مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله
السيد القائد يحذر والعالم يترقب

مـوقع دائرة الثقافة القرآنية  - تقارير - 9 رجب 1447هـ
تقرير | وديع العبسي
في ذروة حالة "الحُمق المزمنة" التي يعاني منها العدو الصهيوني، يتصور أن استباحته للصومال الشقيق يمكن أن تمر؛ كما يتصور -في ذروة السذاجة ومعه مسلوبو الشخصية من أبناء المنطقة- أن مساعي إعادة هندسة المنطقة -بما تعنيه من فرض للسطوة والهيمنة على الشعوب العربية والإسلامية ومقدراتها الاستراتيجية- قابلة لأن تجد لها طريقاً.

الأكيد في سياق المستجدات التي يشهدها القرن الأفريقي اليوم أن كل هذه التحركات إنما هدفها الأصلي ومدخلها الأساسي لفرض الرؤية الجديدة للشرق الأوسط هو إنهاء التهديد اليمني للكيان "الإسرائيلي" من خلال السيطرة التامة عليه، وهو الأمر الذي بدأت إدارة الحركة الصهيونية في واشنطن الاشتغال على وضع التصورات لتنفيذه منذ ما قبل مسرحية "وقف إطلاق النار في غزة"، وبعد أن أظهر اليمن اقتداراً استثنائياً في فرض المعادلة اليمنية العربية للمنطقة؛ وهو ما يفسر المسارعة "الترامبية" حينها لإخراج المسرحية وخداع العالم، ليستمر العدوان الإسرائيلي على القطاع وإن بصورة أخف.

  • البدء من جهة المناطق الشرقية

بدأت بعدها التحركات التي تصوّر مبتدعوها أنها بعيدة عن أنظار الشك وتحليل الخفايا، واليمن دائماً هو المرمى والهدف؛ فشرع الإماراتي بالتحرك جنوب اليمن، فيما حاولت السعودية التواري عن تحمل جزء مما يحدث في هضبة حضرموت النفطية عبر تسويق سردية الرافض لما يحدث، وأن تحرك الإمارات ومليشيات "الانتقالي" يأتي بعيداً عن أي تنسيق وأنه تجاوز للخطوط الحمراء، إلى آخر ذلك. في الأثناء يقع "الإصلاح" ضحية تنفيذ المخطط ويخرج من اللعبة، بعد أن تلاشى تأثيره في حضرموت.

  • شاهد على تورط صهيوني مباشر

لم يغب الكيان الإسرائيلي عن الفوضى في المحافظات الشرقية، فما هو مرسوم يحاول الضغط على صنعاء والمحافظات الحرة، ويظهر ذلك بوضوح مع مسعى الوجود في ما تسمى بـ "أرض الصومال" في الجهة المقابلة.

ولمّا يظهر صحفي عبري كـ "إيدي كوهين" ليؤكد بأنه لن يكون هناك أي انسحاب من سنتيمتر واحد من محافظتي المهرة وحضرموت، فإن ذلك يعطي شاهداً على التورط الصهيوني المباشر في التطورات الجارية في الهضبة الشرقية لليمن؛ وهو الذي يأتي بقصد السيطرة بالقوة على "الأحواض المائية الممتدة من المحيط الهندي وخليج عدن ومضيق باب المندب وصولاً إلى شرق البحر الأبيض المتوسط" حسب الصهيوني كوهين، الذي اعتبر أن التنازل عنه يضر بكيانه المحتل.

هذا الأمر كانت قد أكدت عليه أيضاً صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في سياق الحديث عن عرض "الانتقالي" المضي في السيطرة على المنطقة الشرقية لليمن مقابل الدعم السياسي والأمني من قِبل "إسرائيل"، على طريق تطبيع العلاقة معه. وأشارت الصحيفة إلى أن قبول هذا العرض سيعزز من سيطرة الكيان على أهم الممرات الملاحية في المنطقة، وهذا الأمر كان المكتب السياسي لأنصار الله قد حذر منه بوضوح، مبيناً أن مسلك "الانتقالي" يفتح الطريق أمام وجود صهيوني مباشر في واحدة من أخطر مناطق الأمن القومي اليمني والعربي. وجاء ذلك على لسان القيادي محمد الفرح، الذي أكد أن "الانتقالي  لا يمثل مشروعاً وطنياً، بل هو أداة إماراتية تُستخدم لتمزيق اليمن وتحويل جنوبه إلى منطقة نفوذ تخدم مشاريع خارجية.

  • العدو حين يتمدد بالمجان

التحرك "الإسرائيلي" في جزء من دولة الصومال العربية الأفريقية يأتي على ذات المسار الذي يستهدف اليمن كهدف قريب والمنطقة كهدف بعيد. وقد توّج العدو تحركه باعتراف بما تسمى "أرض الصومال"، ومع أن رد الفعل العربي جاء خجولاً من عدد بسيط من الدول التي يعنيها أمن البحر الأحمر بشكل مباشر، فإن جرأة الكيان -وهو غير الشرعي أصلاً- بالاعتراف بما تسمى "أرض الصومال" غير المعترف بها، لا تتطلب إطلاق بيانات الإدانة والاستنكار وحسب، خصوصاً وأن للكيان تحركاً عسكرياً في المكان ينذر بتفجير الوضع وتهديد الأمن الإقليمي.

إن هذا الأمر بخطورته يستدعي تحركاً عملياً يلجم حالة "السُعار" لدى العدو الإسرائيلي ويمنع تمدده بهذا الشكل المجاني. وفضلاً عن نوايا العدو في خلق الفوضى، فإن ما تسعى إليه الحركة الصهيونية هو فتح الباب أمام اعترافات أخرى بـ"الكيان الانفصالي الصومالي" والذي يُعد "اعتداءً على سيادة دولة عربية وإفريقية" حسب ما جاء عن أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الذي أكد أن "أرض الصومال" هي جزء لا يتجزأ من جمهورية الصومال الفيدرالية.

كلام السيد القائد كان واضحاً ومصداقاً لرفض اليمن الثابت لمعادلة الاستباحة الصهيونية في المنطقة، فقد جاء بيان السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي صريحاً وواضحاً، وفي مستوى التهديد الصهيوني وما يتطلبه من تحرك عملي؛ فأمن شعوب المنطقة غير قابل للمساومة، ومحاولة العدو "الزحف الناعم" لمحاصرة الشعوب والسيطرة عليها مسألة مكشوفة ولها ترتيباتها المناسبة.

والأكيد أن استهداف التواجد الصهيوني في جزء من دولة الصومال سيكون أسهل بكثير، ومع ذلك فإن المحاولة الحمقاء بالنأي بالكيان عن تلقي الضربات، أو محاولة نقل المعركة بعيداً عن الأراضي المحتلة، إنما هو "تذاكٍ متخلف"؛ فما كان موجعاً خلال العامين الماضيين سيكون موجعاً أكثر مع حماقات العدو الجديدة، ولن يكون بعيداً عن أراضي الكيان المحتل، كما لن يكون مسموحاً لهذه الكائنات المنفلتة أن تهدد الأمن العالمي بنزواتها من أجل أهداف غير مشروعة.

كلام السيد القائد كان واضحاً، وقد تلقفته وسائل الإعلام الدولية باهتمام كبير جداً، عن قناعة بأن خروج السيد بالبيان هو إيذان حقيقي بتحول جديد في مسار الصراع مع الغزاة والمحتلين. وما لم تُلجم الصهيونية العالمية كائنها المزروع في المنطقة "إسرائيل"، فإنها ستُدخل الأمن العالمي في أنفاق مظلمة.

  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر