الدرس الرابع
- نقاط للمراجعة والتركيز.
- لو كنا نفهم القرآن الكريم، وكل من يحمل القرآن الكريم يعرف الله من خلاله لما وجدنا أي شيء أبداً أمامنا كبيرا
· النظرة الصحيحة إلى أولياء الشيطان.
· المقارنة بين مراعاة جانب الله وبين مراعاة جانب الآخرين.
- قارن بين مراعاة جانب الله وجانب الآخرين أمام الاحتمالات والمخاطر التي قد تحصل عليك.
-
- [القرآن الكريم هو أهم مصدر لمعرفة الله] تحدث عن ذلك من خلال ما فهمت.
-
- مع الدرس نسأل الله الهداية.
إذا لم نتعرف على الله من خلال القرآن فإن أي وسائل أخرى للمعرفة لا تصل بنا إلى هذه الدرجة التي سيوصلنا إليها القرآن الكريم، وبالتالي يمكن أن تسبِّح وأن تصلي لله، وأنت تقول (الله أكبر) وأنت تراه في واقعك أنه أعجز عن أن يعمل شيئاً أمام أولئك، هوَ لا يستطيع أن ينصر من ينصره وإن قال أنه قوي عزيز،
لو كنا نفهم القرآن الكريم، وكل من يحمل القرآن الكريم يعرف الله من خلاله لما وجدنا أي شيء أبداً أمامنا كبيراً - مهما بدا كبيراً - لأن الله في القرآن يقول لنا بأنه هو يدبر الأمر، وهو ملك السماوات والأرض، هو الذي ترجع إليه الأمور، بأنه هو الذي يستطيع أن يهيئ، هو الذي يفتح المجالات, ويهيأ الفرص، هو الذي يعمل الأشياء الكثيرة التي قد لا تتهيأ إطلاقاً، هو الذي يقوم بالدفاع عن أوليائه حتى يستطيعوا أن يصلوا درجة معينة، أشياء كثيرة لا نستطيع أن نستوعبها. أهم شيء في الموضوع هو أن تكون ثقة الناس بالله قوية.
إذاً فعندما تنطلق وأنت طالب علم، أو أنطلق أنا وأنا معلم أريد أن أعلِّم الناس ما أوجب الله عليهم حتى يعرف كل واحد ما له وما عليه، وأنت لا تتعرض لنقاط كهذه فأنت ستنسف كل ما له وكل ما عليه، ولن يصل إلى معرفة ما له وما عليه، إلا جزئيات تصبح لا تنفعه في الدنيا، ولا حتى تنفعه في الآخرة.
لاحظوا كيف أولئك الذين كانوا يعيشون مع رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) كانوا في قضية واحدة، قضية أدب مع الرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} (الحجرات: من الآية2) تحبط أعمالكم، ما هي أعمالهم؟ صلاة بعد رسول الله، أليست الصلاة بعد رسول الله أفضل من أي صلاة بعد أي شخص آخر؟ وحضور مع رسول الله وجهاد معه في الميادين، كل هذه الأشياء التي تبدو عظيمة قد ينسفها موقف تبدو معه قليلَ أدب ٍ مع النبي (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) {أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} فكيف إذا ما كنت قليل أدب مع الله سبحانه وتعالى، تقدمه عاجزاً عن أن يحقق ما وعد به أولياءه، وهذا ما نحن عليه؛ ولهذا أصبحنا في وضعية سيئة جداً جداً، لا يستطيع الإنسان أن يتصورها، كلنا علماءنا وزعماءنا حكومات وجيوش وأفراد كلهم في الحضيض، في أحط مستوى، تحت من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله.
كلمة من (بوش) رئيس أمريكا ترعبهم جميعاً، لا يستطيعون حتى أن يعلقوا عليها كما يعلق عليها الأوربيون فيقولون (كلمة جيدة ومتوازنة إنما تحتاج إلى شيء من الإيضاح) كما قال عرفات ومبارك وأشباههم، بينما هناك في أوروبا ينقدها الفرنسيون ينقدها الآخرون، هكذا أصبحوا إلى درجة كلمة من (بوش) تهزهم أكثر مما يهزهم وعيد القرآن الكريم، يبحثون عن حل من هناك ولا يلتفتوا إلى أن القرآن ولا يرون أنه يمكن أن يكون لديه حلاً، يمكن أن يكون لديه حلاً أبداً.
عندما تهتز ثقة الإنسان بالله نتيجة لمعرفته المغلوطة بالله أو ضعف كثير في معرفته بالله سيصل إلى هذه الحالة بدلاً من أن يكون قوياً على أولياء الشيطان يصبح عبداً لأولياء الشيطان، بدلاً من أن يتشرف بأن يهتدي بهدي الله، وتكون قوته امتداداً لقوة الله يصبح هو من يبحث عن الحلول من عند أولياء الشيطان، ليقدموا لـه حلولاً، وهل يمكن للشيطان أن يقدم حلاً للإنسان المؤمن؟ لا يمكن أبداً، {إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِير} (فاطر: من الآية6) حزبه الذين قد والوه وأطاعوه ودخلوا معه، هل هو يريد أن يجعلهم على أرقى مستوى ويسوقهم إلى أفضل غاية؟ لا. {إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِير} فأصبح أولئك هم الملجأ للناس، للعرب، للمسلمين بدلاً من الالتجاء إلى الله رب العالمين.
أضعنا الله، أضعنا رسوله، أضعنا ولايته فأصبح الموضوع نبحث عن كيف نتولى أولياء الشيطان، و يتسابق الزعماء، يتسابق الأحزاب على من هو الذي يحظى بصداقة أمريكا أو بالقرب من أمريكا، وبوُدِّ أمريكا، هكذا حتى داخل اليمن أصبحت الأحزاب في اليمن - فيما نقرأ - بعضهم يتهم بعض بأن مواقفه هي محاولة لأن يكون أقرب إلى أمريكا، ويتودد إلى أمريكا؛ لأنه ربما تأتي أمريكا فتجعله هو من يصل إلى السلطة، وهكذا.
نحن يجب أن نفهم أنه يجب أن يكون عنواناً داخلاً في أعماق نفوسنا عنواناً أمامنا، أينما سرنا هو أن نتثقف بثقافة القرآن، أن نتعلم القرآن، نتدبره، نثق به، نتفهم آياته، ونتحرك في الناس على أساسه، نتحرك في الناس على أساسه، نقيّم الأحداث كلها من خلاله، نقيّم الآخرين كلهم من خلاله، نقيّم أنفسنا من خلاله، نقيّم أنفسنا على أساس مقاييسه، وهكذا، ما لم فلو تعلمت ستين عاماً ستخرج في الأخير أضعف بكثير من أولياء الشيطان، ترى أولياء الشيطان تخافهم أكثر مما تخاف الله، تغالط الله، ما هذا حاصل ؟.
لاحظوا كيف واقعنا الآن عندما ننطلق في عمل معين، من الناس يقول: ربما يثير الدولة ضدنا، ربما يُحَرِّش أمريكا علينا. ربما قد يُسجن شخص، ربما يحصل كذا ربما .. هذه الاحتمالات نجعلها من الاحتمالات التي نتعامل معها بجدية، احتمالات نتبناها بشكل مواقف في الأخير، فنسكت ونقعد. لكن احتمالات أنه ربما إذا قعدنا، ربما إذا سكتنا أن يغضب الله علينا، ربما أن نكون مستحقين لسخطه وعذابه وعقابه بجهنم، هذه الاحتمالات التي هي إلى الله لا نهتم بها.
والإنسان المسلم في الواقع إذا وقف بين احتمالين، أمامي ربما يحصل عليّ من جانب هؤلاء البشر ضر قد ينتهي بالقتل، وربما إذا وقفت، وسكت، وصبرت يحصل عليّ من جانب الله سخطه وعذابه، فأيهما أخطر على الإنسان؟ ومن الأولى من الاحتمالات بأن أراعي ؟. أن أراعي جانب الله أو أراعي جانب الآخرين ؟. تراعي جانب الله بكل اعتبار باعتبار أنه وليّك، أنه المنعم عليك، أنه كما قال {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} (النحل: من الآية53) أنه إلهك، إنه هو الذي عذابه شديد، لا أحد يستطيع أن ينقذك من عذابه، أما الإنسان فأقصى ما يصل بك إليه هو أن تقتل، عندما تقتل هل يمتلك شيء وراء ذلك؟ لا يمتلك شيء وراء ذلك.
عندما تقتل يجعلك الله تعيش حياً من جديد، وتعيش شهيداً، تعيش حياً ترزق، وتكون من السعداء قبل اليوم الآخر، من السعداء قبل دخول الجنة، لكن إذا لم تراعي الاحتمالات فيما يتعلق بالله فلا تجعل لها أهمية ستخسر فيما يتعلق بجانب الله، فتكون ممن يستحق عذابه، هل أحد يستطيع في الأخير أن ينقذك من يد الله؟. لا أحد يستطيع إطلاقاً أن ينقذك من يد الله، ستموت رغماً عنك.
عندما تَصِل مثلاً إلى عميل رقم واحد، وعميل على مستوى عالي لأمريكا، ثم عندما تمرض فأقصى ما يقدم لك طائرة خاصة تنقلك إلى أرقى مستشفى في أمريكا، يجتمع حولك أرقى الأطباء هناك في الأخير ستموت بين أيديهم، يأخذك الله رغماً عنهم، وتموت بين أيديهم، هل يستطيعون أن يمنعوك من الموت؟ وهو أول خطوة لليوم الآخر ؟. لا يستطيعون أن يحولوا بينك وبين أن تبعث، هل يستطيعون أن يحولوا بينك وبين سوء الحساب ؟. هل يستطيعون أن يحولوا بينك وبين دخول جهنم ؟. لا يستطيعون أبداً،
لكن كل شيء من جانب الناس مهما طال، الاحتمالات قد تصل إلى القتل، قد تصل إلى التمثيل فكله بسرعة ينقذك الله منه، سواء ألا تصل إليها أو أن تصل إليها فعلاً، فأقصى ما يحصل هوأن يقتلوك وبسرعة تتحول إلى شهيد حي.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
هذا ما يجب أن نفهمه في هذا الموضوع.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة (الثقافة القرآنية)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ: 4/8/2002م
اليمن – صعدة.