مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

هكذا ومن خلال الآيات السابقة كشف الله فئات متعددة ومتنوعة من فئات النفاق، من المنافقين، من المنافقين، فئات متنوعة متعددة، وأسباب متعددة توصل إلى النفاق وتسبب النفاق، فالمنافقون ولو أنهم فئات متعددة ومستويات متعددة في مستوى النفاق، يعني هناك منافقين مردة على النفاق، هناك منافقين أخف أخف شويه منهم، منافق بداع بدأ خطوته الأولى في طريق النفاق، وهكذا المنافقون فئات ومستويات متعددة، لكن مع هذا هناك صفات تجمع كل المنافقين، صفات ومنطلقات ومشتركات، قواسم مشتركة ـ مثلما يقولون ـ قواسم مشتركة، صفات تجمع كل فئات النفاق في كل زمان وفي كل مكان وفي كل عصر، فما هي هذه الصفات؟.
1 ـ بعضهم من بعض
يقول الله: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ} المنافقون ومع المنافقين المنافقات؛ لأن النفاق ليس خاصاً بالرجال، هناك أيضاً منافقات مع المنافقين نساء منافقة مثلما هناك منافقين تشتغل في طريق النفاق مثلما حال الرجال المنافقين، تخذل تثبط تفرق ترجف تسيء، تشتغل ضد المؤمنين، تتحرك لصالح أعداء الإسلام وهكذا.
{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ} طبيعة واحدة، منشأ واحد، توجه عام واحد، ومئال ومنتهى واحد، ويا له من منتهى ما أسوئه، ما أسوئه من منتهى، ما أسوئها من عاقبة. {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ} في كل زمن في كل عصر في كل بلد في كل مكان {بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ} طبيعتهم هذه ومسارهم الواحد وقواسمهم المشتركة هي: {يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ}.
2 ـ يأمرون بالمنكر
يفترض بالإنسان المسلم حقاً أن يأمر بالمعروف، عندما يأمر عندما يحاول أن يقنع الأخرين أو يدفعهم إلى شيء أو يؤثر عليهم بشيء في المعروف في الحق في الخير، فيما هو طاعة لله، فيما هو يرضي الله سبحانه وتعالى.. أما هم، أما المنافقين فشغلهم بالمقلوب فيما يأمرون الأخرين به، ويحاولون إقناع الأخرين بفعله، ودفع الأخرين إليه، المنكر، المنكر، فيما هو عصيان لله سبحانه وتعالى، فيما هو لا ينسجم مع الإسلام، لا ينسجم مع الإيمان.. فهم حملة المنكر، حملة رايته ودعاته والعاملين على دفع الناس فيه، والتأثير على الناس به، والتأثير على الناس لتقبله. والمنكر دائرة واسعة يشمل كل ما هو عصيان لله سبحانه وتعالى، كل ما هو مخالفة لأمر الله سبحانه وتعالى، كل ما هو سيء، كل ما هو شر، كل ما هو فساد، كله يطلق عليه منكر، منكر تنكره الفطرة التي فطر الله الناس عليها التي تنسجم مع الدين والخير والحق.. فهم نشطون، نشطون في الدعوة للمنكر وإقناع الناس به ونشره والتأثير على الناس لتقبله.
3 ـ ينهون عن المعروف
{وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ} والمعروف الذي هو طاعة لله، خير، رضا لله، استجابة لله، ينهون الناس عنه، ويحاولون التأثير على الناس سلباً لرفضه، تدعوهم إلى موقف، تدعو إلى موقف هو موقف حق يأتون هم ليعارضوا، تدعو الناس إلى تبني قضية هي حق يأتون هم ليعارضوا ويخالفوا وينهوا الناس ويحاولون إبعاد الناس عن ذلك، يعني عمل الشيطان، شغل الشيطان، ما الذي بقي؟ ما الذي بقي؟.
ينهون عن المعروف {وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} والمنافقون بخلاء، بخلاء لا ينفقون في سبيل الله، وليس مستعداً أن يقدم من ماله في طريق الحق في سبيل الله، في سبيل إعلاء كلمة الله، في سبل الخير، يقبضون أيديهم بخلاء، ليس عنده اندفاع ولا رغبة أبداً أن ينفق، ولو أنفق في حال معين هو الحال الذي يكون فيه مكرهاً، ومن باب (مكرهاً أخاك لا بطل) ما بلا ما عاد رأى حل.

 

4 ـ يقبضون ايدهم
{وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} بخلاء ليس عندهم أي اندفاع ولا رغبة في الإنفاق في سبيل الله، وفي طاعة الله، وفي سبل الخير. لا عندهم ثقة بأن الله سيخلف عليهم، ولا عندهم رغبة ولا تفاعل مع قضايا الأمة، ولا مع فقراء الأمة، ولا في سبل الخير أبداً.
ومشكلتهم الكبيرة ماهي؟ لماذا صاروا هكذا؟ لماذا يتحول عمله هكذا وهو ينتمي إلى الإسلام، يحسب نفسه من المسلمين؟ لماذا يتحول إلى هذا المستوى السيء ويتحرك هذا التحرك الشيطاني يأمر بالمنكر، ينهى عن المعروف، يبخل بماله عن سبيل الله وسبل الخير؟.
5 ـ نسيان الله واتباع أعداءه
{نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} هذه مشكلتهم، هذه كارثتهم، {نَسُواْ اللَّهَ} نسوا الله فيما يفكرون، ونسوا الله فيما يشعرون، ونسوا الله فيما يعملون، وحسبوا فقط حساب الناس، وبالتحديد حسبوا حساب أعداء الله، أمتلئت قلوبهم بالمخافة من أعداء الله، وأمتلئت قلوبهم بالميل إلى أعداء الله، أما الله لم يعودوا يحسبون حسابه. عندما يريد أن يعمل عملاً معيناً لا يحسب حساب الله، وأن الله يراقبه وعليم بما يفعل وسيجازيه على ما عمل، عندما يريد أن يتكلم هو غافل عن الله، ناسي، ناسي للمسئولية أمام الله فيجازف بأي كلام وبأي قول.
{نَسُواْ اللَّهَ} نسوا الله في ميدان العمل، نسوا الله في المواقف والمسئوليات، نسوا الله في المهام والأعمال، وأصبحوا يحسبون حساب الناس فوق كل شيء، ومن ينسى الله يلتقي بالشيطان من أقرب طريق، من أقرب طريق، أخوَّة، أخوَّة عسل مع الشيطان.
{نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} ليس معنى هذا أنهم لم يعودوا يتذكرون أن الله موجود، هم يقولون دائماً، يصلون، المنافق يصلي في اليوم والليلة خمس مرات، ربما البعض فقط منهم لا يصلون، وإلا أعظم المنافقين يصلون، والبعض منهم قد يقرأ القرآن، والبعض منهم سيأتي ذكرهم يهتمون بمساجد وأشياء سيأتي إيضاحها فيما تبقى من السورة إنشاء الله.
لكن مشكلتهم في واقع العمل في ميدان الحياة، أمام الأحداث أمام الوقائع في ميدان المسئولية، لا يحسبون حساب الله، يغفلون عن الله ويحسبون حساب الأخرين فخذلهم الله وتركهم من هدايته، وتركهم من عفوه، وابعدهم من لطفه، هذا حالهم والعياذ بالله حال خطير جداً.
خطورة النفاق وما يوصل إليه
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} هم الخارجون عن نهج الله، الخارجون عن المسار الإيماني، الخارجون عن الطريق الحق، فاسقون وفسقهم يتجسد فيما يعملونه من أعمال باطلة، أعمال فساد، أعمال ضر، أعمال شر، أعمال إثم، أعمال باطل، هذا واقعهم المشترك وقواسمهم المشتركة واتجاههم العام، فأين هي نهايتهم؟ وأين مئالهم؟ وإلى أين ينتهي بهم هذا الطريق؟ طريق النفاق. كل المنافقين يتذاكون بنفاقهم، يتوقعون أن نفاقهم ذكاء وسياسة وحكمة وأنه يحقق لهم مصالح، مصالح يتوهمون هكذا أن نفاقهم يحقق لهم مصالح ومكاسب سياسية ومادية. في واقع الأمر أين سينتهي بهم طريق النفاق؟ أين مئاله؟ أين نهايته؟.
يحكي لنا الله نهاية أمرهم وعاقبتهم ومئالهم ومصيرهم وما وعدهم الله به: {وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} نعوذ بالله، نعوذ بالله من عذاب الله، ألا ترون، ألا ترون إلى خطورة النفاق، ألا يدرك الإنسان خطورة النفاق وما يوصل إليه، ألا يستشعر الإنسان غضب الله الجبار على المنافقين والمنافقات، هذا الوعيد الشديد هذا التوعد والتهديد من الله صادق الوعد والوعيد.
سيجمع الله المنافقين والمنافقات والكفار في نار جهنم
{وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ} بدأ أولاً بالمنافقين والمنافقات، ثم ذكر الكفار؛ لأن المنافقين والمنافقات كانوا أميل إلى الكفار منهم إلى المؤمنين، كان ميلهم أكثر إلى الكفار أكثر من ميلهم إلى المؤمنين، بل إنهم كانوا يعادون المؤمنين ويكرهون المؤمنين ويوالون الكافرين، فلذلك سيجمعهم الله المنافقين والمنافقات والكفار يجمعهم كلهم في جهنم، وهو قال في آية أخرى في سورة النساء:{إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}(النساء:140)، ولكن كما ذكر أيضاً في آية أخرى، موطن المنافقين في جهنم ومئالهم في جهنم هو في أشدها سعيراً وعذاباً وألماً {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}(النساء:145).
{وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ} جمعه المنافقين من جانب والكفار من جانب آخر، مثلما طريق الكفر نهايته جهنم، طريق النفاق أيضاً نهايته جهنم. {نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا} ما بش خروج أبداً، خلود وعذاب دائم لا نهاية له. {هِيَ حَسْبُهُمْ} يكفيهم، عذاب فيه الكفاية في مستوى نفاقهم، في مستوى شرهم، في مستوى جرمهم وإساءتهم. {وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ} والعياذ بالله، والعياذ بالله، لعنهم الله فطردهم من رحمته، وهذه وصمة عار عليهم ودلالة خزي عندما لعنهم. {وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} مثلما كانوا يحرصون على أن يكونوا في واقع الحياة مقيمين مرتاحين مستقرين ولو على حساب دينهم ولو في مقابل أن ينافقوا، أن يعادوا الإسلام، أن يتآمروا على المؤمنين، أن يكونوا مائلين إلى الكافرين، أصبحوا في نهاية المطاف مقيمين في عذاب الله الدائم، وهذه سنَّة الله، سنَّة الله مع المنافقين ومع الكافرين السابقين واللاحقين في كل زمن.
الأسباب والدوافع التي جرت إلى النفاق
الله لا يحابي أحداً، لا يتصور أحد أن المنافق من أمة محمد من المسلمين ممن يحسب نفسه من أمة محمد ويحسب نفسه من المسلمين أنه سيدخل الجنة سلاماً بسلام؟ لا، هذه سنَّة الله مع المنافقين من كل عصر وزمن. من يسيرون في طريق الفسق والنفاق والكفر مصيرهم سيء، عاقبتهم السيئة واحدة، جميعهم من كل زمن، والأسباب والدوافع عادة ما تكون واحدة، الأسباب والدوافع التي جرت إلى النفاق والتي جرت إلى الكفر والتي جرت إلى الفسق لها منشأ واحد، اتجاه بالكامل إلى أطماع هذه الحياة والأهواء والرغبات، إنسان لا يريد أن يضبط نفسه وواقعه وحاله على أساس من دين الله وتعاليم الله، وأن يجعل واقعه محكوماً بأمر الله، يفسق يخرج عن أمر الله، ويتجاوز حدود الله، وينساق وراء رغبات نفسه، وكل همه في الحياة أن يحقق لنفسه ما تهوى، فإذا هويت المال أراد المال بأي سبيل، ولو أن يبيع دينه بالمال، ولو أن يعادي أولياء الله من أجل المال، ولو أن ينصر الباطل من أجل المال، يفعل أي شيء في مقابل أن يستمتع ويحصل على متع نفسه ورغبات نفسه، إذا أراد المنصب وظيفة، وظيفة أو منصب معين مستعد أن يفعل في سبيل الحصول على ذلك أي شيء مهما كان جرماً وذنباً ومعصية وعدواناً وظلماً وطغياناً أي شيء ما مشكلة عنده، ليس عنده في ذلك مشكلة، المهم أن يصبح موظف الوظيفة المعينة ولو في سبيل أن يعادي المؤمنين أو يحاربهم أو يتآمر على الحق، ولو في سبيل نصرة أمريكا أو نصرة أولياء أمريكا.
هذا، هذا الحال هذا الواقع هو الذي أثر على المنافقين في كل زمن وعبر الأمم والأقوام، وهو الذي يؤثر في زماننا وفيما بعد زماننا، وهذا ما يقوله الله، هذا ليس استنتاجاً صحفياً، هذا ما يقوله الله: {كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَدًا فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ} الحال واحد، اتجاه واحد، الذين كانوا من قبلكم نفس التوجه والمؤثرات فتنوا بالقوة فطلبوها بأي ثمن وبغرور ونسوا الله القوي العزيز، وفتنوا بكثرة المال والولد فسعوا لتحقيق ذلك بأي ثمن فلم يلتزموا بأمر الله، ولم يتقيدوا بحدود الله، واستمتعوا بنصيبهم مما حازوا عليه من متاع هذه الحياة الزائل الفاني المنتهي، وغرقوا فيه وفي سبيل أن يستمتعوا به، لم يتحرجوا من فعل أي شيء أو تجاوز أي حد، أو مخالفة أي أمر من أوامر الله. وأنتم فعلتم كما فعلوا {وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ} خضتم في الباطل كيداً، تآمراً، محاولة لنقض الحقائق والسخرية من الحق {كَالَّذِي خَاضُواْ} فالنتيجة ستكون واحدة نتيجة السابقين واللاحقين في طريق النفاق وكذلك في طريق الكفر.
المنافقون في نهاية المطاف يخسرون دنياهم وآخرتهم
{أُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} في نهاية أمرهم انتهى كل شيء، لم يبق لهم متاع هذه الحياة الذي يستمتعون به بأي ثمن ولو على حساب دينهم وإيمانهم وما شابه، وبقيت التبعات بقي العذاب الذي لا نهاية له، خسروا كل شيء، هذا حال المنافق. المنافق في نهاية المطاف يخسر كل شيء وإن كان حصل على وظيفة، في نهاية المطاف سيخسر وظيفته، وإن كان حصل على مال في نهاية المطاف ينتهي ماله، وإن كان استمتع شيئاً في حياته انتهت تلك المتعة وانتهت تلك الحياة، في نهاية المطاف يخسر، يخسر ويبقى العذاب الذي لا نهاية له، والهوان الذي لا انقطاع له، والخزي الخزي الذي لا مثيل له.
{وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} والمنافقون كانوا يتوقعون أنهم ربحوا فيما يتحقق لهم من مصالح مادية أو سياسية أو مكاسب معينة، كان يتخيل نفسه عبقري وذكي وفي نهاية المطاف سينكشف أنه خاسر وخسر كل شيء، بقي له العذاب الذي لا نهاية له أبداً.
ولماذا لا يعتبر كل الخاسرين كل السائرين في طريق الخسران من منافقين أو كافرين لماذا لا يعتبروا بالأمم والأقوام السالفة التي هلكت حينما ابتعدت عن أمر الله، حينما خالفت هدى الله، حينما عصت أوامر الله وعصت رسل الله وانحرفت عن نهج الله فخسرت دنياها لتخسر أيضاً آخرتها؟ لماذا لا يأخذ الإنسان العبرة مما يحل بالأخرين، حتى ليس فقط في غابر الزمان وماضيه في الأمم الأولى، حتى على مستوى عصرك وزمنك ودهرك، لماذا لا تأخذ العبرة؟.
ألم نعرف في عصرنا وزمننا من كان لهم ارتباط وثيق وصلة كبيرة جداً بأمريكا صلة نفاق، صلة نفاق، ولاء لأعداء الإسلام، وفي نهاية المطاف خسروا كل شيء وكانوا يظنون أن علاقتهم بأمريكا وولاءهم لها الذي هو نفاق خالص كانوا يظنون أن به ربحوا، وأن به كسبوا، وأن به فازوا، وأن به قووا سلطانهم، وأن به ثبتوا أركان هيمنتهم واستحكام قبضتهم، وفي نهاية المطاف خسروا، خسروا سلطتهم ومالهم وهيمنتهم وأثرهم وفاعليتهم.. إلى أخره، ليخسروا أيضاً آخرتهم.
{أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ} أمم بأكملها،{أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ} بالبينات الواضحات على الحق التي تبين لهم طريق الحق وطريق الخير، طريق النجاة، طريق الفلاح، طريق السعادة، فلم يتقبلوا، لم يتقبلوا، انحرفوا خالفوا عاندوا عارضوا واجهوا تهربوا، فالنتيجة ما كان؟ خسروا دنياهم وخسروا آخرتهم، وأهلكهم الله وأصابهم بعذابه. {فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ} بما فعله بهم من عذاب،{وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} هم من ظلموا أنفسهم.
الإنسان عندما يعاند يخالف يشاق يبتعد عن نهج الله سبحانه وتعالى ولا يتقبل هدى الله هو من يظلم نفسه، من يجر على نفسه الشقاء والهلاك والخزي والنار والعار والعياذ بالله. هذا هو واقع المنافقين منتهاهم، واقع حالهم، أطماعهم، أهواءهم، حرصهم على الاستمتاع في هذه الحياة بأي ثمن، مواقفهم تصرفاتهم قواسمهم المشتركة نهايتهم الخاسرة، الخاسرة والتي فيها جهنم.
وهنا وقد تبين الأمر وانكشف الحال وتوضحت الحقائق كيف هو واقع المؤمنين؟ كيف هو واقع المؤمنين؟.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم.
دروس من سورة التوبة / الدرس الخامس.
ألقاها السيد:
عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بتاريخ
19/رمضان/1434هـ
اليمن - صعدة.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر