نستمر في حديثنا عن جانب المسؤولية في موقعها المهم ضمن المعالم الرئيسية والمبادئ الأساسية في دين الله سبحانه وتعالى التي هي بارزة وحاضرة بشكل كبير جدا في القرآن الكريم وفي حركة الرسول صل الله وسلم عليه وعلى آله في مسيرته الرسالية وحركته بالرسالة الإلهية وإقامته للدين الإسلامي وكذلك هذه القيمة أو هذا الجانب المهم جدا من تلك المعالم وأهميته الكبرى المتصلة بواقع الأمة في صلاحه إن أقيمت كما ينبغي أو فساده ودخول سلبيات كبيرة جدا في هذا الواقع إن عطلت هذه المسألة وإن همشت هذه المسؤولية وعندما نتحدث عن المسؤولية نعني بها في جوانبها بكلها المسؤولية في إحقاق الحق وإقامة العدل المسؤولية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المسؤولية في الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى ومواجهة أعداء الله وأعداء الأمة وأعداء البشرية بكل ما يمثلونه من خطورة على الأمة إلى آخره.
هذه المسؤولية كما قلنا حاضرة في النص القرآني وموقعها في الدين الإسلامي موقع أساسي فتجاهلها من البعض لا يجديهم شيئا ولا ينفعهم بشيء أبدا من يحاول أن يتهرب من هذه المسألة بكلها ويحاول أن يشطبها من اهتماماته الدينية والتزاماته الدينية هو يدخل نفسه هو في مشكلة في مشكلة كبيرة جدا عندما نرى الوعيد بالعذاب والعقاب لمن يفعل هكذا لمن يعمل على شطب جانب المسؤولية ويتحول إلى اتجاه آخر يتعامل مع الإسلام من جهة واحدة فقط من جهة تربوية وأخلاقية أو الجهة الروحية في طقوس عبادية فصلها عن جانب المسؤولية والجوانب العملية والالتزامات المهمة.
إن الموقع التي تحتله المسؤولية كما قلنا في مجالاتها المتعددة في إقامة العدل وإحقاق الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى والمصداقية في الولاء وعدم الانحراف في الولاء هذه المسألة موقعها في الدين الإسلامي لدرجة أن الله جعلها معيارا لمصداقية الإنسان في انتمائه الإيماني، في هذا المستوى من الأهمية ولذلك عندما نتجه إلى النصوص القرآنية والآيات المباركة وما يقوله الله فيها ندرك خطورة التفريط في هذا الجانب ومساوئه وما يترتب عليه.
الله سبحانه وتعالى أكد في القرآن الكريم في آيات كثيرة على هذه النقطة على أن النهوض بهذه المسؤولية أو التفريط فيها يعتبر إنما يعتبر شاهدا ومجليا وموضحا وكاشفا لحقيقة مصداقية الإنسان الذي يحدد مصداقيتك مع الله سبحانه وتعالى هو ما أنت عليه في مدى تحملك لهذه المسؤولية والتزامك بها وتفاعلك معها نجد أن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم [مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ] في حالة الانتماء للإيمان المجتمع الإسلامي بمعظمة ينتمي إلى الإيمان والكل يأتي ليقول عن نفسه أنه من المؤمنين وأنه مؤمن بالله واليوم الآخر وما أمر الله بالإيمان به والبعض حتى قد يأتي مدعيا اختصاصه بذلك وأنه مؤمن حقا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
المحاضرة السادسة للسيد عبد الملك بدرالدين الحوثي في ذكرى الهجرة النبوية 1440هـ.