المحطة الأخيرة وقد تمت عملية الحساب، والفصل، والحكم الإلهي، والفرز، وبدأت ترتيبات النقل، جيء بجهنم، وأزلفت الجنة للمتقين، قربت أيضاً، وستبدأ عملية النقل، المحطة الأخيرة محطة ملفتة ومهمة وفيها درس عجيب.
في طريق الضلال والعصيان لله -سبحانه وتعالى- وفي طريق الباطل، وفي طريق المعاصي، رمز الشر هو الشيطان، ومنتهى العصاة، والضالين، والمبطلين، والظالمين، والفاسقين، والمفرطين، المقصرين، وأصحاب الكبائر… منتهاهم هو الشيطان، هو رمزهم الكبير بالنسبة لهم، وهو العدو، عدو هذا الإنسان الذي سعى في هذه الحياة لإضلال الإنسان، فاستجاب له أكثر الناس، ولم يكونوا مرغمين، استجابوا له في مقابل معصية الله -سبحانه وتعالى- معصية ربنا العظيم الكريم، الذي خلقنا وأنعم علينا بكل النعم، الملك العظيم القدوس، في مقابل الطاعة للشيطان الذي هو عدوٌ، وهو رمزٌ للشر والإجرام والفسق، فسق عن أمر ربه، آنذاك يجتمع الكل حوله لينقلوا معه إلى جهنم؛ لأنهم حزبه، ويتوجه إليهم بكلمات كل ما فيها الشماتة بهم، والسخرية بهم، وفيها أيضاً الاعتراف بذنبه وبذنوبهم، وأنه لا يمكن أن يقدم لهم أي خدمة، ولا أن ينفعهم بأي شيءٍ أبداً.
الذين في هذه الدنيا حسبوا حساب الله، وخافوا من الله، ووثقوا بوعد الله، واستجابوا لله، كانوا فائزين؛ أما أولئك فماذا قال لهم؟ {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ}، (وَعْدَ الْحَقِّ)، وأنجز وعده، {وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ}، كل الوعود الشيطانية التي كان الإنسان يمني بها نفسه لن يتحقق منها شيء، {وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي}، ما ينفع أن يحملوه المسؤولية، يقولون: [المشكلة هي في الشيطان، والذي ورطنا هو الشيطان، وهو الذي يتحمل المسؤولية، فليحاسب هو ويعاقب بما فعلناه…]. لا يفيد ذلك؛ لأنه إنما كان يدعو ويوسوس، قد وصلت إليك هداية الله، بيناته الواضحة الصريحة، فلم تقبلها وقبلت وسوسةً من الشيطان، ووعوداً شيطانية كلها أماني، {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِيوَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ} لا أفعل لكم شيئاً، لا أغيثكم، لا أنفعكم بشيء،{وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} كلٌ لن ينفع الآخر ولن يفيده بشيء، {إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ}[إبراهيم: من الآية22]، يعني: عندما كانوا يؤثرون طاعته فوق طاعة الله -سبحانه وتعالى- كان هذا شركاً في الطاعة، فلم ينفعهم بشيءٍ يوم القيامة.
كم هي الحسرة والخيبة- والعياذ بالله- أن يرى الإنسان نفسه في ذلك الاجتماع، في ذلك الحشد، وهو يسمع مثل هذا الكلام من الشيطان، ويرى نفسه خائباً خاسراً، لا أحد ينفعه بشيء، بعد ذلك تبدأ عمليات النقل.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية الرابعة1441 هـ
حسم مسألة الحساب.. وتقرير المصير.