مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

درس اليوم السادس عشر -الدرس الاول- يوم السبت/ 16 رمضان - البرنامج الرمضاني- برنامج رجال الله.

 

(ملزمة ذكرى استشهاد الامام على عليه السلام)

عناصر الدرس:

  1. استشهاد الامام علي بما يمثله من مكانة عظيمة في الإسلام نتيجة لانحراف سابق ولابد من استقراء الاحداث.

 

مع الدرس نسأل الله الهداية:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وصلى الله وسلم على أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، خليفة رسول رب العالمين، أمير المؤمنين، الإمام علي بن أبي طالب، وعلى أهل بيت رسول الله، ورضي الله عن شيعتهم الأخيار في كل زمان ومكان.

السلام عليكم - أيها الإخوة - ورحمة الله وبركاته

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا جميعاً، أن يتقبل منكم مشاركتكم بهذا الحضور الكبير؛ لنحيي ذكرى حزينة، لنتحدث عن مأساة، مأساة للدين، مأساة للأمة.

إنها فعلاً لذكرى حزينة، وكيف لا نحزن والرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) قد قال في حديثٍ أن ذلك الذي يقتل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام هو أشقى الأمة، جلب الشقاء على هذه الأمة من ذلك الزمان إلى اليوم.

الإمام علي عليه السلام بفضله، بمقامه، بسبقه، بكماله، بعنائه الكبير، وجهاده المستمر المرير في سبيل إعلاء كلمة الله، تحت راية رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم).

كيف لا تكون ذكرى حزينة أن نرى ذلك البطل، ذلك العظيم، ذلك العَلَم يسقط شهيداً؟! هل كان سقوطه ذلك في مواجهة مع أعداء الإسلام فكان السيف الذي قُتِل به من خارج هذه الأمة؟ إنه وللأسف الشديد، والذي يدل على الشقاء الذي وقعت فيه هذه الأمة أن علياً عليه السلام يسقط شهيداً في عاصمة دولته، في باب محرابه، في فِنَاءِ مسجده، وسط هذه الأمة، وبسيفٍ محسوب على هذه الأمة، وبمؤامرات من قبل من أصبح فيما بعد خليفة يحكم هذه الأمة، والكل تحت عنوان: إسلام ومسلمين.

إن هذا يدل على ماذا؟ يدل على انحراف عن الخط السوي، عن الصراط المستقيم؛ لأن من المعلوم أن دعوة رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) أن رسالته، أن تربيته، أن منهجيته كانت بالشكل الذي تخلق ساحة للعظماء، تخلق أمناً للعظماء، تخلق التفافاً تحت رايات العظماء، لا أن يصير الحال إلى أن نرى أولئك العظماء يتساقطون واحداً تِلوَ الآخر داخل هذه الساحة. فعلي يسقط شهيداً، والحسن بعده يسقط شهيداً، والحسين بعده يسقط شهيداً، وزيد بعده يسقط شهيداً وهكذا واحداً تِلوَ الآخر!

ما الذي حصل؟ إن لم يكن في هذا ما يدل على أنه وقع انحراف خطير فلا أدري ما هو الشيء الذي يمكن أن يدل بعد هذا.

الذي يتأمل كتاب الله يجده يأمر الأمة، يأمر المسلمين أن يكونوا مع الصادقين، فلماذا أصبح الصادقون يتساقطون واحداً تلو الآخر؟! ولماذا أصبحت تلك الأمة التي خُوطِبَت بأن تكون مع الصادقين تعتدي على هؤلاء، وفي نفس الوقت التفوا مع الكاذبين؟! يسقط علي شهيداً وتلتف الأمة بعده - رغبة ورهبة - تحت راية معاوية, وفي صف معاوية!

هل كان ذلك وليد تلك اللحظة؟ وليد ذلك الشهر الـذي سقط فيه الإمام علي عليه السلام شهيداً؟ لا. إنه الانحراف الذي بدأ، والذي يرى البعض بل ربما الكثير يرون في تلك البداية وكأنها بداية لا تشكل أيّة خطورة، لكن شاعراً كـ[الهَبَل] مرهف الحِس، عالي الوَعي، راسخ الإيمان، يمتلك قدرة على استقراء الأحداث، وتسلسل تبعاتها، يقول في كلمة صريحة في بيت صريح:

وكل مُصابٍ نَالَ آل محمدٍ فليس سوى يوم السَّقِيفَة جَالبُه

عندما نرى الإمام علياً عليه السلام يسقط شهيداً لا يكفي أن نحزن، لا يكفي أن نبكي، لا يكفي أن نتألم، بل لا بد أن نأخذ العبرة، أن نتساءل: لماذا؟ لماذا نرى الصادقين يسقطون شهداء داخل هذه الأمة؟! ولماذا رأينا فيما بعد وعلى امتداد التاريخ الكاذبين الظالمين الطغاة، المحرفين للدين، المنتهكين لحرمات الله هم من يحكمون هذه الأمة؟! وباسم رسالة هذه الأمة [الإسلام] وباسم نبي هذه الأمة [أمير المؤمنين، خليفة رسول رب العالمين] وعناوين من هذه؟!

سنظل نحزن نحن وغيرنا، ونظل نبكي نحن وغيرنا ما لم تكن نظرتنا إلى الأحداث على هذا النحو، وسنظل نشاهد الأحداث المريرة، ونتألم لحادث بعينه، للفترة التي هو فيها، دون أن نأخذ العبر، دون أن نأخذ الدروس، إن هذا يعتبر خللاً كبيراً.

لا يمكن للأمة أن تعرف كيف ترسم طريقها، لا يمكن للأمة أن تعرف كيف تسلك المنهج الذي تمثل في سلوكه الالتفاف مع الصادقين، الانضواء تحت رايات أعلام الدين، لا بد من استقراء الأحداث، لا بد من معرفة الأسباب، لابد من معرفة الخلفيات.

وهذه قضية ليست جديدة، نحن عندما نربط سقوط الإمام علي عليه السلام بحادثة السقيفة على الرغم من قربها فليست قضية مستبعدة، فنحن نسمع اليوم من يقولون عن اليهود: إن الذي جعل اليهود على هذا النحو: يتعاملون مع الأمة بهذه القسوة هو تأثر بثقافتهم، تلك الثقافة التي عمرها قرون طويلة قد لا تقل عن ثلاثة آلاف سنة.

عندما تسمع محللين من هذا النوع يقولون لك: إن تلك الثقافة قبل قرون من الزمن هي التي جعلت اليهود على هذا النحو في نظرتهم للبشرية، في تعاملهم مع الأمم، في انزوائهم على أنفسهم بأرواح شريرة، بقسوة بالغة، بنظرة ملؤها الحقد والكراهية للبشرية، وبالذات للمسلمين إنما ذلك نتيجة انحراف حدث قبل قرون.

لأن ما هم عليه الآن ليس امتداداً لشريعة موسى في أصلها، في جوهرها، في حقيقتها، ولا تطبيقاً لشريعة عيسى بالنسبة للمسيحيين في أصلها، وجوهرها، وحقيقتها، وما تدعو إليه، لا يمكن لدين من أديان الله سبحانه وتعالى أن يكون أثره في أمة من الأمم على هذا النحو الذي نرى عليه اليهود اليوم، على هذا النحو الذي نرى عليه النصارى اليوم.

إذاً فالكل متفقون، بل لقد سمعنا بعض المحللين من قساوسة المسيحيين يقول: إنما جعل المسيحيين على هذا النحو هو تأثر بثقافة يهودية اخترقت صفوف المسيحيين. فقال: [لدينا مسيحيون يهود، وأنتم عندكم مسلمون يهود، لكنكم لا تجرءون على أن تقولوا هذا، فكما لدينا مسيحيون يهود أنتم لديكم أيضاً مسلمون يهود]؛ لأن اليهود اشتغلوا عملوا في الخطين: داخل المسيحيين من قبل، وداخل هذه الأمة وما زالوا يعملون على هذا النحو إلى اليوم.

بهذه الطريقة، وبهذا الأسلوب نحن نجيب على تساؤل، أو نطرح تساؤل: لماذا استشهد علي؟ لماذا قُتل علي عليه السلام وعلى هذا النحو: في المسجد، في شهر رمضان، في ليلة القَدْر، بسيف محسوب على المسلمين، رجل محسوب على هذه الأمة، وبمؤامرة شخص حكم هذه الأمة فيما بعد ؟!

إنه الانحراف السابق، الانحراف الذي أدى إلى ماذا؟ على الرغم من تأكيدات الرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) لأولئك الذين كانوا على يقين من صدقه، كانوا على يقين من نبوته، كانوا على يقين من حرصه على المؤمنين، كانوا على يقين من حرصه على هداية هذه الأمة، وألا ترتد هذه الأمة، وألا يسيطر الضلال على هذه الأمة.

فلقد قال لهم (صلي الله عليه وعلى آله وسلم): ((علي مع القرآن، والقرآن مع علي))، وقال لهم أيضاً وقال للناس جميعاً من بعدهم: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يَرِدَا عليّ الحوض)) والإمام علي عليه السلام هو رأس أهل البيت، هو رأس العترة الطاهرة، هكذا قال لهم (صلي الله عليه وعلى آله وسلم).

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

(ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ: 19 رمضان 1423هـ

الموافق: 23/11/2002م

اليمن – صعدة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر