بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين. في الأيام الماضية تكلمنا كثيراً على ضوء آيات من كتاب الله الكريم، كتاب الله المبارك، ببركة القرآن، بتوفيق الله سبحانه وتعالى سمعنا كلاماً كثيراً حوله، وحول ما ينبغي أن يكون الناس عليه في عقيدتهم، في سلوكهم، في مواقفهم، في اهتمامهم بأمر الدين، في اهتمامهم بأنفسهم لإصلاحها، وأعتقد أنه لا ينبغي للإنسان الذي خلقه الله وأكمل خلقه، الإنسان الذي قال الله فيه: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} (التين:4) لا ينبغي أن نكون أقل وعياً من الجن، الجن الذين نحن إذا ما غضب أحد منا على ابنه، أو على أي شخص دعا بالجن. الله قال عن الجن: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ} (الأحقاف:29- 31) كان موقف الجن موقفاً جميلاً، موقفاً متكاملاً من بدايته إلى نهايته على مستوى عالٍ من الأداء، جعل ذلك الموقف جديراً بأن يسطره الله في القرآن الكريم، وأن يجعله عبرة للإنس. حكى عنهم منذ أن وصلوا
اقراء المزيد