن لرسول الله أن يأتي إلى الناس ليقول لهم الكلام الذي يجعل المؤمن والفاسق سويا يدخلون الجنة، ويحظون بذلك المقام الرفيع، والقرآن الكريم هو يقول في جانب آخر: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ}. {لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} (الحشر:20)
هكذا أكثر من ثلاث أو أربع آيات في ذهني حول هذا الموضوع مصرحة بأنه لن يكون جزاؤهم سوياً، ولن يكون التعامل معهم سوياً، بل سيكون على هذا النحو: {أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(السجدة:19).
هنا يقول: عملوا الصالحات.. هل الكبائر من الأعمال الصالحة؟ ومن الذي يحول دون الأعمال الصالحة أن يكون لها وجود في هذه الحياة إلا من؟ إلا أهل الكبائر؟ من الذي يعارض الأعمال الصالحة أن تتحرك في واقع الناس وفي أنفسهم إلا من؟ إلا أهل الكبائر؟ هم من ينطلقون إلى نفسيتك أنت يغزونها بثقافتهم حتى لا ينطلق منك عمل صالح؛ ليكون ما ينطلق منك من أعمال فيما بعد أعمال فساد وإفساد؛ لأنهم لا ينسجم معهم، مع مصالحهم مع مقامهم، مع نفسياتهم الخبيثة إلا أن يكون المجتمع خبيثاً كخبثهم، وتكون النفوس فاسدة, وتكون الأعمال فاسدة، حينئذ يكون المجتمع منسجما معهم، وحينئذ سيكون المجتمع قابلا لهم.
أما الأعمال الصالحة فهي هي الغريم هي الخصم وأصحابها الذين يريدون أن يتحركوا، يريدون أن ينطلقوا ليدفعوا الناس إلى أعمال صالحة هم من يعدون في قائمة أولئك, يعدون ماذا؟ مفسدين {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ} (البقرة:11 - 12).
{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}(السجدة: من الآية19) {عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} هذه نفسها ترد على من يقول: إن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وحاشاه من أن يقول: [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي].
وقلنا في درس سابق: بأن هذه العقيدة سيلمس أولئك الذين رفعوها ودعوا إليها سيلمسون هم بأيديهم سوء آثارها بشكل هزيمة ممن يعبئونهم ممن يحركونهم ممن يتحدثون معهم؛ لأنه ليس هناك ما يخيفك من جهنم، فهذه هي أيضاً في أثرها التربوي مما يخالف منهجية القرآن التي تقوم على تربية الأمة تربية جهادية، فكيف يعمل على تربية الأمة تربية جهادية من خلال الآيات الكثيرة في القرآن الكريم ثم يأتي هناك بعقيدة يكون أثرها في الأخير ما يضرب آثار هذه التربية! أليس هذا من الاختلاف؟ القرآن هو من عند الله ولا يمكن أن يكون فيه اختلاف، لو كان من عند غيره كان بالإمكان أن يكون فيه اختلاف {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً}(النساء: من الآية82).
{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة:19) ضيافة وإكرام أيضا بما كانوا يعملون بأعمالهم ليكرر على مسامعنا أهمية الأعمال وأي أعمال هذه؟ هي الأعمال الصالحة ومن الذي يرسم لنا، ويخط لنا بنود قائمة الأعمال الصالحة؟ إنه الله سبحانه وتعالى فيما يهدينا إليه في كتابه وعلى لسان رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)، هذه هي الأعمال الصالحة.
فإذا ما وقف الآخرون منك وقالوا: لا، العمل الصالح هو أن تسكت؛ لتحافظ على مصالح فلان أو فلان, لتحافظ على مصالح الدولة الفلانية، أو يوهمونك أن سكوتك حفاظ على مصلحة الشعب وأنت ترى أن السكوت هو عمل سيء، وباطل وإنما يريدون منك أن تضحي بالدين من أجل مصالح الآخرين سترى أمامك قائمة من الأعمال هم يخطونها بأيديهم ثم يقولون لك: التزم بها إنها أعمال صالحة؛ من منطلق الحفاظ على مصلحة كذا على كذا.. الخ.
الأعمال الصالحة هي التي تضمنها القرآن الكريم ودعانا إليها، ودعانا إليها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله). ودعانا أهل البيت إليها هي الأعمال الصالحة.
{وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ}(السجدة: من الآية20) يؤكد بأنه ليس هناك تسوية بين المؤمنين والفاسقين {فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ} مرجعهم، {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا}(السجدة: من الآية20) وعندما يقول: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا} أليس هذا يوحي ويدل أيضاً على أنهم في حالة رهيبة، في شدة عظيمة يحاولون الخروج من جهنم؟ لكنها تلك التي قال الله عنها: {عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ}(البلد:20) مغلقة أبوابها {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} (الهمزة:9) {عَمَدٍ} من الحديد {مُمَدَدَةٍ} توثق وصد أبوابها، وكلما حاول أولئك وهم يتحركون لمحاولة الخروج من جهنم ضربوا أيضاً بمقامع من حديد {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا}(السجدة: من الآية20) هم أولئك الذين كانوا هنا في الدنيا، كلما أراد أنبياء الله أن يخرجوهم من ذلك الواقع المظلم أصروا على البقاء فيه.
من كانوا إذا جاء من يعمل على إخراجهم من الظلمات إلى النور أصروا على البقاء في الظلمات، أصروا على البقاء في الشر لا يريدون أن يخرجوا إلى النور، لا يريدون أن يخرجوا إلى ميدان الأعمال الصالحة، إذاً فهم من سيحاولون أن يخرجوا من جهنم ثم لا يمكن أن يخرجوا, وكلما حاولوا وجدوا الأبواب أمامهم موصدة، ووجدوا خزنة جهنم أمامهم يضربونهم بمقامع من حديد.
أنت تريد أن تخرج من جهنم؟ أخرج هنا في الدنيا من تلك الأعمال التي قد تؤدي بك إلى جهنم فتحاول الخروج فلا يمكنك الخروج {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}(السجدة: من الآية20). تكذبون بصريح قولكم, أو تكذبون برفضكم في واقعكم, وقد يكون المكذبون في واقعهم أكثر بكثير من المكذبين بمنطقهم؛ فـ{ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (السجدة:21).
هذه الآية تنص على أنها سنة إلهية، أن الأعمال السيئة في هذه الدنيا يحصل من ورائها الإنسان على نوع من العذاب. وكلمة عذاب شاملة في هذه الآية، أو عامة في هذه الآية. تحدث كثيراً في آيات أخرى عن أنواع كثيرة من العذاب التي يلقاها الناس على أعمالهم السيئة هنا {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}؛ لأنه رحيم سبحانه وتعالى، عندما يذكرنا بما يخوفنا من جهنم؛ لأنه يريد أن لا نقع فيها، عندما يضع عقوبات هنا في الدنيا عسى أن تردعنا هذه العقوبات عما يوصلنا إلى العقوبة الخطيرة، العقوبة الدائمة، جهنم، {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} إنها من رحمة الله أيضاً أن يوجد عقوبات هنا للناس في الدنيا على أعمالهم؛ لأنه هكذا قال: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى} الأقرب هنا في الدنيا قبل عذاب الآخرة {دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} الذي هو جهنم، أي يذوقون العذاب هنا فيما بينهم وبين العذاب الموعود جهنم، عسى أن يرجعوا، عسى أن يحسوا بوطأة العذاب، ويستشعروا أنه عقوبة فيدفعهم ذلك إلى العودة إلى الله في المقام الذي تنفع فيه العودة إليه فيرجعون إليه.
وهذا هو الوعيد في هذه الدنيا الذي ألغي من أفكارنا، من أذهاننا الذي فهمناه فهماً مغلوطاً، أنه واقع الحياة، وأنه طبيعة الحياة، وأنه هكذا على هذا النحو جبلت الدنيا حتى أصبحنا لا نتذكر، أو لا نقيّم الحالة التي نحن فيها: أنها ربما قد تكون عقوبة، فنتذكر حينئذ أن علينا أن نرجع إلى الله {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
ولأن آيات الله سبحانه وتعالى هي بالشكل المهم لها قيمتها الكبرى التي تستطيع أن تترك آثاراً كبيرة في نفوس الناس، وتستطيع أن تبين لهم الكثير من الحقائق في واقع حياتهم، وأن تدفعهم إلى الأعمال الصالحة، ليكونوا في مصاف المؤمنين، الخاشعين لله، المسبحين بحمده، الذين لا يستكبرون، يكون واقع من يعرض عنها، واقع الخسارة العظيمة, الظلم العظيم لنفسه، {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ}(السجدة: من الآية22). آيات ربه، هي آيات، وهي آيات من ربه الرحيم به الرؤوف به {ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا}(السجدة: من الآية22) أعرض عنها لا أنها هي غير قادرة على أن تؤثر في نفسه، إنما هو الذي يعمل على أن يعرض عنها.
ومن أظلم من هذا؟! من أظلم منه لنفسه؟! من أظلم منه في موقفه السيئ أمام ربه المنعم عليه، الرحيم به. {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ}(الكهف: من الآية57) نسي ما قد قدم، ونسي ما هو فيه من سوء الحال وهو يعرض! أن هذا من أسوأ ما تقدمه يداه ليلقي آثاره السيئة في الحياة، ويلقى العقوبة العظيمة عليه يوم القيامة {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} (السجدة: من الآية22) هو مجرم, ولأنه ليس هناك وسيلة أخرى أبلغ وأعظم وأكثر تأثيراً في نفسه من هذه الآيات التي أعرض عنها فواقعه إذاً مجرم هو مجرم والمجرم هو ذلك الذي لا يستحق إلا الانتقام منه {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أوليائه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ومن عباده الذين قال عنهم: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة:17).
وأن يرزقنا فهماً لدينه، وفهماً لكتابه الكريم، وأن يعيننا على أنفسنا، فيبصرنا في هذه الدنيا ما نستضيء
به الأعمال الصالحة فننطلق فيها بإخلاص رجاءً لرضوانه، وأملاً في القرب منه،
وفي أن نحظى بجنته التي وعد بها أولياءه، إنه على كل شيء قدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة معرفة الله وعده ووعيده الدرس الثالث عشر
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 5/2/2002 م
اليمن - صعدة