يقول السيد حسين رضوان الله عليه: الناس الآن مثلاً في هذه البلدان في الأرياف، في معظم أرياف اليمن يعيشون على (القات) وبشكل كبير، لو نسألهم: ما هو البديل الذي أنتم تتصوَّرون بأنه يمكن أن يكون بديلاً فيما لو أصبحت هذه الشجرة لا قيمة لإنتاجها؟ مثلاً تقفل السعودية فلا يُستقبَل (القات) فيبقى متراكماً، فتضطرون إلى قلع هذه الأشجار عندما تصبح لا قيمة لمحصولها، ما هو البديل في أذهانكم؟ هل هناك بديل؟
نحن نقول في بعض الأحيان: إن الناس يحاولون أن يفكِّروا في بديل إذا أمكن، يجرِّبوا في هذه المناطق إذا كان بالإمكان زراعة بعض أنواع الأشجار الأخرى التي يمكن أن تكون بديلة عن (القات) ربما مع تغيُّر الظروف والمناخ من عام إلى عام قد يتحوّل المناخ في هذه المناطق إلى مناخ بارد جداً قد لا يصلح (للقات) ربما السعودية يتغير وضعها الاقتصادي فتصبح هذه الشجرة لا قيمة لها؛ لأن المعلوم هو أن ما جعل (للقات) قيمة كبيرة هو أنه يُصَدَّر إلى السعودية، أليس كذلك؟
(التخازين) في البلاد قليل، أليس معظم الناس يُخزّنون مجاناً؟ يحاولون أن يفكّروا أن يبحثوا عن أنواع أخرى. وليس مِن منطلق أنهم فيما إذا ضرب الله هذه الشجرة، نحن لسنا بحاجة إليها، سنفكّر في نوع آخر وعندنا بديل آخر. لا.
أعتقد بأنها من جهة - والله أعلم - هذه الشجرة قد تكون نعمة كبيرة للناس في هذه الظروف فقط، في هذه الظروف الخاصة، في حالة قلة الأمطار، في حالة عدم تمكن الناس من زراعة أشياء كثيرة، حيث لا دعم من جانب الدولة للمزارعين.
هذه الشجرة التي تعيش في مختلف أنواع التربة، وتتحمل العطش بنسبة كبيرة، وتأتي في السنة بأكثر من محصول، تعتبر نعمة كبيرة على الناس، والناس يفهمون هذه: أنها نعمة كبيرة، حتى كثير يقول: لولا نعمة الله علينا بهذه الشجرة لكانت وضعية الناس سيئة.
التعداد السكاني متزايد كل سنة، أصبحت الأسر ما بين عشرين شخصًا إلى خمسة عشر شخصًا، ما بين ثلاثين إلى عشرة إلى اثني عشر. فيأتي الرزق بواسطة هذه الشجرة. إذاً اشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة، حتى وإن كان في الواقع أن وضعيتنا تفرض علينا أن نهتم بزراعة الأشياء التي هي ضرورية بالنسبة لنا كالحبوب، والبقوليات الأخرى، ولكن هذا يحتاج إلى دعم من الدولة، وأيضاً يحتاج إلى دعم إلهي.
ثم إذا كنا مصرِّين على أن نزرع (القات) جيلاً بعد جيل، هذا أيضاً من الإصرار على أننا لسنا مستعدِّين أن نقف موقفاً يرضي الله سبحانه وتعالى في مجال نصر دينه، وإعلاء كلمته، وأن نقف في وجه المفسدين في الأرض: اليهود والنصارى وأوليائهم. إذا كنت مصرًّا على زراعة (القات) باستمرار وأن تورثها للأجيال من بعدك فإنك مصرٌّ على قعودك عن نصر دين الله؛ لأن الله عندما يقول لنا:?يَاأَيُّهَاالَّذِين َآَمَنُواكُونواأَنصَارَاللَّهِ?[الصف:14] يأمرنا بأمر يوجب علينا أن نهيئ وضعيتنا بالشكل الذي نستطيع أن نكون فيه ممن يحقق نصر الله، ومنه الجانب الاقتصادي، تأمين غذائنا.
فليحاول الناس - وقد كثرت الأُسر - أن يحرثوا أيَّ أماكن لا تزال غير مزروعة، يحرثوها وليس كل مكان يجهزونه للزراعة يغرسونه (قات) يحاول الناس أن يزرعوا الحبوب، ولو بنسبة بسيطة، ونرجع قليلاً قليلاً إلى وضعنا الطبيعي في رجوعنا إلى الله - سبحانه وتعالى - من خلال رجوعنا إلى الله قليلاً قليلاً حتى نعود بالشكل الذي يريد الله - سبحانه وتعالى - أن نكون عليه. [الدرس الخامس معرفة الله]
من كتيب (بلدة طيبة ورب غفور) للاستاذ يحي قاسم ابوعواضه