مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله
المجتمع المكي أمام شرف عظيم جدًّا

أكثرية هذا المجتمع عندما أتى الإسلام وبُعث الرسول ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم›، كان لهذا المجتمع فرصة مهمة جدًّا أن يكون هو النواة الأولى التي يتشكل منها المجتمع الإسلامي، وتبنى من خلالها الرسالة الإسلامية بكلها، وأن يكون القدوة لبقية المجتمعات والحامل الأول لهذا المشروع العظيم، فيشرف بهذا الشرف؛ ولهذا قال الله سبحانه وتعالى عن رسالته، عن كتابه، عن قرآنه: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ}[الزخرف:44]، شرف كبير، مشروع عزة، مشروع كرامة، مشروع ارتقاء. ولكن هذا المجتمع لم يستفد من هذه الفرصة، لم يقبل بهذا الشرف حتى لم يرَ فيه شرفًا، كانت موازينه مختلة، رؤيته عمياء، فهمه للأشياء فهم مغلوط، فكانت عنده حالة الاستكبار، الارتباط بالمستكبرين، المستكبرون أنفسهم كانوا هم في الطليعة صادِّين ومستكبرين ومعارضين ومثبِّطين ومعادين بكل ما تعنيه الكلمة، وكانت لهم دوافعهم الاستكبارية بالطبع، يقولون فيما يقولون: {أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا}[ص:8]، كيف ينزل عليه وليس أثرانا مالًا، ولا أقوانا سلطةً؟! فكيف ينزل عليه الذكر، القرآن، الوحي الإلهي من بيننا؟! لأنهم كانوا يرون قيمة الإنسان، وأحقيته بالاتباع بقدر ما لديه من ثروة، من قوة، من إمكانات، حينها يرون فيه هو الذي يجب أن يُتَّبع، {أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا}، ليس عندهم اعتبارات للقيمة الإنسانية والقيمة الأخلاقية التي تؤهل لحمل هذا المشروع بما يؤهل الله بها رسله وأنبياءه.

المجتمع من حولهم يقول كذلك، وقالوا: {لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ}[الزخرف:31]، كان هناك في مكة، وهناك في الطائف أثرياء، هناك زعامات ثرية، لها سلطة، لها تأثير، لها أتباع، لها قوة، لماذا لم ينزل عليه القرآن؟ هذه النظرة الغبية والجاهلة، هذه النظرة التي كانت تقدم الاقتراحات والاعتراضات في نزول الوحي على رسول الله ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› وعلى حركته بالرسالة، بهذه الاعتبارات وبهذه المقاييس المادية.

{لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا}[الإسراء:90]، نريد منك أشياء مادية حتى نرى وزنك فيها، قيمتك فيها، أحقيتك بالاتباع من خلالها، أحيانًا يقولون: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا   أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ}[الفرقان:7، 8] يعني: لماذا لا يمتلك مثل هذه الأشياء؟ حينها سنتبعه، عندما يصبح معه كنز وثروات، ننجذب إليه بفعل ما معه من ثروة، ما معه من إمكانات.

في حالة من الحالات قالوا له: {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ}[الإسراء:93] لماذا لا يكون لديك قصر من الذهب، فنرى بريق الذهب؛ فننجذب إليك وننجذب إلى رسالتك ونؤمن بك بقدر ما نرى من بريق ذهب قصرك.

أي نظرة هذه؟! هي النظرة السائدة لدى الكثير من الناس، فلا ينجذبون إلاَّ لهذه العوامل، وبهذه المؤثرات، هذا أثَّر عليهم، أثَّر على ذلك المجتمع فوصل إلى درجة قال الله سبحانه وتعالى عنها: {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}[يس:7].

الأكثرية في هذا المجتمع وصلوا إلى درجة الخذلان والعمى الرهيب والامتناع الكلي والانصراف الشامل عن تقبُّل هذا الدين، عن تقبل هذا الحق، عن الإقبال إلى هذه الرسالة الإلهية التي فيها كل الشرف وفيها كل الخير، فلم يروا عظيمًا إلا أبا جهل، وإلا أبا سفيان، وإلا تلك الشخصيات والزعامات التي كان لها سلطة وثروة، كانوا يرون فيهم العظماء، ولا يرون القيمة في غير ذلك.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر