مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله
بالقرآن والرسول(ص) أتم الله النعمة وأكمل الحجة

مـوقع دائرة الثقافة القرآنية - تقارير – 14 ربيع أول 1447هـ
لأن الله يعلم أن المرحلة الختامية للوجود والمعروفة بآخر الزمن، ستكون من أهم المراحل في الواقع البشري وفي واقع الحياة، وخلاصةً جامعةً عن كل المراحل السابقة في تجربة الأمم الماضية المتعاقبة، وتشهد فيها مسيرة الحياة تطورًا كبيرًا، وتمكنًا عجيبًا، وتسخيرًا واسعًا لصالح البشر، ويعظم فيها الاختبار، وتكبر فيها المسؤولية، كان في حكمة الله تعالى وفي رحمته أن يمنَّ على البشرية بأعظم وأسمى وأزكى وأهدى قائدٍ ومعلمٍ على مرِّ التاريخ، يختم به النبوة، ويتم به الرسالة، ويقيم به الحجة، ويتم به النعمة، ذلكم هو رسول الله محمد "صَلَواتُ اللهِ وَسَلَامُه عَلَـيْهِ وَعَلى آلِه" وأرفق معه أعظم وأهدى كتبه، مضمنًا له من المعارف والتعليمات والحقائق والتوجيهات ما يتحقق للبشرية باتباعه الفوز، وتكسب به النجاة، وتهتدي به في مسيرة حياتها، وتسمو وترتقي في سلم الكمال الإنساني، وتصلح واقعها، وتؤدي مسؤولياتها، وتنهض بدورها الحضاري في واقع الحياة، بما يحقق لها الخير والفلاح، وتصوب مسيرتها من الدنيا إلى الآخرة مسيرة سعادةٍ وفوزٍ وفلاح، برعايةٍ وهدايةٍ من الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".

لقد كانت المرحلة الأخيرة من التاريخ البشري سريعة الحركة، عميقة الأثر، تتسارع فيها الأحداث كما تتلاحق الأمواج، وتتشابك التطورات كما تتشابك خيوط الضوء في الفجر. في هذا العصر المليء بالتمكين والاكتشاف والتسخير، كانت النفوس أحوج ما تكون إلى نبيّ يرشدها، ويهديها سواء السبيل، لئلا يتحوّل ما في أيديها من نعمة إلى نقمة، وما بين أيديها من قدرة إلى سببٍ للشقاء.

ورب العالمين، يعلم بحاجة الناس- مع هذا التمكين والتسخير، وفي ظل هذا الواقع الكبير- إلى الرشد والصلاح، وإلى الهداية والبصيرة، وإلَّا تحول ما هم فيه من تمكين، وما أنعم الله به عليهم من قدرات وإمكانات إلى شرٍ وضررٍ وخطرٍ وشقاء، وسنته تعالى في عباده في كل مراحل التاريخ للأمم الماضية أن يقيم عليهم حجته، وأن يهيئ لهم أسباب النجاح والفلاح والرشاد، فما كان ليتركهم في المرحلة الأخيرة، التي قد تكون هي الأكبر في حجم أحداثها ومخاطرها، والأزهى في وسائلها وإمكاناتها، فكان الذخر لهذه الحقبة الأخيرة هو أعظم الأنبياء وخاتمهم رسول الله محمد "صَلَواتُ اللهِ وَسَلَامُه عَلَـيْهِ وَعَلى آلِه" الذي بلغ أعلى مراتب الكمال الإنساني، جسَّد المبادئ الإلهية التي أوحى الله بها إليه، فكان هو القدوة الأعظم في إيمانه بها والتزامه على أساسها، كما قال تعالى بشأنه: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}[الأنعام: 161-163]،

فهو الذي اصطفاه الله ليكون رحمة للعالمين، شاهداً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً. هو الذي قال الله فيه: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف:158]. فكان بحق قائد البشرية الرشيد، ومعلمها الأعظم، الذي أخرجها من ظلمات الجهل إلى نور الهداية، ومن فوضى العصبيات إلى وحدة الإيمان، ومن عبادة الطاغوت إلى عبادة رب العالمين.

هو النبي الذي لم تعرف الأرض له مثيلاً، ولا عرفت البشرية له شبيهًا: قمة في الإيمان، ذروة في الأخلاق، قدوة في العمل، وقيادة في الحكمة. هو الامتداد لرسالات الأنبياء جميعًا، والخاتمة التي بها اكتمل العقد، وتجلّت الحكمة، وارتفعت راية الحق عالية خفّاقة.

بالقرآن والرسول أتم الله النعمة وأكمل الحجة

بالقرآن والرسول أتم الله النعمة وأكمل الحجة فرسول الله "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ" بما منحه الله تعالى من الكمال الإنساني والأخلاقي، وبما حمله من المبادئ والقيم، وبما علمه من الهدى، وبما حظي به من اتصالٍ مباشرٍ عبر الوحي بتعليمات الله قد حاز مرتبة القيادة والقدوة للناس كافة، وللأمم والأجيال منذ عصره إلى القيامة قاطبة، ومنحه الله تعالى وأرفق معه أعظم وأوسع وأهدى مصدرٍ للهداية والمعرفة، ذلكم هو القرآن الكريم، المعجزة الخالدة الذي قال الله "جلَّ شأنه" فيه معبرًا عن سعة معارفه وواسع هدية: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ}[لقمان: من الآية27]، وقال معبرًا عن عظمته وإعجازه: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}[الإسراء: الآية88]، وحفظه الله تعالى للأجيال المتعاقبة.

وبذلك أتم الله النعمة، وأكمل الحجة على عباده، فإلى جانب التسخير المادي، والنعم العظيمة، والتمكين الكبير الذي بلغ فيه المجتمع البشري تقدمًا متصاعدًا ومتسارعًا، وإلى جانب واقع الحياة الذي اتسع كثيرًا، وإلى جانب التحديات والمخاطر الأكبر؛ كان هدى الله- متمثلًا في كتابه ورسوله- أوسع وأعظم، وكفيلًا بتحقيق الرشد اللازم، والهداية الكافية للسير بالإنسان بشكلٍ صحيح، ولإدارة المجتمع الإنساني بشكلٍ سليم، ولبناء الحياة بشكلٍ أفضل، وبما يجنِّب البشر الكثير والكثير من المشاكل والأزمات، وبما يدفع عنهم الكثير من المخاطر.

غير أنّ الأمة، وللأسف، ابتعدت بمرور القرون عن النور المحمدي، وانحرفت عن صراط القرآن، فانزلقت إلى مهاوي الفرقة والضعف، وتناوشتها سلاطين الجور وعلماء السوء، حتى غدت بين طريقين لا ثالث لهما: طريق النفاق، حيث يُراد للإسلام أن يبقى قشورًا خاوية، وشعاراتٍ شكلية، بينما تُسخَّر الأمة لخدمة طغاة العصر من أمريكا و"إسرائيل".

أو طريق الحرية والكرامة والاستقلال، حيث لا خلاص إلا بالعودة الصادقة إلى مدرسة محمد صلوات الله عليه وآله، وبالتمسك بالقرآن العظيم، وبالتحرر من التبعية والهيمنة، مهما كان الثمن.

وهنا يتجلّى وعد الله لعباده المؤمنين: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم:47]. ووعده لعباده الصابرين: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق:7]. وهو وعدٌ تحقّق في حياة الرسول، يوم تكالبت الأحزاب، وبلغت القلوب الحناجر، ثم جاء النصر من عند الله، وتحققت العاقبة للمتقين.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر