
فإذاً إجراءات الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- ترتيباته، الإعلان للنص، النص القرآني بنفسه، علاقة الموضوع في موقعه من الدين، وفي أثره في الحياة، كل هذا يدل على أهمية هذا البلاغ، وعلى أهمية الارتباط بهذا البلاغ من واقع الوعي، من واقع الإيمان، من واقع الاستفادة منه حتى ننظر إلى الإسلام نظرةً صحيحة؛ لأننا إن فقدنا هذا الارتباط نفقده في حلقة الوصل الأولى في الامتداد الأصيل منذ وفاة الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- كل هذا سيحدث فراغاً كبيراً في الذهنية العامة، وبالتالي في مشروع الإسلام بكله، سنراه مشروعاً لا رأس له، لا قيادة له، لا معني به، سننظر إليه على أنه مشروعٌ منفلت، مشروعٌ من جاء يتبناه يتزعمه، من جاء يخترقه، من جاء يوظف عناوينه، من جاء يقدم نفسه الأمين المؤتمن عليه، من جاء يتحرك تحت عنوانٍ من عناوينه سيجد فرصةً لخداع الكثيرين من قاصري الوعي، من ناقصي الإيمان، من السذج، من الذين لا يتمتعون بالحصانة الثقافية والمعرفية الصحيحة التي تحميهم من التأثر، معناه أننا ننظر إلى هذا الدين برؤيةٍ قاصرة ستجعل منه مجرد طقوس وأخلاقيات عامة محدودة، بعيداً عن النظرة إليه كمشروع يبني الحياة، يبني الأمة لتتجه هذه الأمة لبناء الحياة، ننظر حتى إلى الإسلام على أنه مجرد مشروع بسيط، يعني: ليس
اقراء المزيد