مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (المائدة: 10) ولاحظ في نفس الوقت أنه يقدم للمسلمين أنه يجب أن يكون عندهم التزامات بمبادئ معينة في صراعهم، تبدأ من داخل أنفسهم، أن لا يكون عندهم تصور بأن هذا قد يتيح للعدو فرصاً، وأنه قد يؤدي إلى ضياع فرص، وأشياء من هذه، أبداً لا تحصل هذه، الله هو رقيب على الجميع، لا تتصور بأنه شيء أمرك الله به يعتبر إضاعة فرصة لك، والأفضل أن تكون هكذا [متلون متقلب] تغدر وتمكر وتخون؛ من أجل تتمكن من عدوك، في الأخير لا تنجح، فعلاً لا تنجح بالطريقة هذه، ولو رأيت أنك نجحت في مرة أو مرتين، فعندما تلتزم فعلا بالمبدئية التي قدمها القرآن الكريم، حتى لو عندك يمكن أنه ربما قد يكون هذا بالشكل الذي يتيح فرصة للآخر، أبدًا لا يحصل هذا {وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} (الأنفال: 62) ألم يقل هكذا في آية أخرى؟، {وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ} (الأنفال من الآية: 71).


هذا لن يحصل، الشيء الذي قد يكون في الصراع، وقد مر في الحديث حول الأشهر لحرم أو {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ} (البقرة من الآية:194) هذا أيضاً تعتبره دليلاً على أنه عندما يكون هناك التزامات معينة ـ لكن عندما تكون قائمة على أسس صحيحة ـ وأنت في ميدان المواجهة، فئات لا تقتلها، أصحاب سن معين مثلا لا تقتلهم، أشياء معينة لا تقربها، لا تقل: إذًا ماذا بقي لي! فلا نستطيع أن نضرب العدو نهائيا، وقد يتمكن العدو من أن يعمل كذا، أحسن نضربه بطريقة معينة؛ من أجل لا يتمكن.

إفهم بأن التزامك بمبادئ الدين في ميدان المواجهة لن يضيعك الله أبدًا {وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ}، {وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ} ماذا يعني؟ هو سيكفيك لا تخف، لا تخف إلا من ماذا؟ من أن لا تلتزم بهذه المبادئ في ميدان المواجهة؛ لأنها مبادئ مهمة، مهمة في التأثير في نفسية العدو، قد تكون أخطاء مثلا عندما يكون الطرف الذي يمثل المؤمنين ليس طرفا بمستوى أن يكون جديراً بأن يمثلهم فعلا في موضوع مثلا إما دخول في هدنة، أو ميثاق، أو أي شيء معين، أما هذا فيجلب فعلا شراً، مثلما كان تعمل إسرائيل مع العرب، أليسوا يتقاتلون فترة ثم يدخلون في هدنة؛ لأن مسألة الهدنة، مسألة ميثاق، هذه الأشياء تقيَّم، وتقيم على اعتبارات متعددة، ومن جهة خاصة جديرة بأن تمثل المسلمين فعلاً عندما لم يكونوا جديرين بتمثيل الأمة هذه، أصبحت تلك الهدن كلها لصالح العدو فعلا، هنا يلمح إلى هذه، وكما هو أسلوب القرآن الكريم، قد لا يكرر الشيء دائما، دائما بطريقة موسعة، يشير لك إلى الموضوع.
هو يقول هنا: {وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (المائدة: 10) هنا يقول لك الطرف الآخر الذي قد تفكر أمامه عندما يقول لك: {َلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ} ثم تجلس تفكر في الطرف الآخر، هو قول لك: الطرف الآخر أمامنا، ننظر إليه، نراقبه، هم أصحاب الجحيم، أصحاب الجحيم يعني ماذا؟ هم خاسرين هنا، إذا ذكر لك بأنهم من أصحاب الجحيم فاعرف بأن تدبيره معهم هنا تدبير يقوم على أن لا ينجحوا، على أن يخسروا.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

[الدرس الحادي والعشرون]

ألقاها السيد / حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ 21 رمضان 1424هـ
الموافق 15/ 11/2003م
اليمن ـ صعدة.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر