مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

شعبنا العزيز كان يعاني من الاستهداف في هويته الإيمانية من خلال مسارين، يعمل عليهم الأعداء:

مسار التمييع، الذي يفقد الشعب اليمني، وكل شعوب الأمة، انتمائه الإيماني، وثباته على الأخلاق والقيم الإيمانية، وهذا الاستهداف هو لكل أبناء الأمة كما قلنا، ومن ضمن ذلك شعبنا العزيز، هو مستهدف في الأخلاق والقيم، استهداف رهيب جداً، استهداف للتمييع، للإفساد اللاأخلاقي، وهذا شيءٌ واضحٌ فيما يتعلق بالتوجه الأمريكي والإسرائيلي، بات واضحاً بشكلٍ غير مسبوق، وصلوا إلى درجةٍ رهيبةٍ وشنيعةٍ من انعدام الحياء، ومن الوقاحة، ومن الفضيحة، عندما أصبح التبني لجريمة الشذوذ من جهتهم شيئاً معلناً وواضحاً، له سياسات، وبرامج، وأنشطة، وترتبط به إجراءات كثيرة، النشر للفساد بكل أشكاله: النشر المخدرات، النشر لكل ما يساعد على انتشار الفساد: سياسات، وسائل، أساليب، كلها تخدم وتروِّج للفساد، تخدمه وتروِّج له. فالاستهداف هو قضية حقيقية، ليست مجرد دعاية على الأعداء، مسألة واضحة من جانب الأعداء، وهم يعملون عليها.

فثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كان من ضمن أهدافها: الحفاظ على الهوية الإيمانية للشعب العزيز؛ لأنَّها موروثه الذي يعتز به، هي شرف، وفخر، واعتزاز لشعبنا العزيز، الحديث النبوي الشريف: ((الْإِيْمَانُ يَمَانٍ، وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ)) هو وسام شرفٍ عظيم حظي به شعبنا، وهو مسؤولية تتوارثها الأجيال في الحفاظ على هذا الانتماء، والثبات عليه، في مبادئه، وقيمه، وأخلاقه، وما يتبع ذلك على مستوى الالتزام العملي.

والحفاظ على هذه الهوية هو حالة ظاهرة جداً في ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، كما هو حالة قائمة في واقع شعبنا، من خلال محافظته الإيمانية، والتزام الإيماني، وتمسُّكه بمبادئ الدين وأخلاقه وقيمه، كذلك هو حالة واضحة على مستوى الأنشطة التثقيفية، والتعليمية، والتوجيهية... ومختلف الأنشطة، وعلى مستوى السياسات، وعلى مستوى المسئوليات، وعلى مستوى المواقف والتوجهات، وهذا شيءٌ يتميز به شعبنا بوضوح، ويظهر لكل المتابعين لما يجري في بلدنا، أنه يتم فيه ترسيخ هذا الانتماء الإيماني، والحفاظ عليه، والتصدي لحالة الاستهداف المعادي، من قبل أعداء الإسلام للهوية الإيمانية لشعبنا العزيز.

ومن المعالم الواضحة للحفاظ على الهوية الإيمانية لشعبنا العزيز، هو: ترسيخ التمسُّك بالقرآن الكريم، وفرض الالتزام به، وهي حالة قائمة لدى شعبنا العزيز، شعبنا يتمسك بمسألة الالتزام بالقرآن، والاتِّباع للقرآن، والاهتداء بالقرآن الكريم، وأن يكون مرجعيةً تحكم كل شيء في هذا البلد، تحكم القوانين، الأنظمة، التوجهات، المواقف، تحكم الواقع الرسمي والشعبي، هذا من أهم المعالم الإيمانية: الرجوع إلى القرآن الكريم، والالتزام بحاكميته على ما عداه، هذه مسألة من أهم ما في الإيمان، ومن أهم معالم الإيمان وتجلياته: التمحور حول القرآن الكريم، والتمسك بحاكميته في كل الأمور، وبمرجعيته في كل الأمور.

وكذلك التمحور حول رسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، ترسيخ الاتِّباع والتعظيم لرسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه"، وترسيخ الاقتداء والتأسي برسول الله محمد "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، وهذه مسألة بارزة جداً في واقع شعبنا العزيز؛ لأن مسألة التمحور حول القرآن والرسول "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ" هي معالم كبرى وأساسية في الانتماء الإيماني، وهذه مسألة واضحة جداً، هناك نشاط واضح وكبير جداً في البلد، يتعلق بهذه المسألة: الشد إلى رسول الله، ترسيخ التعظيم لرسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه"، ترسيخ مفهوم الاتِّباع، والاقتداء، والتأسي، والتمسك برسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه"، تعظيم له، تعظيم لدوره في حمل الرسالة الإلهية، وهذه مسألة واضحة، وهي في ازدياد مستمر، حجم الأنشطة التثقيفية، التعليمية، التوجيهية المرتبطة بهذا العنوان واسعٌ وكبيرٌ جداً وواضح.

في هذا السياق نفسه يأتي الاهتمام المتميز في كل عام بذكر المولد النبوي الشريف، ويكون ذلك موسماً مستمراً على مدى أسابيع، يعني: جزءاً كبيراً من شهر صفر، وجزءاً كبيراً من شهر ربيع، وقد يمتد إلى نهاية ربيع الاهتمام بهذا الموضوع، فيما يتعلق بالأنشطة التثقيفية، والتوجيهية، والتعليمية، والإعلامية، وفيما يتعلق أيضا بالاهتمام بجوانب متعددة ذات صلة بهذا الموضوع، من ضمن ذلك: الفعاليات المتعددة والمتنوعة، بما فيها الفعالية الكبرى، التي أقامها شعبنا العزيز في الثاني عشر من شهر ربيع، ويقيمها في كل عام بهذا التوقيت: الثاني عشر من شهر ربيع.

في هذا العام كان الحضور الشعبي الواسع جداً بما لا مثيل له في كل العالم، كما هو أيضاً في العام الماضي، ولكنَّه في هذا العام حتى على مستوى بلدنا كان الحضور أكثر من أي عامٍ مضى، كانت الحشود العظمى التي توافدت إلى الساحات، لإقامة ذكرى مولد رسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه"، حشوداً كبيرةً جداً، مليونيةً بكل ما تعنيه الكلمة، ولا نعلم عن أي مناسبة اجتمع فيها أي شعب في أي بلد، بمثل هذا الحضور الكبير جداً، لإحياء ذكرى المولد النبوي كما في بلدنا، بالرغم من كل محاولات الأعداء لصد شعبنا العزيز عن إحياء هذه المناسبة المباركة والمقدسة؛ إلَّا أن شعبنا العزيز بوعيه وانتمائه الإيماني، وفي سياق ترسيخه لهويته الإيمانية، وحفاظه عليها، وثباته عليها، أحيا هذه المناسبة بشكلٍ عظيمٍ جداً، تجلَّى فيه كم هي محبته، وكم هو إعزازه وتعظيمه لرسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه"، وإيمانه بالنعمة الإلهية الكبرى لرسول الله محمد "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه"، والرسالة الإلهية. هذا أيضاً مما تجلى فيه الانتماء الإيماني، والتمسك بالهوية الإيمانية.

من المعالم الكبرى أيضاً في الهوية الإيمانية لشعبنا العزيز، هو: إحياؤه للجهاد في سبيل الله تعالى، وهذا من أهم المميزات للهوية الإيمانية، بل إن الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" أكَّد في آياتٍ كثيرة في القرآن الكريم أن مما يثبت مصداقية الانتماء الإيماني هو الجهاد في سبيل الله، وشعبنا العزيز رفع آية الجهاد في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، واتَّجه هذا التوجه برغبةٍ كبيرة، وتوجُّهٍ واسعٍ جداً في أوساط شعبنا العزيز، وتبيَّن ذلك بشكلٍ واضح في كل السنوات الماضية، في موقف شعبنا الواضح، والصريح، والقوي، والثابت، لنصرة الشعب الفلسطيني، وتمسكه بهذا الموقف بالرغم من كل الأحداث، والتحديات، والمخاطر، والمؤامرات من جانب الأعداء.

البعض من الشعوب والبلدان يكفيها أي مشكلة، أو قضية، لتصرفها عن الاهتمام بهذا الموضوع، لكن شعبنا العزيز بالرغم من كل ما حصل عليه، من مؤامرات، من جرائم رهيبة جداً من قبل تحالف العدوان، من حصارٍ شديد؛ إلَّا أن تمسكه بهذه القضية المهمة المحورية لنصرة الشعب الفلسطيني بقي موقفه ثابتاً، لم يتزحزح عنه أبداً ولا قيد أنملة، خلال كل السنوات الماضية كان حاضراً في الساحات، وكان صوته عالياً، وموقفه واضحاً، وعندما أتت هذه المرحلة، وحدث ما حدث من العدوان الإسرائيلي الهمجي الإجرامي ضد الشعب الفلسطيني، العدوان على قطاع غزة، وجريمة الإبادة الجماعية، انطلق شعبنا العزيز، انطلق بلدنا رسمياً وشعبياً في إطار موقفٍ واضح للجهاد في سبيل الله تعالى، ونصرة الشعب الفلسطيني في كل المجالات: الموقف السياسي، الموقف الإعلامي، الموقف العسكري، التبرعات، الأنشطة الشعبية الواسعة، الحضور المليوني في الساحات بشكلٍ مستمر، لا يكاد يتوقف اسبوعياً، إلَّا في الحالات النادرة، في إطار مناسبات ترتبط أيضاً بالموقف المناصر للشعب الفلسطيني والمؤيد لمجاهديه.

هذا الموقف المتميز هو في إطار الجهاد في سبيل الله وبمنطلقٍ إيماني، شعبنا العزيز لم يترك هذا الموقف، ولم يتخل عنه لأي سببٍ آخر، لا خشيةً من أمريكا، ومن بريطانيا، ومن الدول الغربية، ومن الذين يتحالفون معها من الدول والأنظمة الإقليمية، ولم يؤثِّر عليه أيضاً الضغوط الاقتصادية وحتى الإنسانية، حتى على مستوى ما يأتي من الشيء القليل تحت العنوان الإنساني لشعبنا العزيز، الذي هو متضررٌ جداً، ومنكوب بالعدوان على مدى عشر سنوات، ولا لأي اعتبار آخر، الأعداء أعلنوا حربهم المعلنة والعدوانية ضد شعبنا العزيز، إسناداً منهم للعدو الإسرائيلي، هددوا وأرعدوا وأبرقوا، فعلوا كل ما بوسعهم، ولا يزالون يتآمرون لما هو أكثر مما قد فعلوه، ولكن شعبنا لم يتراجع أبداً، لماذا؟ لأنَّ انطلاقته في موقفه هي انطلاقةٌ إيمانية، من منطلق انتمائه الإيماني، وشعوره بالمسؤولية الدينية، وحرصه على الاستجابة لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وأثر هذا الانتماء الإيماني في روحيته، وفي أخلاقه، وفي قيمه، فلم يكن حاله كحال الذين استساغوا أن يتفرجوا على الشعب الفلسطيني؛ بينما يمارس العدو الإسرائيلي جريمة الإبادة الجماعية ضده يومياً، لم يستسغ شعبنا أن يكون في موقف المتفرج.

هذا الموقف الواضح لشعبنا العزيز، في حمل راية الجهاد في سبيل الله تعالى، هو أيضاً من معالم حفاظه على هويته الإيمانية، وتمسُّكه بها، وهو من النتائج المهمة جداً لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]   

كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة 21 من سبتمبر

السبت 18 ربيع الأول 1446هـ 21 سبتمبر 2024م

 

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر