مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله
اليمن يحتشد مليونياً.. عهدٌ متجدد للشهداء وفلسطين

مـوقع دائرة الثقافة القرآنية - تقارير – 26 ربيع الآخر 1447هـ
لشعبٍ جعل الإيمان نهجًا، والجهاد منهجًا، والتضحية لغةً يتحدث بها؛ لشعبٍ ظلّ مع غزة عامين كاملين لأنّ القلب حيثُ الحقّ، ها هو اليوم يختتم مداره بخروجٍ مليونيّ امتدّ عبر أكثر من (1600) ساحة وميدان. منذ صباح الجمعة والأرض تتزلزل بخطى المؤمنين، والساحات تمتلئ بالمحبين والصادقين مع فلسطين، ورفعت الأكفّ شكراً لله أن وفّق هذا الشعب ليكون حيث ينبغي "في صفّ الحقّ، مع غزة، في صفّ الله".

تدفّقت الحشود من كلّ صوبٍ، فيضاً من وعيٍ وإيمان وولاءٍ أولَه لله ثمّ لقضيةٍ شكّلها الإيمان بالعدل والكرامة. وعندما تلاقت الملايين تحت شعار: «عامان من العطاء.. وفاءً لدماء الشهداء»، بدا كأنّ جبال اليمن نفسها قد نزحت لتسير هيئة بشرية تبارك غزة وتُجدد العهد مع الله ومع المظلومين.

احتشد الشعب اليمني في أكثر من (1600) ساحة وميداناً، فتصدّرت العاصمة صنعاء بميدان السبعين المشهدَ، وتجاورها محافظاتٌ ونواحي احتشدت بأعدادٍ كبيرة: إب، الحديدة، عمران، المحويت، تعز، ريمة، ذمار، الجوف، صعدة، البيضاء، مأرب، الضالع، لحج، وغيرها. كان المشهد بحرًا من العطاء، ولسانًا من نورٍ يصدح بالصدق.

 

  • عامان من النفير والجهاد

منذ اندلاع العدوان على غزة، كان اليمنيّ أول المستجيبين، لم ينتظر المنّ والسلوى من أي جهةٍ كانت؛ بل خرج بشموخٍ يؤكد أنَّه شعبُ إيمانٍ قويّ بالله، مجاهدٌ على الدرب. عامان من الساحات التي لم تعرف السكون، ومن الهتاف الذي لم يخفت، ومن الرايات التي لم تُنزل حتى في أشدّ الليالي قصفًا. عامان من الخروج في البرد والمطر والحرّ، في رمضان والأعياد، دون كللٍ أو ملل. عامان من التضحيات التي لم تطلب جزاءً، واليوم يقف هذا الشعب على أبواب نصرٍ مهيبٍ حقق في غزة، فالحمد لله الذي جعله بذلك شريكًا في شرفٍ أعلاه الدمّ والثبات.

وتحوّلت شوارع العاصمة صنعاء إلى أنهارٍ بشريةٍ متدفقة، آلافٌ يهتفون لفلسطين، والملايين يلوّحون بالأعلام اليمنية والفلسطينية في وحدةٍ صادقة. وفي ميدان السبعين تجسّد الوعي الشعبي المتجذّر، فاليمن، رغم الحصار والعدوان، حاضر في ميادين العزّ والكرامة، ثابتٌ في مساره الإيماني والجهادي.

وجددت الحشود التأكيد على تعزيز الجهوزية ومواصلة الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، والمضي على درب الشهداء في مسار الجهاد والتضحية في سبيل الله.. مؤكدة أن العهد للشهداء لا يُنسى، وأن دماءهم تحيي القضية الفلسطينية في وجدان الأمة.

كما أكدت أن دماء الشهداء ستظل منارة تضيء دروب أحرار الأمة وتمثل دافعاً لمواصلة الصمود والثبات في مواجهة قوى الاستكبار والهيمنة.. لافتة إلى أن الشعب اليمني عمد مواقفه المشرفة بدماء الشهداء العظماء.

ورددت الجماهير الحاشدة شعارات (عامان بتوفيق الله.. سرنا وفق كتاب الله)، (عامان ويمن الإيمان.. طوفان جنب الطوفان)، (تضحية الشهداء وقود.. لطريق الفتح الموعود)، (بذل يمني أنصاري.. توجه بدم الغماري)، (هاشم فاز ورب الكعبة.. ببياض الوجه لقى ربه)، (السنوار شهيد الأقصى.. مدرسة عطاء لا يحصى)، (في ذكرى السنوار سلام.. لكتائب عز القسام).

وهتفت الحشود (الغماري والسنوار.. قادة طوفان الأحرار)، (موقفنا اليمني متكامل.. علماء جيش وقبائل)، (سنظل نتابع ونراقب.. إن نكثوا قمنا بالواجب)، (سنواصل بالله وحوله.. ونعد لأكثر من جولة)، (يا غزة معكم ما زلنا.. سنظل وإن عادوا عدنا)، (يا غزة يا فلسطين.. معكم كل اليمنيين).

 

  • موقفٌ يتجاوز الجغرافيا

ما فعله اليمن ليس نصرةً لغزة فحسب، بل استنهاضٌ لمفهوم الأمة الواحدة. في وقت هرولت فيه أنظمةٌ إلى التطبيع، وقف اليمن ثابتًا كجبلٍ لا تهزه العواصف. قال اليمني: نحن وغزة ترابٌ ومصيرٌ واحد. وإنْ كانت قذائف العدوّ تُسقط النار على غزة، فإنّ اليمن يردّ باليقينِ وبالوقوفِ جنبًا إلى جنب، إعلامًا وشعبًا وجيشًا، مجسدًا أروع صور التكافل حين لم تجعل المأساة سببًا للانطواء بل دافعًا للنهوض.

إلى الأمة العربية والإسلامية: ها هو اليمن، برغم جراحه، يعلم دروس العزّة؛ بلدٌ محاصرٌ فقيرٌ بالموارد لكنه غنيٌّ بالكرامة. إلى أمريكا و"إسرائيل": ها قد خاب مسعاكم؛ واجهتم أمةً لا تُقهر لأنها لا تخشى الموت بل ترى فيه طريقًا إلى الحياة. كل قذيفةٍ سقطت في صنعاء لم تُطفئ نورها، وكل شهيدٍ أنجب ألفًا من المؤمنين الموقنين أنّ النصر وعد الله للمستضعفين.

الموقف اليمني لم يأتِ من فراغ؛ هو امتدادٌ لتاريخٍ طويلٍ من الانتماء. اليمن أعاد للأمة بريقها وأعاد للقيم معناها، مذكّرًا أنّ من يتخلّى عن فلسطين يتخلّى عن نفسه. اليوم خرج اليمنيون ليؤكدوا أنهم أبناء الذين نصروا رسولَ الله يوم خُذِل، وأبناء الذين احتضنوا الإسلام حين طُرد، فلا غرابة أن يحتضنوا اليوم غزة حين هجرتها العواصم.

هكذا كانت ساحة صنعاء والمحافظات: بحراً من الوفاء، غيْماً من التكبير، وشعباً أضاء الأرض بخطاه. خرجوا كضوءٍ من قلب الليل، ليؤكدوا أنّ اليمن شعب المواقف، وشعب العزّة والإيمان. إنه تتويج عامين من النفير، من الصدق والجهاد والمرابطة والصبر. سلامٌ على صنعاء وهي ترتّل بحناجر الملايين: «يا غزة يا فلسطين.. معكم كل اليمنيين».

سيُكتب في سجلّ التاريخ أنّ شعب الإيمان خرج ليلبّي نداء الله؛ في زمنٍ خرسَت فيه العواصم ونَسِمَت الممالك، بقيت صنعاء تصرخ باسم القدس وتبايع الله على الصبر حتى آخر طلقة، وعلى النصر حتى آخر نفس.

  • بيان المسيرات

وأوضح بيان صادر عن المسيرة المليونية ألقاه عضو المكتب السياسي لأنصار الله - عضو اللجنة الوطنية العليا لنصرة الأقصى ضيف الله الشامي، أنه وتتوجياً للخروج الذي وفقنا الله له وكان بفضله سبحانه وتعالى، الخروج الذي لا مثيل له في الدنيا بكلها، وتعظيماً ووفاء للشهداء الذين هم وقود مسيرتنا وشواهد صدق توجهنا واستجابة لله وحباً له ورغبة فيما عنده، وخوفاً من عذابه، وثباتاً على كتابه ونهجه، وتحت راية من اصطفاهم من عباده، نزف كشعب يمني - اختار الجهاد في سبيل الله طريقاً له - بكل افتخار واعتزاز إلى الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم قائداً جهادياً عظيماً، وفارساً من فرسان الإسلام، القائد الجهادي الكبير الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري رئيس هيئة الأركان العامة.

وأشار إلى أن الشهيد الغماري كان له دور عظيم هو ورفاقه في مختلف تشكيلات قواتنا المسلحة المجاهدة في إلحاق هزيمة مذلة بأمريكا في البحار ومعها بريطانيا، وكذلك بكيان العدو الصهيوني المجرم على مدى عامين، وبرهنوا للعالم كله بأن وعد الله بالنصر لعباده المؤمنين حق وصدق ولو كان أمام أحدث ترسانات الحرب العالمية، وحاملات الطائرات والقاذفات الأمريكية الاستراتيجية، وأثبتوا أن هزيمة العدو ممكنة بالتوكل على الله والاعتماد عليه وأن التضحيات وقود الانتصارات ولا تؤدي إلى توقف مسيرة الحق بل تزيدها اتقاداً واشتعالاً في وجه الطاغوت.

وتابع البيان "نستذكر في هذا المقام كوكبة من القادة الشهداء العظماء في هذه المعركة ونخص القائد الكبير الشهيد يحيى السنوار ونحن في ذكرى استشهاده، ونترحم عليه وعلى غيره من القادة الشهداء في فلسطين ولبنان وإيران، وفي بلادنا من قيادات رسمية في الدولة مدنية وعسكرية من جميع التشكيلات البرية والبحرية والطيران المسير والصاروخية والدفاع الجوي والتعبئة العامة والإعلام ومن المواطنين وغيرهم على مدى عامين من الإسناد، قدموا أعظم دروس الثبات والتسابق إلى التضحية، ورفضوا الخنوع أو الاستسلام أو التراجع، ونعاهدهم جميعاً بأن نمضي على ذات الطريق دون تردد أو تراجع حتى يتحقق وعد الله الذي لا يخلف الميعاد".

وأكد ثبات الشعب اليمني "على مواقفه المبدئية الإيمانية والأخلاقية والإنسانية مع غزة وتجاه قضيتنا الأولى فلسطين والأقصى المبارك، وأن هذا هو عهدنا لله وللشهداء ولن نتراجع عنه وسنبقى نراقب بكل اهتمام التطورات في غزة، ونحن جاهزون للعودة في حال عاد العدو أو غدر أو نكث، فإننا سنعود أكثر عزماً واستعداداً على كل الأصعدة والمستويات بإذن الله وتوفيقه وعونه".

ودعا الجميع في مختلف المجالات رسمياً وشعبياً إلى التحرك بكل عزم وجد في استخلاص الدروس والعبر والتجارب من هذه الجولة من الصراع مع العدو، والاستعداد فوراً لأي جولة قادمة، وألا نسمح للعدو أن يكون أكثر جدية واهتماماً واستعداداً للظلم والإجرام من جديتنا واهتمامنا واستعدادنا لإقامة القسط والعدل ودفع الظلم والبغي.

وأضاف البيان " ونعوذ بالله أن يكون شعب الإيمان والحكمة كذلك أبداً؛ لأن ذلك ليس من الإيمان ولا من الحكمة في شيء، بل سنكون كما أمرنا الله سبحانه وتعالى في قوله سبحانه: (وَاعِدُوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رَبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ) صدق الله العظيم".

ودعا شعوب الأمة بدعوة الله إلى ما فيه فلاحهم وصلاح دنياهم وآخرتهم وذلك بالعودة الصادقة والعملية إلى القرآن الكريم باعتباره نور الله وهديه لعباده، أنزله لهم منهجاً للعمل به في مختلف مجالات حياتهم، وإلا فما ينتظرهم على أيدي أشد الناس عداوة لهم أكثر سوءاً، ولا حل ولا مخرج إلا في كتاب الله القرآن الكريم.

  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر