درس الجمعة
تابع...الإسلام وثقافة الإتباع
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
- نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع
- كتاب مجالس الطبري.
- كيف نقرأ كتب أئمة أهل البيت عليهم السلام؟
- هل حارب الشهيد القائد رضوان الله عليه أصول الدين؟
- كيف نتعلم البلاغة؟
- هناك من يقول ليس المطلوب إتباع الأشخاص من أهل البيت، وإنما المطلوب إتباع المنهج مجرداً عن الأشخاص فهل هذا الكلام صحيح؟
- مع الدرس نسأل الله الهداية
س - هل نحن نعمل بالتقليد أم بالاجتهاد وما فائدة الاجتهاد؟ وما نصيحتك لنا فيما ندرسه من علوم الإسلام ومن الكتب خاصة في أصول الدين وغيره؟ ج - أنا أنصح أن واحد يقرأ كتاب اسمه [مجالس الطبري]، فيه هذا الموضوع الذي لست متذكر له أشرحه حول مسألة اجتهاد وتقليد، وكيف قال في المسألة، كتاب مجالس الطبري ربما قد يكون في المركز شيء منه. موضوع أصول الدين نحن لا نحارب أصول الدين، نحن نحارب علم الكلام المتأثر بأساليب المعتزلة، علم الكلام المعتزلي، افهموا هذه، يقول لكم بعضهم أننا نحارب أصول الدين! ألسنا نقول: نقرأ [المجموعة الفاخرة] و[مجموع القاسم] و[البساط] ونحوها من كتب أصول الدين لأئمة أهل البيت القدامى، الذين ليسوا متأثرين بأساليب المعتزلة. أما الكتب التي هي متأثرة بأساليب المعتزلة هي سيئة جداً آثارها، افهموا الذي نقوله: علم الكلام الذي جاءنا من عند المعتزلة، والذي تأثر به بعض من كتبوا من داخل الزيدية في مادة أصول الدين، علم الكلام، علم الكلام هو اسم يطلق على الذي نسميه: أصول دين، علم الكلام الاسم الحقيقي له قالوا لأنه كثير الأخذ والرد فيه، كلام كثير. أصول الفقه الذي نحاربه الذي تحت عنوان: أصول فقه، لكن لا نحارب أصول دين، نحن نحارب علم كلام متأثر بالمعتزلة، المعتزلة والأشاعرة كلهم ضرّوا ضراً كبيراً بالإسلام، وكلهم تركوا آثار سيئة في واقع المسلمين الثقافي. في أصول الدين نقرأ [المجموعة الفاخرة]، وتعطى أولوية لرسائل على رسائل أخرى، ما تقرأ مثلا الرسائل التي هي رد على ابن الحنفية إلا بعد ما تقرأ الرسائل الأخرى قبلها، يعنى أن الموضوع يكون أعمق هنا من موضوع هنا، ابدأ أول شيء بهذا، ثم هذا، ثم هذا، تصل عند هذا الذي فيه أخذ ورد أعمق ويكون قد عندك خلفية. في المعاني والبيان يوجد كتاب جميل كان مقرر في الثانوية [البلاغة الواضحة] مع دليله، كتاب جميل في البلاغة، في المعاني والبيان، وكتاب آخر اسمه: [أساس البلاغة] لأحمد الهاشمي، كاتب مصري، كتاب ممتاز أيضاً في البلاغة. والبلاغة أيضاً لا تحصل بالقواعد، تقرأ قواعد البلاغة وتكون بليغاً أبدا، يكون عندك فقط معرفة بقواعد البلاغة، وقد يكون منطقك ركيكاً، أو كتابتك ركيكة. البلاغة تأتي من خلال القراءة في الكتب البليغة في منطقها، القرآن الكريم في المقدمة، بتدبر وتأمل، ومثل نهج البلاغة، ومثل الكتب التي هي بليغة، لا تقرأ كتباً ليست بليغة، تؤثر على أسلوبك، وعلى منطقك، وعلى قدرتك البيانية، هكذا يقول بعض العلماء من علماء البلاغة السابقين: بأن هذا هو من أفضل ما يمكن أن يحصل الإنسان من خلاله على قدرة بيانية، قدرة تعبيرية، أو قدرة في الكتابة، يكون عنده قدرة بيانية في كتابته أو في كلامه. س - ما معنى قول الله: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} (يونس19). ج - معناه: عقوبة هنا يأتي بمنطق التهديد {وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} الفصل بالعقوبة النهائية لطرف. أيضاً الآية: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ} (البقرة213) يبين أن مهمة الرسل، والكتب السماوية هي: أن تحسم موضوع الإختلاف؛ {لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ} من أجل ماذا؟ لأجل أن يحسم موضوع الإختلاف فلا يختلفون، يقولون في تفسيرها: أن معناها: كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث الله النبيين، أي: كانوا على دين واحد، على طريقة واحدة من بعد آدم فترة معينة من الزمن، لا يختلفون، حتى بدأ الإختلاف يدب فيما بينهم، فجاءت الكتب السماوية، وجاء الرسل من أجل أن يحسم موضوع الإختلاف. س - هناك من يقول ليس المطلوب إتباع الأشخاص من أهل البيت، وإنما المطلوب إتباع المنهج مجرداً عن الأشخاص فهل هذا الكلام صحيح؟ ج - هذه القضية هي ناشئة من فهم أن كل إنسان ينطلق هو، ما هو بحاجة أحد. لكن لو كانت المسألة، هل صحيح أن الإنسان إذا انطلق هو سيصيب الحق في كل قضية؟ كان ممكن، لو افترضنا أن المسألة هي هكذا، لكن كلهم مجمعين - الذين يقولون الكلام هذا - كلهم مجمعون على أنه يحصل خطأ. المجتهدون يخطئون، والباحثون يخطئون، والناظرون يخطئون. هكذا قضية مسلَّمة. إذا كان الكل مؤمن بأن الخطأ يقع، وبنسبة كبيرة، فهل هذه القضية صحيحة من أصلها: أن الله أوكل الناس إلى أنفسهم، والقضية هي هكذا: ما أحد يحتاج إلى أعلام، ولا يحتاج إلى كذا. أيضاً الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لماذا جاء بحديث الثقلين وقال: كتاب الله وأهل بيتي؟ لماذا تحدث عن عترته، تحدث عن أهل بيته؟ إذا المسألة ما هناك حاجة للأشخاص، ما هناك حاجة لقدوات؟ ما هناك حاجة لأعلام؟ فالرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) هو أرحم بنا من غيره، أرحم بالناس. هل سيضيف علينا حاجة معينة لسنا بحاجة إليها؟ لا ترتبط هدايتنا بها؟ لا ترتبط نجاتنا بها؟ يضيف علينا شيئاً معيناً؟ ما يمكن هذا يحصل من رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)! نحن متفقون، نحن وهؤلاء الأشخاص الذين ينسب إليهم هذا الكلام أنهم يعرفون أن حديث الثقلين صحيح، وأنه ورد من رسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) أحاديث هي تدل، أو توحي، أو تشير إلى أن الأمة مطلوب منها، أو يجب عليها أن تسير متمسكة بأهل البيت، راكبة في سفينة أهل البيت. إذاً فلماذا النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) يقول: أهل البيت، أهل البيت؟ أو عترتي؟ إذا القضية ما هناك حاجة لأشخاص فيسكت من مرة. وفعلاً رسول الله ما يمكن أن يذكر أهل بيته وليس هناك حاجة لدينا نحن، فيما يتعلق بالاهتداء، ليس هناك حاجة إلى أهل البيت ما من تكلم عنهم نهائياً؛ لأنه كما وصفه الله {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (التوبة128). ما يمكن يضيف عليهم أرقاماً هكذا، وبهذه الأهمية البالغة: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله، وعترتي) كأننا نقول لرسول الله: أنت ما بلاّ زيدت أنت عترتك؛ لأنك تحب أولادك، تريد نحبهم، تريد كذا، تريد كذا، وإلا فالأصل كتاب الله فقط. كأننا نتحدث مع النبي نفسه، أي أنت تتهم النبي أنه قال بحديث الثقلين من باب المحاباة لعترته، يريد فقط يوجد لعترته ولأهل بيته، أولاده، وذريته مقاماً في الأمة متميزاً، ويريد، ويريد.. الخ. هذا ليس أسلوباً مؤدباً مع رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) جرح لشخصه، جرح لشخصيته، ومقاصده. سورة [الفاتحة] تتحدث عن ناس، عندما قال الله فيها: {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ} (الفاتحة6-7) لماذا ذكر أيضاً الذين أنعمت عليهم؟ أليس الذين يعني: ناس؟ صراط الذين أنعمت يعني: ناس. كان يقول: اهدنا الصراط المستقيم، ويكفي! لماذا تربط المسألة بناس؟ هكذا، لا بد، لا بد، الحق يحتاج إلى أعلام وهداة، {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} (الرعد7). هكذا يقول الله. لا بد للأقوام، لا بد للأمة من هداة، من أعلام يقتدون بهم، يسيرون على هديهم، يتأسون بهم، ينهجون نهجهم. كما أن الباطل نفسه يحتاج إلى أعلام، حتى الباطل يحتاج إلى أعلام، ما ينفق باطل بدون أعلام، يرمز له شخصيات ينفق في ظلها. كذلك الحق يحتاج إلى أعلام. ما الحق مثلاً أشياء تنبت، يمكن يسير واحد يجمع له [حزمة] حق، أو يسير يقطع له كيس حق، أو يأكل له حبتين حق، أو أشياء من هذه، ليست هكذا. الحق يتمثل عادة هو والباطل في ناس، الباطل يتمثل في ناس، والحق يتمثل في ناس كله. عندما نقول مثلاً: الحق ضائع، الحق مغمور، ألسنا نقول بالعبارة هذه؟ ماذا يعني ذلك؟ أن تجسيده في واقع الحياة غائب، أما هو كمبادئ مكتوبة مخطوطة هو موجود. هل يمكن لواحد يقول: أبداً الإسلام بخير، والدنيا بخير، ولا هناك أي إشكالية، ذا عندك الحق وافي، ولم يتعرض لأي حاجة، معي [ختمة] جديدة في [الشمطة]، ولا يلحقها أي حاجة. هل يمكن هذا؟ الحق في واقع الحياة، عندما نقول: هو سائد بحركة الناس على أساسه، تجسيده وهم يمثلونه، ويتمثل في حركاتهم، وفي سكناتهم، ومواقفهم. كذلك الباطل. هذه المسألة مخالفة للسنة الإلهية؛ لأن الله يأتي بكتاب ونبي، ما الله هكذا يأتي بواحد من البشر، ومع ذلك على الرغم من وضوح كتابه، ما هو يقول: كتاب مبين، كتاب مبين؟ ما هكذا يقول عن القرآن؟ طيب: كتاب مبين، وأيضاً تربطنا بواحد من الناس، محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) ما هو يربط الناس به؟ يربطهم بمحمد؟ {أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ} (النساء59) {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ} (النساء80) كلام كثير حول طاعة الرسول. أليس هذا حاصل؟ عندما تراه كتاباً مبيناً، سنة إلهية، يأتي منهج وقدوة، كتاب وعلم من البشر. حتى عندما اقترحوا أنه كان المفروض أن الله أن يرسل ملكاً يقول لهم: {قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَّسُولاً} (الإسراء95) نزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا، لا بد أن يكون هناك علم، {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ} (الحج75). فمن يقول بهذه العبارة: لا حاجة للأشخاص، إذا أنت تريد أن تقول بهذه العبارة، وتريد أن توجد لها شيئاً يعتبر مثال، إن أول من تقول: إذاً فلا حاجة له هو محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لا حاجة له؛ لأنه جاء بكتاب عربي، وكان بإمكانه أن ينزل عليه في شهر رمضان كله، ويكلف من يكتب منه عدة نسخ، ويعطيهم وهو كتاب بلسان عربي مبين. أليس هكذا؟ ومحمد يعود إلى بيتهم، والله يفتح عليه، ولا قيمة للشحم واللحم - كما قالوا - والقضية هي فكرة ومنهج، ولا قيمة للأشخاص! لماذا الكتاب الذي نزل بلسان عربي مبين، نزله عليه، ويقول للناس: أطيعوه، إتبعوه، أنصروه، عزروه، وقروه... إلى آخر ما يقول لهم في البشر هذا. هكذا لا بد، لابد. أي فإن كان هناك إمكانية الإستغناء عن بشر على هذه القاعدة فإن أول من يمكن أن يقال، ويكون مصداقا لهذه إذاً فليستغني عن محمد من البداية! لماذا يأمرنا بطاعة واحد بشر! قد هذا القرآن بلغتنا، وهو بيّن وواضح، والله يفتح عليه، يرجع عند خديجة، ويقسّم لنا عدة نسخ منه، أو يجلس في بيتهم، يكون يكتب له عدة نسخ، ويوزع، يشغل له عمال يكتبوه، وانتهى الموضوع. ولأنها سنة إلهية الله يقول: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ} أليس النبيين بشر، شحم، ولحم، الذين يقولون: لا قيمة للشحم واللحم! {فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ} أعلام، ومنهج، قدوة ومنهج، لا بد منه. المشكلة هذه: إذا واحد عنده أنه يستطيع انه يصلح كل شيء، يعرف الحق من دون أحد، ولا هو بحاجة أحد، حتى ولا علي بن أبي طالب هذه السلسلة كل أبوها إنما فقط رسول الله؛ لأنه لم يعد بالإمكان أن يستغني منه. فممكن يحصل عنده أفكار من هذه. والقضية من أساسها ليست قضية إضافات تكاليف، تكاليف. هدايتنا نحن، من مصلحتنا نحن أنه لا بد من هذا الشيء.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة (الإسلام وثقافة الإتباع)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.