أما واقع المعرضين عن الدعاء والالتجاء إلى الله فهم من كانوا بدلاً من الالتجاء إلى الله يلتجئون إلى غيره, تنصرف اتجاهاتهم وآمالهم في الحياة إلى غيره, يعتمدون على غيره, ثم هم الخاسرين, عندما يصلون إلى عذاب الله وهم في أشد حال وأسوأ حال وأقسى وضع وأهون وضع في حال العذاب الشديد، وهم يعانون من ألم العذاب وقسوته هناك يدركون كم كانت خسارتهم فادحة, كم كان يجب عليهم أن يلتجئوا إلى الله قبل فوات الأوان, هناك يدعون ويهتمون بالدعاء وحتى بخشوع وهم يحترقون في نار جهنم, وقد احترقت أجسادهم واحترقت حتى ألسنتهم وهم مثقلون بالسلاسل والقيود, وهم يعانون آلام العذاب بكل أنواعه, هناك يضرعون وهناك زالت عنهم القسوة, وهناك يبكون وهناك يدعون الله لكن بعد فوات الأوان كما حكى الله سبحانه وتعالى عنهم في واقعهم: ﴿قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ﴾ [المؤمنون:106-107].
اقراء المزيد