مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يقدّم السّيد الرّؤية القرآنيّة حول مفهوم الصّراع وشموليّته، الرّؤية القرآنية الشّاملة الّتي تستوعب الصّراع من كلّ جوانبه, وتفهمه بمفهومه الشّامل والواسع, في كلّ الميادين, وفي مختلف المجالات, لأنّ الصّراع اليوم أصبح صراعاً حضاريّاً, وشاملاً, وله وسائله, وأدواته, وأساليبه المتنوّعه, والمتعدّدة, بخلاف ما كانت عليه النّظرة العربيّة التّقليديّة سابقاً, والّتي لا زلنا نراها موجودة الآن لدى الكثير من النّاس, فيقول: (نحن بنظرتنا العربية مثلا العرب قد يكونون فاهمين موضوع الصراع يعني ماذا؟ قتال, قتال, أليس هكذا؟ لكن يجب أن تفهم الطرف الآخر, العدو الذي يتحرك في مواجهتك يتحرك عندما يكون من النوعية هذه فاعرف بأنه يشتغل بوسائل أخرى متعددة، هذه هي حالة ضعف كبيرة فيه معظم الوسائل التي يشتغل بها هي عنده وسائل رئيسية أساسية وهي في نفس الوقت بالشكل الذي يمكن للناس أن يواجهوها أن يتحركوا في مواجهتها لكن عندما تأتي عند الناس يقولون: [ما معنا ولا معنا] العربي دائماً ينظر إلى موضوع السلاح فقط سلاح سواء سيف أو سلاح تفجيرات فقط. يقول لك هناك: هذا العدو نفسه خواف من المسألة هذه، يشتغل معك بطرق ثانية إذا نجحت أنت معه في الطرق الثانية هذه في مواجهته لن يصل إليك بالسلاح إذا استطاع الناس أن يفشلوا أعماله الأساسية فلن يبدي عليهم نهائيا) سورة آل عمران الدرس الرابع عشر.

ويبين السّيد أنّ الصّراع قد تطوّر من صراع عسكري تقليديّ فقط, إلى صراع حضاريّ, وتطوّرت مفاهيمه, وتعدّدت وسائله, وتنوّعت وظائفه بشكل كبير جدّاً, وشامل, وواسع بسعة وظائف ووسائل وأساليب الحياة, وهذا التّطور يتطلّب قيادة جديدة لأمّة فاهمة ومستوعبة لموضوع ومفهوم الصّراع وشموليّته, فيقول: (كانت المواجهة عسكرية قبل خمسين سنة, أما الآن فقد أصبحت المواجهة حضارية, أصبحت المواجهة حضارية, لا بد أن تبرز قيادة تستطيع أن تبني الأمة من جديد) يوم القدس العالمي.

ويؤكّد السّيد على ضرورة أن يكون للأمّة قيادة عالية تفهم الصّراع وشموليّته, وتَطوّر وسائله وأساليبه, قيادة تبني الأمّة بهذا المستوى الكبير الذي تتمكّن فيه من مواجهة أعدائها, وقهرهم, برؤية صحيحة وشاملة قادرة على النّهوض بالأمّة, والارتقاء بها, كما كان الإمام الخميني "رحمة الله عليه" ,فيقول: (الإمام الخميني عندما نهض برؤية صحيحة، وعرف بأن هذه الأمة أصبحت في صراعها مع اليهود في صراع حضاري، صراع حضارات, لم يعد صراعاً عسكرياً أصبح صراع أمة, صراع حضارة، قال: لا بد لهذه الأمة أن تتجه نحو الاكتفاء الذاتي، لتعتمد على نفسها في مجال غذائها فتهتم بالزراعة تهتم بالتصنيع، في كل المجالات، تهتم بالتصنيع العسكري، تهتم بالتصنيع في مختلف الأشياء التي يحتاجها الناس لتكون بمستوى المواجهة، تهتم أن تنشئ جيلاً يعرف كيف ينظر إلى الغرب، يصيح بالعداء لأمريكا، بالعداء لإسرائيل يهتفون) محاضرة يوم القدس العالمي.

ويبيّن السّيد أنّ الصّراع تحوّل, أو تطوّر من صراع عسكريّ إلى صراع حضاريّ شامل على أيدي اليهود والنّصارى, فأصبحت الأمّة بحاجة إلى أن تتطوّر في صراعها مع الأعداء, وأن تنهض من جديد, لتكون بمستوى القدرة على المواجهة مع الأعداء, فيقول: (هم الذين عطلوا البلاد الإسلامية من أن تنتج الخيرات من داخلها، فيحصل أبناؤها على الاكتفاء الذاتي في أغذيتهم, وفي ملابسهم, وفي غيرها. هم الذين أوصلوا المسألة وطوروا القضية من صراع عسكري إلى صراع حضاري يحتاج إلى أن تنهض الأمة من جديد, وتبني نفسها من جديد، حتى تكون بمستوى المواجهة للغرب, والمواجهة لربيبة الغرب إسرائيل) محاضرة يوم القدس العالمي.

وهنا يؤكّد السّيد على مسألة مهمّة جدّاً في جانب بناء الأمّة وتطوّرها, والارتقاء بها, وهي أن تحمل الأمّة قضيّة العداوة لأعدائها, لأنّ هذه حالة لها إيجابيّتها في مجال النّهوض بالأمّة وتطوّرها, عندما تستشعر أنّ لها أعداء, فتعمل على بناء نفسها في مواجهتهم في كلّ المجالات, فيقول: (حالة العداء لليهود عندما قال سبحانه وتعالى عن اليهود: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾[المائدة: من الآية82] يريد منا أن نربي أنفسنا, وأن نربي أولادنا على أن يحملوا عداوة لأعداء الله لليهود والنصارى, أن يحملوا عداوة. العداوة في الإسلام إيجابية ومهمة، العداوة إيجابية ومهمة، إذا كنت تحمل عداء لأمريكا وإسرائيل، إذا كان الزعماء يحملون عداء، والمسلمون يحملون عداء حقيقياً فإنهم سيعدون العدة ليكونوا بمستوى المواجهة، أما إذا لم يكن هناك عداء حقيقياً فإنهم لن يعدوا أي شيء، ولن يكون لديهم أي مانع من أن يتعاملوا مع اليهود والنصارى على أعلى مستوى، حتى إلى درجة الاتفاقيات للدفاع المشترك، الاتفاقيات الاقتصادية وغيرها؛ لأنه ليس هناك أي عداء) محاضرة يوم القدس العالمي.

وعندما تعيش الأمّة هذه الحالة, وتستشعر أنّ لها أعداء فإنّها ستعمل بلا شكّ على إعداد العدّة, وتجهيز القوّة, وستعدّ نفسها للمواجهة الشّاملة مع أعدائها في مختلف المجالات, يقول السيد: (أنت إذا لم تُكِنّ عداء لهذا أو لهذا لا تُعِد نفسك بمستوى المواجهة. فعندما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾[الأنفال: من الآية60] ألم يرسخ في نفوسنا أن أولئك أعداء، يريد منا أن نحمل هذه الكلمة، وأن نرسخ الشعور بالعداء؛ لأن ذلك هو الذي سيحملنا على إعداد القوة، وعندما تتجه الأمة لإعداد القوة ستعد نفسها للمواجهة في مختلف المجالات، في المجالات الاقتصادية, وفي مجال التجارة, في مجال التصنيع في مجال الزراعة, في مختلف المجالات, كما عمل الإمام الخميني في إيران عندما رسخ عداوة أمريكا وإسرائيل، عمل على أن يجعل إيران أمة قادرة على أن تكون بمستوى المواجهة للغرب، بأن تحصل على الاكتفاء الذاتي في المجال الغذائي والعسكري وغيره من المجالات، وفي المجال الثقافي وغيره) محاضرة يوم القدس العالمي.

وفي دروس رمضان سورة المائدة الدرّس الثّاني والعشرون عند قوله تعالى: ﴿يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ﴾[المائدة:54] يوضّح السّيد أنّ مفهوم الجهاد أوسع وأشمل من موضوع القتال الذي قد يعني الجانب العسكري, بينما الجهاد يعبّر عن سعة الصّراع, وميادينه, وخاصّة في هذا الزّمن, فيقول: (لماذا لم يقل: يقاتلون هنا؟ نقول فعلاً: أن الآية تتحدث عن هذا الزمن؛ لأن القرآن هو للناس وللحياة كلها، الجهاد يعبر عن حالة الصراع، وسعة الصراع وميدانه أوسع من كلمة: يقاتلون، أي سيتحرك في كل مجال يستطيع أن يتحرك فيه، ويقتضي العمل بإيجابية أن يكون مؤثراً على العدو فيتحرك فيه، بذل الجهد، سواءً في موضوع ثقافي، اقتصادي، عسكري، سياسي، إعلامي، في كل مجال يستطيع أن يتحرك فيه، حرب نفسية، والحرب النفسية من أبرز مظاهر الصراع في هذا الزمن، الحرب النفسية؛ ولهذا يقول: يجاهدون في سبيل الله، يعني: يبذلون جهداً في كل المجالات) سورة المائدة الدرس الثاني والعشرون.

ويؤكّد السّيد على ضرورة معرفة مفهوم الصّراع وشموليّته من خلال القرآن الكريم, والذي يعتبر من أبرز أنواعه وأشدّه في هذا الزمن موضوع الحرب النفسيّة والمعنويّة الّتي يركزّ عليها الأعداء بشكل كبير جدّاً, فيقول: (هذه من الأشياء الغريبة التي نقول هي أشياء مؤسفة فعلاً بالنسبة للعرب أنه لم نفهم أنواع الصراع من داخل القرآن، والقرآن أعطى فعلاً، نحن قرأنا في قصة معركة أحد كيف التركيز على الجانب النفسي والمعنوي، بمعنى أن الصراع لا يكون أمامك فقط مجرد سيف، هذه واحدة من وسائل الصراع التي يجب أن تكون نصب عينيك، لكن تعرف أن الصراع يتناول مختلف الأشياء النفسية والمعنوية، فالقرآن علمنا من قبل، لكن لا بد من القرآن حتى نعرف كيف الجهاد، ونعرف كيف عادة يحصل الصراع بين البشر، يقول لك: ننتظر حتى يأتي قتال) سورة المائدة الدرس الثاني والعشرون.

ويضيف السّيد أنّ الأعداء يركزون على أساليب متعدّدة ومتنوّعة في الصّراع, إذا سمحنا لهم أن ينجحوا فيها فإنّهم سيتّجهون لقتالنا وضربنا فعلاً, ويدعوا السّيد إلى ضرورة تبنّي المواقف العمليّة والفعّالة في مواجهة الأعداء, واستخدام كافّة الوسائل والأساليب المؤثرة, فيقول: (نقول: إن هؤلاء الأعداء هم يركزون على قضايا نستطيع أن نواجهها إذا مشت سيقاتلون، وسيضربون، إذا لم تمش لهم لن يضربوا، ولن يصلوا إلى الناس، كيف تقول: أنك منتظر، منتظر.. في الأخير متى ما حصل ستقول: أنا لا أملك إلا بندق ماذا سيعمل هذا البندق! الشيء المحتمل أن هذا النوع لن يتوفق، أن الكثير قد لا يتوفقون فعلاً، الإنسان الذي هو يعتبر مجاهداً يجب أن يبذل جهده في سبيل الله، ويعرف ماذا ينبغي أن يعمل، يعرف ماذا ينبغي أن يعمل فعلاً، وأعتقد فعلاً رفع الشعار، والمقاطعة الاقتصادية، تعتبر من الجهاد في سبيل الله، ولها أثرها المهم فعلاً، بل قد يكون هذا الجهاد اشد على الأمريكيين مما لو كنا عصابات نتلقى لهم ونقتلهم فعلاً، أنا أعتقد هذا: أن أثره عليهم أشد من هذا، يؤثر عليهم بشكل كبير من الناحية المعنوية والنفسية بالشكل الذي لا يستطيعون أن يواجهوه بأي مقولة من مقولاتهم، على مدى سنتين لم يستطيعوا أن يقولوا: إرهابيين نهائياً، لم يستطيعوا أن يوقفوه بأي طريقة أبداً، ولا استطاعوا أن يلصقوا به شيئاً يعتبر ذريعة، وفي نفس الوقت يعرفون أنه يضربهم ضربات نفسية ومعنوية رهيبة) دروس رمضان سورة المائدة الدرس الثاني والعشرون.

ويضيف السّيد أنّ العدوّ بالرّغم من امتلاكه لأفتك الأسلحة, إلاّ أنّه يسلك أوّلاً طرق ووسائل أخرى في الصّراع, وأنّ بأيدينا الكثير من وسائل القوّة, ووسائل التّأثير في مواجهة الأعداء, الّتي يجب أن نستخدمها ونفعّلها,فيقول: (هذا هو الجهاد، والإنسان المسلم المؤمن يكون أمام عينه ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾[الأنفال من الآية: 60] قد تكون قوة معنوية هي بيدك تؤثر جداً على العدو يجب أن تستخدمها، حرب نفسية، هو يستخدم حرباً نفسية هو، العدو الذي يمتلك أفتك الأسلحة يرى بأنه ليس مستغنياً بل مضطراً إلى أن يسلك الوسائل الأخرى في الحرب، الحرب الثقافية، الإعلامية، الحرب النفسية، أليس هذا شيئاً واضحاً؟ فكيف أصبحنا لم نعد نفهم حتى الصراع ما هو، أصبحنا لم نعد نفهم الجهاد ما هو!. بالتأكيد المجاهدون ليس عندهم فكرة.. - لأن البعض يحاول يقدم تفسيراً لمعنى الجهاد أن الجهاد بالكلمة هو الجهاد وفقط أو آخر يقول: الجهاد بالسيف هو الجهاد فقط! - لا، الجهاد ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ [لأنفال: من الآية60] هنا قدم كل قوة بما فيها القوة المعنوية ﴿تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾) سورة المائدة الدرس الثاني والعشرون.

ويعتبر السّيد أنّ الجهاد في سبيل الله هو شيء أساسي في إصلاح الأرض وعمارتها, واستقامتها, وقيامها, ونهوضها, وفي إصلاح النّاس, وإصلاح حياتهم, وحسن تدبير أوضاعهم, واستقامتهم, وتمكّنهم من القيام بمسؤولياتهم, والنّهوض بها, ويعتبر السّيد أن الجهاد دعامة الإحسان, وقاعدته الثّابتة, وأنّ المجاهدين هم المحسنون للأمّة, ولهذا سمّاهم الله بالمحسنين, لأنّهم يقدمون بجهادهم واستشهادهم أعظم وأرقة خدمة للأمّة, فيقول: (الجهاد هو أساسي في ماذا؟ في إصلاح الأرض، في إصلاح الأمة, في إصلاح حياة الناس, ولهذا سما الله المجاهدين محسنين وفعلا بأعمالهم يقدمون إحسانا للبشر للآخرين) سورة المائدة الدرس الثاني والعشرون.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر