مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله
الإعصار الذي توعد به

مـوقع دائرة الثقافة القرآنية - تقارير – 18 ربيع أول 1447هـ
تقرير |  وديع العبسي
ما الذي تبقى للعدو كي يراهن عليه في حربه العدوانية الفاشلة ضد الشعب الفلسطيني وقد استهلك كل أشكال القتل والدمار، ووصل بهما إلى مستويات خانقة لا يمكن تحملها. في كل مرة يخرج فيها "نتنياهو" بفكرة جديدة للقتل يأتيه الرد مباشرة، ليؤكد له أن ما يتوقعه من نتائج لتنفيذ الفكرة لا يزال في نطاق الأحلام والأوهام والخيالات النفسية التي تحاول تعويض الشعور بالنقص أمام الفلسطيني.

في ذروة نشوة الـ"نتنياهو" وتبجحه باغتيال قيادة حماس في الدوحة وتدميره الأبراج السكنية، يأتيه أخبارا من ميدان غزة بمقتل وجرح العديد من جنوده وخبر أمني كارثي من قلب القدس المحتلة، يُبدد نشوته ويسوِّد وجهه، حيث ينهي شابان فلسطينيان حياة (7) غاصبين صهاينة بينهم حاخام، ويصيب (12)، فما الذي تبقى له كي يراهن عليه لكسر إرادة أحرار فلسطين؟.

تؤكد حركة حماس أن "العمليات رسالة واضحة للعدو بأن مخططاته في احتلال وتدمير مدينة غزة وتدنيس المسجد الأقصى لن تمر دون عقاب”. مسارعةُ الـ"نتنياهو" لزيارة مكان عملية القدس تبين مدى التأثير القوي للعملية لجهة إثارة مخاوفه من أن تتسبب في انفجار في الوسط المحتل، الذي لم يتوقف أصلا عن التظاهر ضد فشله في إدارة وإنهاء الحرب على غزة واستعادة الأسرى.

 تلفت هذه العملية النوعية -ومع ما صار معلوما للجميع عن إجراءات الحماية الأمنية الكثيفة التي تتخذها حكومة العدو الصهيوني، وتفعيل أجهزة المراقبة لتشمل، تحكمه بالأرض: مداخلها ومخارجها، بوجود جيش وأمن، وأجهزة استخبارات، وتفعيل كاميرات المراقبة، وتشديد الخناق بالنقاط الأمنية والجدران الإسمنتية- إلى أن صوت المقاومة يبقى أقوى، فرغم كل تلك الإجراءات، إلا أنها لم تمنع تنفيذ عملية "مغتصبة رامـــوت" في قلب القدس المحتلة بإتقان، و"لَكْم" قادة الكيان بين أعينهم. وأكد المكتب السياسي لانصارالله أن تصاعد وتيرة العمل المقاوم في الضفة والقدس -رغم الإجراءات الأمنية المشددة- يجسد جسارة وصلابة الشعب الفلسطيني، ويثبت أن إرادة التحرر لا تنكسر أمام آلة البطش والعدوان.

في هذا الوقت وفي مكان آخر تنجح مجموعة مقاتلة من المجاهدين في إحراق دبابة تابعة لجيش العدو بمن فيها في محيط جباليا شمال غزة. وذكر موقع “حدشوت بزمان” العبري في التفاصيل أن المقاومين ألقوا عبوةً على طاقم دبابة -عند الفجر- في محيط جباليا. كما أطلقوا النار على الدبابة وقائدها، ما أدّى إلى اشتعال النيران فيها، ومقتل أفراد طاقمها الأربعة وهُم من الكتيبة 52 – اللواء 401. فيما كانت مُسيرة يمنية تضرب مطار "رامون" لليوم الثاني على التوالي، مؤكدة أن فشل اكتشافها وصدّها دليل على القصور الذي يعانيه الكيان في منظومته الدفاعية، خصوصا مع تكرار مثل هذه العملية وفتح التحقيقات لمعرفة الأسباب، وهي التي ثبت أنها ذر للرماد في عيون الغاصبين لا أكثر. القناة 12 علقت بعبارة "هذا هو الانتصار المطلق الذي تحدث عنه المجرم نتنياهو؟!". فيما تؤكد إذاعة "جيش" العدو الصهيوني "أن الصراع لم يعد مقتصراً على قطاع غزة، بل يمتد ليشمل عمليات في القدس، وانفجار عبوات في غزة، وهجمات بالطائرات المسيرة من اليمن".

المقاومة تواصل معركة الاستنزاف ضد الاحتلال

ومع كل عملية بطولية للمقاومة الفلسطينية، تؤكد أنها لا تزال صامدة وفي عنفوانها، رغم الضربات المُوجعة التي تلقتها باغتيال العدو لبعض قادتها، وقال "يوآف زيتون"، المراسل العسكري لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية إنّ “حماس لا تزال تمتلك وتستخدم تقنيات مراقبة عسكرية متنوعة، رغم مرور عامين على اندلاع الحرب، وبعض هذه التقنيات موجود ميدانيًا ضد الجنود". وتنقل صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن مصدر عسكري أن "الجيش الإسرائيلي" يلاحظ تغييراً في أسلوب القتال الذي يتّبعه مقاتلو القسام في قطاع غزة. وقال المصدر إنّ مقاتلي حماس وصلوا إلى القتال بشكل أكثر تنظيماً، وهم أكثر جرأة في خوض المعركة ضد من أسماها بـ"القوات الإسرائيلية". وأواخر تموز/يوليو الماضي أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسّام -في بيان- جاهزيتها لمواصلة معركة استنزاف طويلة ضد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، متوعّدةً إياه بتكتيكات وأساليب جديدة ومتنوعة، من شمال القطاع إلى جنوبه.

ما يبدو هو أن "حكومة" العدو وجيشه الورقي -الذي بدأ مرحلة جديدة من الإبادة في غزة بقصف وتدمير المباني العالية التي تؤوي أعدادا كبيرة من النازحين- لا يريد أن يعي -ويبدو من الصعب عليه أن يعي- بأن حقيقة كونه محتلاً مسألة لن تغادر الوجدان الفلسطيني ومعهم كل أحرار العالم، وبالتالي فإنه من المستحيل قبولهم به والتعايش معه. كما يبدو من التصعيد البطولي للشعب الفلسطيني المقاوم للاحتلال أن الإعصار الذي توعد به "نتنياهو" الفلسطينيين سيرتد عليه. فسياسة تتابع ارتكاب المجازر وفرض الواقع المعيشي القاسي، لغرض إجبار الفلسطينيين على الخضوع، قد ثبت فشلها منذ اللحظة الأولى للاحتلال.

وكما أشارت بعض المنصات العبرية إلى أن على الكيان أن يستعد لحقائق صعبة، إذ صار عليه -شاء أو أبى- أن يقتنع بأن السياج الذي أحاط به نفسه قد انهار وصار عليه أن يتقبل الأمر الواقع، ويواجه حقيقة ضعفه. تؤكد القناة (14) العبرية أن هذا الواقع يكرس صورة الاحتلال ككيان هش يتعرض للاستنزاف من أطراف متعددة، ويجبر ملايين المغتصبين على دخول الملاجئ أسبوعياً.

  • تدخلات ترامب باتت مكشوفه

وفي ذروة التوحش الصهيوني ضد الفلسطينيين يظهر المدعو ترامب -كالعادة- بتصريحات ساذجة، متحدثا عن "إمكانية التوصّل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة قريباً"، ويكشف ترامب -بظهوره- غَرَقه في الوهم بأن ما يقول سيكون له تأثير المخدر على دماء المقاومة، إلا أن مسار العمليات الجهادية بهذا العنفوان أثبت بأن تدخلات ترامب باتت مكشوفة، إذ لا يلبث أن يظهر محذرا حماس بسوء العواقب إذا لم تنصَعْ وتستسلم.

وتصر المقاومة على إثبات أن العدو كيان قابل للهزيمة لولا التدخل الأمريكي كمظلة سياسية وعسكرية، ويؤكد خبراء بأنه، وبالنظر إلى الحصار الذي تعيشه المقاومة مع تدمير معظم القطاع في مقابل استمرار حصول الكيان الصهيوني على الدعم الأمريكي والغربي، فإن عمليات استهداف المجاهدين للمجندين أو الغاصبين تُعَدُّ مكاسبَ ملموسة للمقاومة، وتراجعاً لقدرات الكيان. ويشير الخبراء إلى أن حديث "جيش" العدو عن استمرار احتلال غزة لعام آخر من أجل تنفيذ ما يسميه بـ"عربات جدعون2" هو إقرار صهيوني بعجز ما يسمى بالجيش عن الحسم السريع للمعركة، فضلا عن تحركه بلا يقين لما يمكن أن تحمله يوميات "جدعون2" من مفاجآت على أيدي أبطال المقاومة الفلسطينية.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر