مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

على كُلٍ تجلت حقيقة من اتجهوا اتجاه العمالة والخيانة على نحوٍ واضح، على مستوى أنظمة، على مستوى جماعات، كما هو حال التكفيريين: التكفيريين في اليمن، التكفيريين في سوريا، التكفيريين في العراق… التكفيريين في مختلف البلدان التي تحركوا فيها، ظهر بوضوح كيف أنهم يتحركون في خدمة الأجندة الأمريكية والإسرائيلية، كيف أنهم يسعون إلى إثارة الفتنة بين أبناء الأمة تحت عناوين مذهبية، وفي نفس الوقت يحاولون أن يجعلوا من أنفسهم مترساً متقدماً، وخندقاً يقف بوجه كل من يتحرك وفق رؤيةٍ صحيحة في التصدي للخطر الأمريكي والإسرائيلي.

 

وظهر جلياً- في واقع الحال- كيف فاعلية وجدوائية التحرك الصحيح، أنه اليوم هو في الموقف الصحيح، وهو الذي بمعزل عن الهيمنة الأمريكية، بمعزل عن السيطرة الأمريكية، في داخل هذه الأمة الذين هم في موقف الحرية والاستقلال والكرامة والعزة، لا تسيطر عليهم أمريكا، وهم خارجون عن الهيمنة والسيطرة الأمريكية والإسرائيلية، هم الذين اتجهوا الاتجاه الصحيح والاتجاه الحر، هم الذين جعلوا من أولوياتهم الرئيسية التصدي لهذا الخطر، وأن يتوجهوا الاتجاه الصحيح.

 

ولهذا لاحظنا على مستوى واقعنا في اليمن، في إطار هذه المسيرة القرآنية، والتي تحركت من منطلقات عامة، وليس من منطلقات مؤطرة بالإطار الجغرافي أو الإطار السياسي، نحن نؤمن بأننا من أمة، هذه الأمة الإسلامية بكلها أمة واحدة، لديها مسؤولية واحدة، وهي معنيةٌ جميعاً بأن تكون في الموقف الصحيح والاتجاه الصحيح، والأعداء يشكلون خطراً عليها بكلها، عندما نلحظ اليوم من الذي يشكل عدواً واضحاً لإسرائيل، وتقلق منه إسرائيل، ويعلن العدو الإسرائيلي عداءه له، ويعترف به عدواً له، واضح مَن مِن أبناء الأمة، ومن يرى فيه العدو الإسرائيلي أنه يمثِّل أداةً للاستغلال، أنه لا يشكِّل أي عائقٍ أمامه، واضح من من أبناء الأمة، حالة الفرز، وحالة الغربلة، وحالة التمييز بين الخبيث والطيب واضحة في هذه المرحلة وفي هذا التاريخ، فهذه المسيرة القرآنية عندما وصل هذا العمل، عندما وصل هذا النشاط، عندما وصل هذا التوجه القرآني إلى صنعاء وإلى المحافظات اليمنية الأخرى، ألم ينكمش كل النفوذ الأمريكي من البلد، ألم يهرب السفير الأمريكي- آنذاك- ومن معه من المارينز من صنعاء، ألم يتوقف نهائياً وينقطع نهائياً تأثيرهم السياسي على مستوى كل الذين اتجهوا هذا التوجه الحر، أي تأثير لأمريكا عليهم؟

 

بينما كيف واقع الآخرين أمام السيطرة الأمريكية والإسرائيلية؟ يتحركون في كل المجالات بما يخدم الأمريكي، بما يخدم الإسرائيلي بوضوح بوضوح، وهم واضحون في أنهم مجرد أدوات لأمريكا، أرادت أمريكا أن تستغلهم لكي تدفع عن نفسها الكلفة الهائلة التي كانت ستدفعها في المواجهة المباشرة، وهذا ما حصل عندنا في اليمن، أمريكا هربت، وأمريكا لم تجرؤ على أن تدخل بنفسها المعركة مع شعبنا اليمني بنفسها، وتعتمد على نفسها، وتحضر بنفسها، وأتت إلينا بأدواتها، ثم تحركت في هذا الإطار من خلفهم؛ لتشرف عليهم، ولتديرهم، ولتوفر السلاح، ولتوفر الحماية السياسية في مجلس الأمن، وفي الأمم المتحدة… وفي غيرها، ولتديرهم، اختارت أن تكون في موقع الإدارة، وأيضاً في الموقع الذي تستلم فيه، بدلاً من أن تقدم وتتحمل التكاليف على مستوى الخسائر البشرية والخسائر المادية، أرادت أن يكون من يقدم هذه التكاليف، ومن يتحمل هذه الخسائر هو تلك الأدوات وأولئك العملاء، أن يكون من يقدم المال هو السعودي، هو الإماراتي، هو من يقف معهم، وأن يكون من يتحمل الخسائر البشرية في القتل والجرح والأسر هو غيرهم، فيبقى الجندي الأمريكي والضابط الأمريكي هناك بعيداً، ودوره أن يأتي- في نهاية المطاف- حيث تتوفر أي مساحة أُمنت من جانب من يشكلون عائقاً أمامهم، يأتي- في نهاية المطاف- ليجعل له قاعدةً في عدن، قاعدةً في حضرموت، قاعدةً في شبوة، ويحرص على أن يتواجد في المناطق التي بات فيها مطمئناً أن أولئك العملاء والخونة هم في الصفوف الأمامية، من يقاتلون ويوفرون له الحماية، من يُقتلون دونه، ومن يبذلون المال؛ حتى لا يخسر ولا دولاراً واحداً، بل بدلاً عن ذلك يقدمون له الكثير والكثير من الأموال، فإذا قدَّم السلاح، فيقدمه بثمنٍ باهظ، بثمنٍ كبير، بأرباح كبيرة، وإذا قدَّم الموقف السياسي يكون له ثمنٌ من جانبهم، وإذا قدَّم أي موقف، أي مساهمة عملية، فتكون مقابل ثمن كبير وباهظ.

 

يتجلى مدى سوء العمالة والخيانة، وهذا الغباء الرهيب الذي يجعل البعض من أبناء الأمة في هذه الحالة السلبية والسيئة، وهي تجسد حالة الخسارة بكل ما تعنيه الكلمة، فهم في الوقت الذي يقدمون فيه خدمةً لأمريكا، ينفذون فيه أجندةً لأمريكا، يتحركون في الاتجاه الذي تريده أمريكا منهم، يتحركون في نفس الاتجاه الذي يحقق مصلحةً لإسرائيل، هم أيضاً من يقدمون المال لأمريكا وإسرائيل إذا ما ساهمت أي مساهمةٍ معهم، حتى على مستوى الإدارة، على مستوى أي دور، حتى على الدور الذي قد يصفونه بدور استشاري بثمن، كله بثمن، كله بثمن، فالعميل هنا في هذه المعركة والخادم في هذه المعركة يقدم أيضاً الثمن، ولا يكسب هو لنفسه؛ إنما هو يقدم، يبذل، وهذه حالة رهيبة جدًّا، حالة خاطئة جدًّا.

 

وبحمد الله وبنعمته أن نكون بعيدين عن مثل هذه الحالة، ولو كنا في الموقف الحق، في الموقف الصحيح، الذي تتحقق لنا فيه الحرية والاستقلال والكرامة والعزة، والذي نحافظ فيه على مبادئنا، على قيمنا، على أخلاقنا، والذي نحافظ فيه أيضاً على كرامتنا، نكون فيه في موقع أن نضحي، أن نقدم الكثير والكثير على كل المستويات، أن نعاني أحياناً، ليست هذه مشكلة، معاناة في سبيل الله “سبحانه وتعالى”، وفي محلها الصحيح، لها نتيجة صحيحة وإيجابية، لها ثمرة طيبة، حتى في أثرها النفسي لها أثر إيجابي كبير، أنت تُحِس فيها بالعزة والكرامة والحرية، أنت تتذوق فيها معنى الحرية بكل ما تعنيه الكلمة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من خطاب السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر