{وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} بعد حق الله -سبحانه وتعالى- يأتي الإحسان إلى الوالدين {وَبِالْوَالِدَيْنِ}، الوالدين: الأب والأم، والقرآن الكريم في كثيرٍ من توجيهاته، وفي كثيرٍ من سوره وآياته يركِّز على هذا الحق، ويؤكد على هذا التوجيه المهم: الإحسان إلى الوالدين، ينظِّم القرآن الكريم في أوامر الله وتوجيهاته العلاقة في واقعنا البشري ما بيننا كبشر، وأول مستوى في تنظيم هذه العلاقة يبدأ من علاقة الإنسان بالوالدين: بأبيه وأمه، والله -سبحانه وتعالى- يضبط هذه العلاقة بكلها- بكل تفاصيلها- من خلال هذا العنوان: الإحسان، الإحسان هو العنوان الذي يضبط علاقتك بوالديك في كل تفاصيلها: في المعاملة، في السلوك تجاههما… كل الممارسات في العلاقة معهما يجب أن يضبطها هذا العنوان: الإحسان، أن تكون قائمةً على الإحسان، والإحسان يبدأ من المشاعر، أن تحمل تجاههما المشاعر الطيبة، المشاعر الإيجابية، العرفان بحقهما عليك، بعظيم حقهما عليك، بجميلهما إليك، وهما من تعبا عليك، وهما من قاما بتربيتك، وهما من أنت منهما، أنت فرعٌ منهما، أنت جزءٌ منهما، خلقك الله منهما، تبدأ بحمل هذه المشاعر الإيجابية التي فيها عرفانٌ بهذا الحق، واحساسٌ بما تربطك بهما من علاقة، وأنك جزءٌ منهما، واعترافٌ بما سلف من حنانهما إليك، من حبهما لك، من شفقتهما عليك، من ألمهما عليكم، العاطفة التي امتلكتها الأم والعاطفة التي امتلكها الأب تجاه ابنهما أو تجاه ابنتهما هي عاطفة كبيرة، لا يتخيلها الإنسان إلا عندما يصير هو أباً، أو تصير البنت أماً؛ حينها يدرك كم كان الأب وكم كانت الأم تحمل من عاطفة جيَّاشة، من حنان، من شفقة، من رأفة، كم عانت الأم بدءاً من مرحلة الحمل، بل عندما تعلق من مرحلة الوحام إلى أن يصير الأبن أو البنت كبيراً، كم عانت على المستوى النفسي، وعلى مستوى الجهد والمشقة التي احتاج الطفل إليها واحتاج الابن أو البنت إليها في ظل رعايتهما.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الثامنة
التوحيد عنوان الرسالات الإلهية
والإحسان بالوالدين عبادة وقيمة إنسانية
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الثامنة
مايو 15, 2019م.